رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

آخرهم العاروري.. أبرز اغتيالات الفلسطينيين بلبنان على يد إسرائيل

نشر
الأمصار

جاءت جريمة اغتيال صالح العاروري لتكون أخر سلسلة في جرائم إغتيال الفلسطينيين بلبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي قنصت فيها عدد من أبرز المناضلين الفلسطينيين.

غسان كنفاني

يعد عسان كنفاني هو أقدم جرائم إغتيال الفلسطينيين بلبنان  وهو روائي وقاص وصحفي فلسطيني، ويعتبر أحد أشهر الكتاب والصحافيين العرب في القرن العشرين. فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية. 
 


ولد في عكا، شمال فلسطين، في التاسع من نيسان عام 1936م، وعاش في يافا حتى أيار 1948 حين أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم إلى سوريا، وعاش وعمل في دمشق ثم في الكويت وبعد ذلك في بيروت منذ 1960 وفي تموز 1972، استشهد في بيروت مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين.

أصدر غسان كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة. وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة. اثنتان من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين. وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية متزايدة. 

على الرغم من أن روايات غسان وقصصه القصيرة ومعظم أعماله الأدبية الأخرى قد كتبت في إطار قضية فلسطين وشعبها فإن مواهبه الأدبية الفريدة أعطتها جاذبية عالمية شاملة. 

الأمير الأحمر حسن سلامة 

كما شملت جرائم إغتيال الفلسطينيين بلبنان  المناضل علي حسن سلامة واسمهُ الحركي أبو حسن، هو مناضل فلسطيني وقيادي في منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة أيلول الأسود،  يلقب بالأمير الأحمر، كما قاد العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم من لبنان، واغتيل على يد إسرائيل في لبنان.

 

وُلد علي حسن سلامة عام 1940 في قرية قولة قضاء اللد لعائلةٍ ثرية، ووالده هو حسن سلامة أحد قادة جيش الجهاد المقدس في حرب 1948، بعد تدمير قرية قولة في حرب 1948، التجأت العائلة بدايةً إلى لبنان، حيثُ سكنت في مخيم شاتيلا، ثم إلى منطقة الأشرفية، حيثُ مكثت العائلة هناك عدة سنوات، وانتقلت بعدها إلى رام الله في فلسطين، وهناك أكمل علي حسن سلامة دراسة الثانوية العامة، ثم انتقل إلى القاهرة وألمانيا، حيث درس التجارة وتخرج بدرجة البكالوريوس من كلية التجارة في جامعة القاهرة عام 1963.

يعتقد أنه تلقى تدريبه العسكري في القاهرة وموسكو، كانت له شعبية واسعة بين الشباب الفلسطينيين، وكان مُحاطًا بالنساء ويمتلك عددًا من السيارات الرياضية، ونتيجةً لحياة الثراء التي عاشها لقب بالأمير الأحمر، حيثُ يُشير مصطلح «الأمير» إلى الثراء وظروف معيشته، أما «الأحمر» فيشير إلى نضاله في صفوف حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.

حاول الموساد اغتياله عام 1973، ولكنه فشل في ذلك، وكانت ضحيةُ هذا الفشل نادل مغربي اسمه أحمد بوشيخي، وأصبحت هذه القضية تعرف باسم قضية ليلهامر في النرويج، حيثُ أدت إلى اعتقال عددٍ من عملاء الموساد الإسرائيلي. استطاعت إسرائيل اغتيال علي حسن سلامة بعد بحثٍ طويلٍ فيما يعرف باسم عملية غضب الله.

تولى علي حسن سلامة منصب مدير دائرة التنظيم الشعبي التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الكويت عام 1965، كما ترأس اتحاد طلبة فلسطين هناك، وعمل في قيادة جهاز الرصد الثوري لحركة فتح (هو اسم فرع المخابرات التابع للحركة في الأردن) في يوليو 1968، وتولى قيادة العمليات الخاصة ضد المخابرات الإسرائيلية في العالم من لبنان عام 1970. 

كما يرتبط اسمه بالعديد عمن العمليات النوعية مثل إرسال الطرود الناسفة من أمستردام إلى العديد من عملاء الموساد في أوروبا، بالإضافة إلى عملية ميونخ 1972 التي قامت بها منظمة أيلول الأسود خلال الألعاب الأولمبية، حيث خطفت عددًا من الرياضيين إسرائيل وقتلت بعضًا منهم. 

أسس الجهاز العسكري المسمى القوة 17 لحماية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار)، ولكن بعد وفاة أبو عمار دُمج هذا الجهاز مع الأجهزة الأخرى تحت مسمى حرس الرئيس.

