رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الطيب حمضي: الارتفاع المخيف لأعداد المصابين بداء السرطان في المغرب يقلق

نشر
الدكتور الطيب حمضي
الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم والصحية

كشف الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم والصحية في المغرب، عن معطيات محينة عن السرطان بالعالم وفق آخر تقرير نشر يوم 1 فبراير 2024 من طرف منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، بعد وصول 20 مليون حالة جديدة من داء السرطان خلال سنة 2022.

ويشكل اليوم العالمي للسرطان تظاهرة ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان يوم 04 فبراير من كل سنة لرفع الوعي العالمي من مخاطر مرض السرطان، وجعل التظاهرة مناسبة لمواجهة داء السرطان عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض والعلاج، الاتحاد الدولي اعتبر مرض السرطان أكبر المشكلات الصحية تواجه العالم وأهم أسباب ارتفاع الوفيات على الصعيد العالمي.

سنة 2022 شهدت تسجيل ما يفوق خمسين ألف حالة سرطان جديدة

وأشار الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم والصحية في المغرب، إلى انتشار السرطان في المغرب وفق بعض المعطيات المغربية الجزئية نشرت السنة الماضية أمام غياب سجل وطني متكامل للسرطان، أن سنة 2022 شهدت تسجيل ما يفوق خمسين ألف حالة سرطان جديدة، فيما سجلت حوالي 30 ألف حالة في سنة 2004، واحتلال داء السرطان في المغرب المركز السابع بين الأمراض خلال سنة 2000 قبل يحتل السرطان المركز الرابع في سنة 2016، ويشكل بذلك ثاني سبب رئيسي للوفاة بعد أمراض القلب والشرايين بنسبة 13.4%.

وكشفت المعطيات الجزئية أسباب ارتفاع أرقام داء السرطان في المغرب إلى عامل النمو الديمجرافي وسهولة الوصول المتزايد لفحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه، وشيخوخة السكان مع زيادة الوزن، إضافة إلى نمط الحياة من نظام غير متوازن وبقدر غير كافي من الفواكه والخضروات، والتبغ والكحول وبعض الأمراض المعدية، وتشكل السرطانات الأكثر شيوعا بالمغرب لدى الرجال وهي (الرئة، البروستاتا، القولون، المثانة، الليمفوما اللاهودجيكن)، فيما لدى النساء (الثدي، الغدة الدرقية، عنق الرحم، القولون، المبيض).

سنة 2022 سجلت حوالي 63 ألف حالة سرطان جديدة و37 ألف وفاة

وأبرز تقرير منظمة الصحة العالمية وفق معطيات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بخصوص المغرب، أن سنة 2022 سجلت حوالي 63 ألف حالة سرطان جديدة و37 ألف وفاة، وتعرض شخص من كل 6 معرض لخطر الإصابة بالسرطان قبل سن 75 سنة، وتعرض شخص من كل 10 رجال ولدى النساء امرأة من كل 13 للوفاة بسبب السرطان قبل بلوغ 75 سنة.

وكشف التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، أن سنة 2022 شهدت وفاة 9.7 مليون شخص بسبب السرطان في أنحاء العالم، ومن المنتظر أن يشهد عام 2050 ارتفاع عدد المصابين إلى 53.3 مليون حالة جديدة بزيادة تقارب 77%.

وأوضح الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم والصحية في المغرب، أن من بين 5 أشخاص يصاب شخص بالسرطان، وخطورة الوفاة بسبب السرطان تكون خطورة الوفاة بسبب السرطان لدى النساء حالة واحدة من ضمن 12 امرأة فيما وفاة واحدة من بين 9 رجال، ويعتبر السرطان الأكثر شيوعا في سنة 2022 بكل أنواعه (الرئة ـ الثدي ـ القولون ـ البروستاتا ـ سرطان المعدة)، ويشكل سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان حيث شكل 18.7% من إجمالي وفيات السرطان.

تفادي السرطان بالوقاية

وأشار الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم والصحية في المغرب، إلى إمكانية تفادي ثلثي وفيات السرطان وتجنب أكثر من ثلث حالات السرطان بالوقاية، وعلاج الثلث الآخر إذا تم اكتشاف داء السرطان في الوقت المناسب ومعالجته بشكل جيد، مؤكدا عوامل الخطر المتعلقة بنمط الحياة والتي (يمكن تجنبها) كالتدخين والكحول، والتعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية، والطعام (نظام غذائي غير متوازن، اللحوم الحمراء ومشتقاتها، الطبخ في درجات حرارة تزيد عن 200 درجة مئوية، القلي، الشواء...)، والملح والوزن الزائد والسمنة وقلة النشاط البدني وتلوث الهواء، إلى جانب بعض الأمراض التعفنية فيروسية وجرثومية (فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لبعض أنواع السرطان بما في ذلك سرطان عنق الرحم، وفيروسات التهاب الكبد B وC المسببة لسرطان الكبد، وبكتيريا هيليكوباكتر بيلوري المرتبط بسرطان المعدة.

60% من حالات السرطان تصيب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر

وبالنسبة لعوامل الخطر المرتبطة بالفرد كشف الدكتور الطيب حمضي الباحث في السياسات والنظم والصحية في المغرب، إلى عامل السن أن 60% من حالات السرطان تصيب الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، والسوابق الشخصية والطبية (الأمراض والعلاجات السابقة) والوراثة والسوابق العائلية، ولتفادي الإصابة بداء السرطان شدد الدكتور الطيب حمضي على ضرورة تجنب التدخين والكحول والتعرض لأشعة الشمس بكثرة بدون حماية مع تجنب الملح والإفراط في اللحوم الحمراء ومشتقاتها والمأكولات المطبوخة في حرارة مفرطة، وضرورة إتباع نظام غذائي متوازن أساسه الخضراوات والفواكه مع ممارسة الرياضة وإنقاص الوزن الزائد، والعمل على تجنب الهواء الملوث في البيت والعمل من خلال تهوية الأماكن بانتظام وتجنب مسببات التلوث، والتلقيح ضد الأمراض التعفنية كفيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد B والإصابات الميكروبية بنظافة اليدين والإجراءات الوقائية، وضرورة الكشف الدوري والكشف المبكر عن السرطانات.