رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مخاوف من شق إسرائيل ممرًا يقسم غزة نصفين

نشر
الأمصار

لم تُخمد نيران الحرب بغزة رغم بدء اليوم الـ139 للعدوان الإسرائيلي على غزة ، وسط تحركات مرتبكة في أكثر من اتجاه لإنهاء القتال، وتعقد الوضع الإنساني.

غزة

وبعد التركيز مؤخرا على رفح، وسع الجيش الإسرائيلي القصف بأنحاء قطاع غزة، غداة فشل مجلس الأمن بتبني مشروع قرار لوقف إطلاق النار.

وصباح أمس، ذكرت تقارير صحفية، عن سقوط قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي، استهدف سيارة في شارع أبو حسني بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهي المنطقة التي سجلت مقتل أكثر من 45 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف منازل أيضا، منذ مساء أمس.

وبالتزامن مع ذلك، أفادت التقارير بأن زوارق حربية إسرائيلية قصفت ساحل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الأربعاء، غداة فشل مجلس الأمن في تبني قرار لوقف الحرب في القطاع المحاصر.

ممر إسرائيلي يقسم غزة نصفين

ومع استمرار الغارات والتوغلات والقصف الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 4 أشهر، ركزت إسرائيل خلال الأيام الماضية ضرباتها على وسط القطاع وجنوب مدينة غزة، بالإضافة طبعا إلى خان يونس ورفح في الجنوب.

وذلك بالتزامن مع اتجاة الجيش الإسرائيلي لتنفيذ خطة تقضي بتوسيع طريق في وسط غزة لتسهيل عملياته العسكرية، كجزء من خططه للحفاظ على السيطرة الأمنية على القطاع لبعض الوقت، حتى بعد انتهاء الحرب وفقا لمسؤولين دفاعيين

ويقسم الممر الإسرائيلي الواقع جنوب مدينة غزة، والذي يمتد حوالي 5 أميال من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل، القطاع إلى قسمين، شمالا وجنوباً، على طول شريط شرقي غربي تحتله القوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب المستمرة، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال".

ومن المقرر أن يسمح هذا الممر للجيش الإسرائيلي بمواصلة التحرك بسرعة وبشكل آمن، حتى بعد انسحاب معظم القوات من القطاع، علماً أن القوات الإسرائيلية تسيطر بالفعل حالياً على الطرق الرئيسية بين الشمال والجنوب في غزة

مخاطر الطريق على حياة سكان غزة؟

- يمكن للطريق الذي تم تجديده أيضا أن يخلق بشكل فعال حزاما عسكريا عبر غزة.

حيث يمكن لهذا الطريق أيضا أن يخلق بشكل فعال حزامًا عسكريًا قد يمنع عودة حوالي مليون نازح فروا نجو الجنوب خلال الأشهر الماضية، إلى شمال غزة، وفقًا لمحللين.

ويأتي ذلك تأكيدا لما أكده مسؤولين إسرائيليين في وقت سابق بأنهم لا يعتزمون السماح للنازحين بالعودة حتى اكتمال العمليات العسكرية في شمال القطاع والتوصل إلى اتفاق لإعادة ما يقدر بنحو 130 أسيرا إسرائيليا تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر.

فيما قالت ميري آيسين، العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، عن المدة التي تعتزم فيها إسرائيل استخدام هذا الممر الشرقي الغربي: "أستطيع أن أسميها مؤقتة لكن طويلة الأمد، وبالتأكيد ستمتد لعام 2024 بأكمله".

وقال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن الطريق سيخلق فجوة واضحة بين شمال غزة وجنوبها. وقال إنه من غير المرجح أن يتم بناء أي جدار بجوار الطريق، لكنه أضاف أنه يمكن أن يكون له نقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب سيتم حراستها.

- يمكن أن يمنع عودة حوالي مليون من سكان غزة الذين فروا إلى الجنوب وسط القصف الإسرائيلي، حتى اكتمال العمليات العسكرية في الشمال والتوصل إلى اتفاق لإعادة ما يقدر بنحو 130 رهينة.

- أحد المسؤولين العسكريين قال إن القوات الإسرائيلية ستتولى حراسة الطريق لمنع وقوع هجمات مسلحة. وفق "وول ستريت جورنال".

- يخطط المهندسون الإسرائيليون لتدمير المنازل والمباني الأخرى على طول جوانب الطريق، ويقومون بالفعل بوضع قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر وجعله أكثر فائدة للجيش، وفقا للقطات بثتها القناة 14 الإسرائيلية يوم السبت.

فيما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في شهر فبراير/شباط من قبل شركة ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة تشغيل أقمار صناعية مقرها كولورادو، ما يبدو أنه طريق ترابي متعرج يقسم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة.

ولا يكتفي الجيش الإسرائيلي، بناء هذا الطريق وتوسيعه ، بل يتوجه أيضًا لبناء منطقة عازلة يبلغ طولها حوالي كيلومتر واحد داخل حدود غزة مع إسرائيل، حيث يُمنع الفلسطينيون من دخولها مستقبلا.

-ومن المقرر أن يتم استخدام الطريق بين الشرق والغرب وتسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يقولون إنهم ليس لديهم أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم ولكنهم يخططون للحفاظ على "الأمن".

يشار إلى أن العديد من المسؤولين الأميركيين، فضلا عن دول غربية وعربية حذرت إسرائيل مرارا وتكرارا من تغيير حدود غزة أو تقسيم أراضيها، وأعربوا علناً عن معارضتهم لإنشاء أي منطقة عازلة في القطاع المكتظ بالسكان والمحاصر منذ سنوات خلت.

وفي أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، تعهدت إسرائيل بالقضاء على تهديد حماس في غزة، وشنت حربا ما زالت متواصلة لليوم الـ139 وأسفرت عن مقتل قرابة 30 ألفا من الفلسطينيين، وتشريد نحو مليوني شخص من منازلهم.