رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ليبيا تلغي احتفالات ذكرى ثورة 17 فبراير لهذا السبب

نشر
ليبيا
ليبيا

أعلنت حكومة ليبيا برئاسة أسامة حماد، إلغاء الاحتفالات الرسمية بذكرى ثورة 17 فبراير لهذا العام، وذلك تضامنًا مع ضحايا العاصفة دانيال الذي ضرب مناطق ومدن الجبل الأخضر.

وقالت حكومة ليبيا، في بيان لها، إنها قررت إلغاء الاحتفالات الرسمية من أجل توظيف كافة الإمكانيات البشرية والمادية في مجال إعادة إعمار المدن والمناطق المتضررة، عبر صندوق إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، وحفاظًا على المال العام.

وأرجعت حكومة ليبيا، سبب الإلغاء إلى التضامن مع أهالي مدينة زليتن في ليبيا التي تشهد خلال الفترة الحالية ارتفاع منسوب المياه الجوفية، لافتة إلى السماح للمواطنين بالاحتفال بهذه بالمناسبة.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس مجلس وزراء حكومة ليبيا أسامة حماد، عن أن يومي السبت والأحد الموافق (17 و 18) فبراير، عطلة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة السابع عشر من فبراير.

جاء ذلك في قرار رقم (23) نشرته حكومة ليبيا، الأربعاء، مع استثناء المؤسسات والمرافق ذات الخدمات الإنسانية والأمنية، التي تتطلب طبيعة عملهم ذلك، وحفظ حقهم في الحصول على مقابل عمل عن هذه الأيام، طبقا لأحكام القانون رقم (12) لسنة 2010.

نص قرار حكومة ليبيا بشأن عطلة ثورة الـ17 من فبراير

قرارات عاجلة بشأن زليتن

وسبق أن أصدر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب في ليبيا، أسامة حمّاد، قرارات عاجلة بشأن زليتن، من بينها إعلان حالة الطوارئ، وتخصيص 10 ملايين دينار للبلدية، تخصص للطوارئ، (الدولار يساوي 4.82 دينار في السوق الرسمية)، بالإضافة إلى عقد إنشاء شبكة رشح وتصريف في المحال المتضررة بقيمة 16 مليون دينار.

وقال رئيس مركز البحوث بالجامعة الأسمرية، مصطفى البحباح، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع في المدينة «لا يزال على ما هو عليه؛ بل إن الأزمة تتفاقم»، وأوضح أن بعض المواطنين هناك «تركوا منازلهم، والدولة غائبة، والبلدية لا تملك ميزانيات لتسكينهم أو دعم المتضررين منهم».

ووصلت الأضرار إلى محطات الكهرباء في زليتن، وقال المتحدث باسم الشركة، وئام التائب، إن 8 محطات فرعية ومحطتين رئيسيتين تضررت بسبب ارتفاع المياه الجوفية في المدينة.

الشركة العامة للمياه تزيل نحو 5 آلاف متر مكعب من المياه يومياً

ومن جهته، قال محمد أرخيص، مسؤول لجنة الطوارئ بمدينة زليتن في ليبيا، إن الشركة العامة للمياه تزيل نحو 5 آلاف متر مكعب من المياه يومياً، بواسطة الشاحنات المخصصة لذلك، وتحدث عن وجود مقترح قيد الدراسة حالياً لبناء غرف خرسانية لتجميع المياه، ونقلها عبر خط إمداد رئيسي يقارب طوله نحو 5 آلاف متر يصب في البحر.

ولمقاومة أي أوبئة بيئية بسبب تجمع المياه أسفل البيوت وفي الساحات، أعلنت البلدية في ليبيا عن استمرار التطعيمات، والكشف على طلاب المدارس المتضررة من ارتفاع منسوب المياه، مشيرة إلى إطلاق حملة توعية تشمل توزيع المطويات، وتوعية الطلاب بمخاطر استعمال المياه الملوثة، والابتعاد عن البرك والمستنقعات. كما انطلقت حملة لتوزيع مياه الشرب على المناطق المتضررة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في البلدية.

وقال المكي جبريل الذي تضرر منزله بشكل كبير جراء المياه الجوفية المتدفقة: «لقد تشققت خزانات مياه الصرف الصحي، وأصبحت المياه تخرج منها، ولهذا نحن الآن لن نركِّز على خزانات المياه أو الصرف الصحي؛ بل نبحث عن أضرار قواعد المنازل والهبوط الأرضي. وهذا ما نخاف منه».

أما محمد عبد الملك الذي اضطر لوقف أعمال بناء منزله بسبب تدفق المياه الجوفية، فقال من جهته: «بدأت البناء في منزلي؛ لكن لم أستطع أن أكمل بسبب المياه التي خرجت من الأرض، فنحن كلما حفرنا خرجت المياه الجوفية، ولا نستطيع البناء أبداً، فتنهار الأساسات».

وأضاف عبد الملك: «بسبب المياه انتشرت الحشرات، وبدأ الأطفال يملُّون من هذا الموضوع، فالشركة تقوم بشفط المياه بشكل يومي من دون أن تصل إلى نتيجة، والمياه الجوفية التي تخرج في ازدياد، ولا تنقص أبداً».

وفي غضون ذلك، يعوّل سكان زليتن في ليبيا على ما سموه «التجربة اليونانية» لحل أزمة المياه الجوفية سريعاً، حفاظاً على منازلهم من الانهيار.