رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا.. هل تخفي مخطط جديد للمنطقة؟

نشر
الأمصار

تحولت الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا إلى آخبار شبه يومية سقوط ضحايا جدد لتلك الهجمات،  لاستهداف المدنيين العزل، والبنية التحتية في شمال وشرق سوريا، وسط صمت دولي واقليمي على الجرائم التركية والهجمات التي يشنها أردوغان ضد سكان الشمال السوري، مما يثير التساؤلات حول أهداف أردوغان من تلك الهجمات.

لا تفرق بين تركي وعربي

كشف شكري شيخاني، عضو مجلس رئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية ورئيس التيار السوري الإصلاحي، أن عمليات الإبادة الجماعية والجرائم التي يقوم بها أردوغان ونظامه في شمال وشرق سوريا يتضرر منها كل السوريين، لأنها انتهاك للسيادة السورية، وليست كما يصورها البعض بأنها صراع بين الكرد وتركيا، وذلك لأن الصاروخ التركي لا يفرق بين كردي وعربي.

لا يتوفر وصف.

وأكد شيخاني، أن الهدف الأساسي من العمليات التركية الأخيرة هو عملية تهجير السكان من مدن وبلدات شمال وشرق سوريا ليسهل على أردوغان في وقت لاحق احتلال المنطقة وتنفيذ أطماعه التوسعية، لأنه يستهدف البنية التحتية التي تشكل أساس الحياة للمدنيين وسكان المنطقة وبدونه تستحيل الحياة في تلك المناطق مما يدفع السكان لترك أراضيهم وقراهم، انتظاراً لضوء أخضر غربي لاحتلال مناطق جديدة.

وأضاف عضو مجلس رئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية ورئيس التيار السوري الإصلاحي، أن المسألة التي تتعلق بوجود الإدارة الذاتية أو قوات سوريا الديمقراطية، والدليل على ذلك أن تركيا عندما ضمت لواء اسكندرونة إلى أراضيها لم تكن قوات سوريا الديمقراطية أو حتى حزب العمال الكردستاني موجود، ولذلك المحتل التركي هدفه الأساسي تطبيق الميثاق المللي وضم مناطق سورية جديدة، ولكن تستخدم ذرائع مختلفة في ذلك تارة بتنظيم داعش الإرهابي وتارة قوات سوريا الديمقراطية.

وبين شيخاني، أن ما يدفع أردوغان للتمادي في جرائمه هو الصمت العربي المطبق، حيث لم تصدر أي إدانة من جامعة الدول العربية على ما يقوم به أردوغان من جرائم، أو حتى من الدول العربية مما أعطى أردوغان ضوء أخضر للتمادي في جرائمه.

ولاية الموصل وحلب

وكشف عمر الحبال، السياسي السوري المعارض، أن الجرائم التركية في شمال وشرق سوريا هي جزء من المخطط التركي الطوراني الذي يعود إلى وقت تأسيس الدولة التركية وخاصة في عصر أتاتورك بل وقرب انهيار الحكم العثماني كانت مفاوضات الغرب مع السلطان العثماني وصلت إلى معاهدة سيفر، وبدأت المفاوضات مع أتاتورك والتي انتهت بمعاهدة لوزان، كان أتاتورك مصر أن تضم ولاية الموصل وولاية حلب للدولة التركية، ووقتها وعدت الدول الأوروبية أن أي إعادة تقسيم للمنطقة ستعاد الولايتين إلى تركيا، ولا يزال الأتراك وما فيهم أردوغان يرون أن حلب والموصل تركية.

لا يتوفر وصف.

وأكد الحبال، أن رأي أردوغان وأطماعه في تلك المسألة ليست شيء خفي ولكنه علني، وظهر في أكثر من تصريح له، كان أحد تلك التصريحات عقب استفتاء كردستان حينها قال بصراحة أنه طالما حدث إعادة تقسيم للمنطقة يجب أن تكون حلب الموصل ولايتين لتركيا.

وأضاف السياسي السوري المعارض، أن ولاية الموصل وحلب في العصر العثماني تختلف عن حدودهما الحالية، حيث كانت حدود ولاية الموصل تشمل أربيل والسليمانية وجزء منها داخل سوريا وملتصقة بولاية حلب، التي كان الجزء الشمالي أو شمال السكة مثل غازي عنتاب ضم إلى تركيا في عصر أتاتورك، ولكن هناك أجزاء أخرى داخل سوريا مثل الرقة ودير الزور هي جزء من ولاية حلب غير مدينة حلب نفسها وعفرين، هو لذلك فإن هجمات أردوغان في الأساس ليست ضد الكرد ومجلس سوريا الديمقراطية، وإنما من أجل اقتطاع أجزاء جديدة من سوريا وسلخها لصالح تركيا.

وبين الحبال، أن أردوغان عبر الهجمات الأخيرة يريد توتير المنطقة وزعزعة الاستقرار داخلها في شمال وشرق سوريا، ليعطي رسائل للولايات المتحدة أنه البديل الجاهز لقوات سوريا الديمقراطية والقادر على حفظ المصالح الأمريكية هناك، مشيراً إلى أن أردوغان يلعب على وتر أنه ثاني أكبر قوة في الناتو وإذا خيرت الإدارة الأمريكية بين تركيا والكرد ستختار أنقرة، ولذلك هو يشد عصب المنطقة باستمرار عبر عملياته العسكرية هناك، ليصل إلى مبتغاه وهو ابتلاع أجزاء جديدة من شمال وشرق سوريا بما فيه من ثروات نفطية.