رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

شتاء يناير 2024.. موسم العودة إلى النادي الأم

نشر
الأمصار

دائما العودة إلى الديار بعد غياب طويل تحمل الكثير من العواطف خاصة في كرة القدم، وهو ما يحدث كثيرا عندما يقضي لاعب فترة طويلة في الاحتراف ثم يقرر أن ينهي مسيرته مع ناديه الأم أو الأول بمعنى أصح أو في بلاده بشكل عام، وهو ما شاهدناه في فترة انتقالات شتاء يناير 2024 التي انتهت منذ يومين.

انتقالات شتاء يناير 2024 على الرغم من برودتها سواء في الأجواء أو حتى الصفقات نفسها، ولكن الشعور بالدفء فيها كان في 3 صفقات للاعبين بارزين عادوا إلى ناديهم الأم أو بلادهم بالتحديد، والأمر المشترك بينهم أنهم قرروا اتخاذ هذه الخطوة في نهاية مسيرتهم وبعد رحلة احترافية مميزة.

 

3 لاعبين عادوا إلى موطنهم في شتاء يناير 2024

 

ونستعرض فيما يلي أبرز 3 لاعبين عادوا لناديهم أو بلادهم الأم في انتقالات يناير 2024 وهم كالآتي:

 

فيدال واستقبال الأبطال في نادي الطفولة

 

ويعد التشيلي أرتورو فيدال هو الأبرز في انتقالات يناير 2024، وذلك بسبب استقباله في نادي طفولته كولو كولو، الذي انضم له في الميركاتو الحالي في حفل استقبال خرافي على ملعبهم، حيث وصل حفل تقديمه كلاعبا للنادي على متن طائرة هليكوبتر، قبل أن يمتطي حصانًا ويرتدي زي الملك والتاج فوق رأسه ويحمل سيفًا أثناء قيامه بجولة في الملعب وسط استقبال ما يقرب من 35 ألف مشجع.

 

وعاد فيدال إلى كولو كولو بعد 17 عامًا، حيث بدأ مسيرته مع النادي التشيلي منذ أن كان طفلا ولعب معهم في العديد من المراحل العمرية إلى أن صعد للفريق الأول في 2006، ومنه خاض أول رحلة احتراف والتي كانت رفقة باير ليفركوزن الألماني ومنه إلى يوفنتوس ثم بايرن ميونخ ومنه انتقل إلى برشلونة ثم عاد إلى إيطاليا عبر بوابة إنتر ميلان، ثم خاض تجربتان في البرازيل مع فلامنجو ثم أتلتيكو باراناينسي، وبعد كل ذلك قرر العودة إلى نادي طفولته واختتام مسيرته معه.

 

وحصد صاحب الـ 36 عاما 23 بطولة طوال مسيرته مع كل الأندية التي لعب لها فلم يلعب إلى نادي إلا وحصد معه بطولة بإستثناء باير ليفركوزن، ولكن جميعهم بطولات محلية ماعدا لقب كوبا ليبرتادوريس الذي حصده مع فلامنجو موسم 2021/2022، بجانب حصده بطولة كوبا أمريكا مرتان مع منتخب تشيلي في 2015 و2016، وبعض الجوائز الفردية.

 

تشيشاريتو الأقرب إلى قلب المكسيك

 

يعتبر تشيشاريتو أحد النجوم البارزين في تاريخ كرة القدم المكسيكية بل وأحد أقرب اللاعبين إلى قلوب الجماهير هناك، وبسبب الحب الذي يحظى به قرر “حبة البازلاء” كما تلقبه الجماهير، العودة إلى موطنه ونادي طفولته بعد غياب 18 عاما عنه بسبب رحلات الاحتراف، وقرر أن ينضم هذا الشتاء إلى نادي شيفاز جوادالاخارا المكسيكي لينهي مسيرته معه، ووجد استقبال حافل في حفل تقديمه على ملعب النادي وسط حضور جماهيري هائل.

 

وكان تشيشاريتو قد بدأ مسيرته منذ الطفولة رفقة نادي شيفاز في مختلف الفئات العمرية، إلى أن صعد للفريق الأول في 2006 وظل معه حتى 2010 قبل أن يذهب لخوض أول تجربة احتراف له والتي كانت مع مانشستر يونايتد وتألق معه بشكل كبير ليخرج إعارة إلى ريال مدريد ثم يعود ليخرج إلى باير ليفركوزن ومنه إلى وست هام يونايتد ثم ينتقل إلى إشبيلية ومنه إلى لوس أنجلوس الأمريكي، وبعد هذه المسيرة الحافلة عاد هذا الشتاء إلى نادي طفولته مرة أخرى.

 

وطوال مسيرة تشيشاريتو صاحب الـ 35 عاما، حصد 5 بطولات مع الأندية التي لعب لها وهي لقبي الدوري الإنجليزي ولقب الدرع الخيرية مع مانشستر وكأس العالم للأندية مع ريال مدريد مرة ومثلها للدوري المكسيكي مع شيفاز، بجانب حصده بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية مع منتخب المكسيك وفوزه ببعض الجوائز الفردية الأخرى.

 

بانيجا والتضحية بكل شيء لأجل العودة للمنزل

 

تختلف قصة النجم الأرجنتيني إيفر بانيجا قليلا، فهو كان يريد الرحيل عن الشباب السعودي هذا الشتاء بعد 4 سنوات في الفريق والعودة إلى نادي طفولته بوكا جونيورز ولكن لم تتم الصفقة ليقرر بعد ذلك الانضمام إلى نيولز أولد بويز الأرجنتيني أيضا رغبة منه في العودة إلى مسقط رأسه أيا كان النادي.

 

وبدأ بانيجا مسيرته في الطفولة مع نادي بوكا جونيورز بمختلف الفئات العمرية إلى أن صعد للفريق الأول في 2007، وفي العام التالي خاض أول تجربة احتراف والتي كانت مع فالنسيا الإسباني ومنه خرج معارا إلى أتلتيكو مدريد وبعد الإعارة ذهب معارا إلى نيولز أولد بويز في 2014، ومنه انتقل إلى إشبيلية ثم إنتر ميلان ومنه عاد للنادي الأندلسي مرة أخرى، ثم قرر أن يختتم مسيرته ويعود إلى بلاده.

 

وطوال مسيرته مع الأندية حصد بانيجا صاحب الـ 35 عاما، 5 بطولات من بينهم 3 ألقاب من الدوري الأوروبي مع إشبيلية ولقب كوبا ليبرتادوريس مع بوكا جونيورز، ومثله من كأس إسبانيا مع فالنسيا، بخلاف حصد كأس العالم للأندية للشباب والميدالية الذهبية في أولمبياد 2008 مع منتخب الأرجنتين.

 

ولن يكون هؤلاء الثلاثة هم الوحيدين الذين قرروا العودة إلى ناديهم الأم أو بلادهم بل هم من فعلوها فقط في شتاء يناير 2024، ولكن سيظل دائما هذا القرار من أي لاعب في نهاية مسيرته قرار مليئ بالحنين إلى الماضي ورغبة في أن يكون الختام وسط جماهير الطفولة بعدما عاد لهم هذه المرة نجما ساطعا.