رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ارتفاع مستويات الدولار يتسبب في هبوط الذهب بنهاية تعاملات الأسبوع

نشر
الأمصار

شهد سعر أونصة الذهب العالمية انخفاض خلال الأسبوع الماضي في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بعد التوقعات المتزايدة أن البنك الفيدرالي لن يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في وقت قريب هذا العام.

سجل سعر الذهب الفوري انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6% ليفقد 11 دولار للأونصة وكان قد سجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر خلال الأسبوع عند 1984 دولار للأونصة.

بالرغم من هبوط سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي تحت المستوى 2000 دولار للأونصة إلا أنه عند الاغلاق استطاع الذهب تقليص جزء كبير من خسائره ليغلق عند المستوى 2013 دولار للأونصة، بهذا الإغلاق يكون نجح الذهب في تسجيل اغلاق لـ12 أسبوع متتالي فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.

السبب الرئيسي وراء انخفاض سعر الذهب

حيث إن السبب الرئيسي وراء انخفاض سعر الذهب خلال الأسبوع الماضي وتسجيله أدنى مستوى تحت المستوى الهام 2000 دولار للأونصة كانت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي والذي جاء أفضل من التوقعات مما زاد من رهانات الأسواق أن الفيدرالي الأمريكي سيؤجل البدء في خفض أسعار الفائدة منذ كون التضخم متماسك بشكل كبير.

وأظهر مؤشر أسعار المستهلكين استقرار القراءة عند 0.3% دون تغير عن القراءة السابقة وكانت التوقعات تشير إلى تراجع إلى 0.2%، بينما تراجع التضخم على المستوى السنوي إلى 3.1% بأقل من القراءة السابقة 3.4% ولكنه جاء أعلى من التوقعات عند 2.9%.

من جهة أخرى سرعان ما تعافت أسعار الذهب ليتداول من جديد فوق المستوى 2000 دولار للأونصة بعد بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي سجلت أضعف مستوى منذ فبراير 2023، الأمر الذي دفع الدولار إلى التراجع في تصحيح سلبي ليساعد الذهب على التعافي من جديد.

ومع نهاية الأسبوع صدرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين عن الولايات المتحدة وهو مؤشر للتضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين، وأظهر ارتفاع أعلى من التوقعات بنسبة 0.3% خلال شهر يناير مقارنة مع القراءة السابقة المنخفضة بنسبة -0.1%.

بيانات تضخم أسعار المنتجين

وارتفاع بيانات تضخم أسعار المنتجين دفعت الذهب إلى التراجع بعض الشيء وقت صدور البيانات، ولكن استكمل السعر الارتفاع بعدها وحتى نهاية تداولات الأسبوع ليسجل أعلى مستوى خلال جلسة يوم أمس الجمعة عند 2015 دولار للأونصة، وذلك بسبب تزايد الأقبال على الذهب قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة في الولايات المتحدة بسبب اغلاق الأسواق يوم الاثنين القادم في عطلة يوم الرئيس، مما دفع الأسواق إلى تأمين استثماراتهم في الذهب قبل نهاية الأسبوع تحسباً لأية تطورات جيوسياسية.

وأغلق الذهب الأسبوع الماضي تحت مستوى المقاومة 2015 دولار للأونصة وفوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وبذلك هناك انقسام في توقع حركة الذهب خلال الأسبوع الماضي، فاعتبار الذهب أغلق فوق المستوى 2000 دولار للأونصة بعد تسجيله انخفاض تحت هذا المستوى بشكل لم يدم طويلا خلال الأسبوع أمر إيجابي للسعر.

واغلاق السعر تحت المستوى 2015 دولار للأونصة وملامسته فقط قد يدل أن هذا الارتفاع هو تصحيح وملامسة مستوى المقاومة هو إعادة اختبار لكسر هذا المستوى، وبالتالي تكون الحركة القادمة للذهب انخفاض من جديد، أيضا هناك تضارب بين الطلب الفعلي القوي على الذهب وبين الطلب الاستثماري الضعيف.