خليل حامد خراز

كما كانت أحد جرائم إغتيال الفلسطينيين بلبنان هو القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الشهيد القائد خليل حامد خراز "أبوخالد" من مخيم الرشيدية الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وقالت كتائب القسام في بيانها إن الشهيد القائد عمل في دعم وإسناد المقاومة في الداخل والخارج وكانت له بصمته الجهادية في الميدان.

وكانت مسيرة إسرائيلية استهدفت أمس الثلاثاء، سيارة من نوع رابيد بيضاء اللون، على طريق فرعية بين الشعيتية والقليلية قضاء صور جنوب لبنان، يستقلها الخراز مع 3 آخرين، ما أدى إلى استشهادهم جميعاً.

كمال ناصر

كما تضمنت قائمة جرائم إغتيال الفلسطينيين بلبنان  القيادي كمال ناصر من قياديي الثورة الفلسطينية. توفي في بيروت عام 1973 في عملية عسكرية إسرائيلية استهدفته وقائدين فلسطينين آخرين هما كمال عدوان ومحمد يوسف النجار.

وُلد كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر في مدينة غزة سنة 1924، وترعرع في بلدة بيرزيت. درس كمال ناصر في الجامعة الأمريكية. وتخرج منها في بيروت بإجازة العلوم السياسية عام 1945. شجعته أمه، السيدة وديعة ناصر، وهي مثقفة بدورها وتجيد الإنكليزية، على دراسة المحاماة. إلا أن طبيعته النزقة لم تحتمل قضاء سنوات إضافية في كنف الجامعة. ولكنه اشتغل في حقل التعليم فترة من عمره، فقام بتدريس اللغة الإنكليزية مع أنه لم يجد نفسه إلا في الصحافة ليعبر عن أفكاره السياسية ويلبي بعض طموحه الثقافي. ولم يلبث أن تعاون مع هشام النشاشيبي وعصام حماد على إصدار صحيفة «الجيل الجديد» عام 1949 في القدس.

 وكأن نيسان الذي ولد واستشهد فيه على موعد دائم معه فقد صدرت هذه الجريدة في الرابع من الشهر الرابع الربيعي. 

وفي العام التالي وجد نفسه يشارك في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في رام الله لتبدأ مرحلة جديدة في حياته تنتقل به من السجن إلى المجلس النيابي حيث انتخب نائباً عن دائرة رام الله عام 1956، ولا يمكن إغفال دوره في جريدة «البعث» وهي غير الجريدة الشهيرة التي تحمل هذا الاسم وتصدر في دمشق. 

أصدر عبد الله الريماوي هذه الجريدة في الضفة الفلسطينية ناطقة باسم التنظيم الفلسطيني للحزب هناك. وكان كمال من أركانها. وقد واصل جهوده الصحفية من خلال صحيفة «فلسطين» التي كانت تصدر في القدس.


صالح العاروري

يعد صالح العاروري، من قادة حركة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" من الضفة الغربية وأحد أبرز قادة الحركة.

وهو من مواليد أغسطس 1966 في قرية عاروري قضاء رام الله في وسط الضفة الغربية.

 

وتلقى تعليمه في الضفة الغربية وحصل على بكالوريوس باختصاص الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل في جنوبي الضفة الغربية.

وساهم القيادي في حركة حماس صالح العاروري، بتأسيس الجناح العسكري لحركة "حماس" بالضفة الغربية.

واعتقلته إسرائيل إداريا دون توجيه تهم في العام 1990 ثم 1991 ومن ثم اعتقلته 1992 بسبب نشاطه في جامعة الخليل وتأسيس خلايا مسلحة.

وبقي القيادي في حركة حماس صالح العاروري، في السجن 15 عاما حيث أفرج عنه في العام 2007 ليعاد اعتقاله بعد 3 أشهر ويبقى في السجن 3 سنوات حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إطلاق سراحه وإبعاده إلى خارج فلسطين.

 

وانتقل بعد إبعاده إلى سوريا حيث مكث 3 سنوات ثم غادر بعد الأزمة إلى تركيا في العام 2012 إلى حين طلبت منه السلطات التركية المغادرة حيث انتقل إلى بيروت وتنقل بين عدة دول بينها قطر وماليزيا ولكن مقر إقامته كان الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية.

ولعب القيادي في حركة حماس صالح العاروري، دورا محوريا في المفاوضات التي أدت إلى صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بأكثر من 1200 أسير فلسطيني في عام 2011 بوساطة مصرية.

واختير عضوا في المكتب السياسي لحركة "حماس" في عام 2010 ثم انتخب نائبا لرئيس المكتب السياسي في عام 2017.