رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حرب غزة من 2023 للساعات الأولى من 2024.. قراءة في المشهد الراهن

نشر
الأمصار

انقضى عام 2023 الأحد بعدما ترك لنا أحداث تاريخية وصراعات لا تنسى، ولعل الحديث مازال دائرًا عن حرب غزة والتي اشتعلت منذ السابع من أكتوبر المنقضي. 

ومنذ اللحظة الأولى التي انطلق به طوفان الأقصى، وأصبح العالم منشغل بتفاصيل ما يحدث في غزة، وسط رد غاشم متوقع وجرائم حرب ارتكبتها قوات جيش الاحتلال ضد المدنيين. 

علاوة على ذلك، لم تترك قوات الاحتلال الفرصة لأهالي غزة بل إنها قامت بالرد بعنف وسط صمت المجتمع الدولي وانتشار فكرة تهجير سكان شمال قطاع غزة، لسيناء في مصر، وتهجير أهل الضفة الغربية إلى صحراء الأردن. 

ولكن المخططات الاسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لم تنجح حتى الآن، وسط صمود وشجاعة رجال المقاومة الذين يبذلون الغالي والثمين لتحقيق مرادهم والتخلص من قيود الاحتلال الغاشم المرفوض شكًلا وموضوعًا. 

ومع بداية عام 2024، استهل قطاع غزة  بانطلاق رشقة صاروخية على تل أبيب، في إشارة إلى استمرار إمكانية الفصائل المسلحة على إطلاق الصواريخ، بينما انضمت أعداد جديدة من القتلى والجرحى الفلسطينيين من جراء القصف الجوي الإسرائيلي إلى قوائم ضحايا الحرب المستمرة منذ 87 يوما.. وفي التالي أبرز التطورات خلال اليوم الأول من العام الجديد.

صواريخ رأس السنة

مع  حلول الساعة 00:01، انطلقت صواريخ من غزة باتجاه وسط إسرائيل خلال الليل مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء وسط وجنوب البلاد.

ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية لقطات للعديد من عمليات الاعتراض. ولم ترد أنباء عن وقوع أي إصابات.

وأعلنت كتائب عزّ الدّين القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس، مسؤوليتها عن هجومين في شريط فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها استخدمت صواريخ إم 90 "ردا على المجازر الصهيونية بحقّ المدنيين".

يأتي ذلك في وقتٍ لم تهدأ الغارات الجوية الإسرائيلية، ولم تتوقف المعارك البرّية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، فيما يسود اليأس بين سكان قطاع غزة المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليومية.

وكانت مصادر طبية أفادت في وقت متأخر من مساء الأحد، بمقتل وجرح عدة أشخاص بعد قصف الطيران الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين في حي الزيتون شرق غزة.

وأوضحت الوكالة أنه في "اليوم الـ87 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصل القصف الإسرائيلي بالطيران والمدفعية مستهدفا المنطقة الوسطى لقطاع غزة، ومحيط مسجد أبو داوود في مخيم 2 بالنصيرات، بينما تواصل القصف المدفعي على محيط مناطق جباليا البلد شمال قطاع غزة وحي التفاح شرق مدينة غزة".

وأضافت أن انفجارات عنيفة هزت المنطقة الوسطى لقطاع غزة، في قصف مكثف بالطائرات والمدفعية.

وقال سكان إن القتال في مناطق بوسط القطاع استمر بلا هوادة الاثنين، اليوم الأول من سنة 2024، حيث توغلت الدبابات في البريج واستهدفت غارات جوية النصيرات والمغازي ومدينة خانيونس جنوب القطاع.

ارتفاع عدد الضحايا
 

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 21 ألفاً و978 قتيل، فيما بلغت حصيلة الجرحى 56 ألفاً و697 جريحاً في العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 تشرين الأول الماضي، وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الإثنين.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، في بيان صحفي، إن جيش الإحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 156 قتيل بالإضافة إلى 246 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

وأشار إلى مقتل 326 من الكوادر الصحية وتدمير 104 من سيارات الإسعاف وإخراجها عن الخدمة، لافتاً أن الاحتلال تعمد استهداف 150 مؤسسة صحية وأخرج 30 مستشفى عن الخدمة.

وأكد أن الاحتلال مستمر في اعتقال 99 من الكوادر الصحية في ظروف غير إنسانية، وأنهم يعملون من أجل إعادة تشغيل المستشفيات في شمال غزة.

وحذر القدرة من أن 1.9 مليون نازح معرضون للمجاعة والأوبئة، مشيرا أن 50 ألف سيدة حامل في مراكز النزوح يواجهن سوء التغذية ومضاعفات صحية لعدم توفر الأساسيات.

وأشار إلى ضرورة إرسال الفرق الطبية والمستشفيات الميدانية لتلبية الحاجة الهائلة، وطالب المؤسسات الأممية بالعمل على حماية المنظومة الصحية وأطقمها.

ومن جانبها، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد لأية محاولات مشبوهة لتكليف توني بلير أو غيره بالعمل من أجل تهجير المواطنين من قطاع غزة.

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ذلك عملا مدانا ومرفوضا، وقالت في بيان لها الاثنين، "سنطالب حكومة بريطانيا بعدم السماح بهذا العبث في مصير الشعب الفلسطيني ومستقبله، كما سنطالب الأمين العام للأمم المتحدة بعمل ما يمكن، من أجل عدم السماح بمثل هذه الأعمال المخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية، والتي تمثل تدخلا وعملا لا يخدم سوى مصالح إسرائيل والإساءة إلى الشعب الفلسطيني وإلى حقوقه، ودفعه إلى التخلي عن أرضه".

وأضافت، يبدو أن توني بلير يقوم باستكمال إعلان بلفور الذي أصدرته حكومة بريطانيا بمشاركة أميركية، والذي أسس لمأساة الشعب الفلسطيني، وإشعال عشرات الحروب في المنطقة.

وأشارت الرئاسة الفلسطينية، كما أننا نعتبر توني بلير شخصا غير مرغوب فيه في الأراضي الفلسطينية.

الرئاسة الفلسطينية: لن يكون هناك سلام ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إنه لن يكون هناك سلام ولا استقرار دون انهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وأضاف أبو ردينة في بيان، ردا على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها أنه ينوي السيطرة على محور فيلادلفيا في قطاع غزة، أن وقف العدوان على غزة أولا، ووقف هجمات المستوطنين الإرهابيين بحماية جيش الاحتلال على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية هي الأولويات الوطنية حاليا.

وتابع أن على الإدارة الأميركية بدلا من تزويد إسرائيل بالسلاح، أن تتحمل مسؤولياتها لتحقيق الأمن والاستقرار ليس في فلسطين فقط، بل لوقف اشتعال المنطقة.

وقال "نحمل الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها"، مضيفا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي هوية الشعب الفلسطيني وعنوان استقلاله وسيادته.