رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. متى يبدأ الاصلاح؟

نشر
الأمصار

الإصلاح كلمة  اخذ المواطن يسمعها باستمرار حتى كادت أن تكون لازمة لكل خطب وتصريحات المسؤولين حكوميين وحزبيين  منذ سنوات خلت فلا تخل خطبة منها ولا ينتهي تصريح الا وكانت هي القاسم المشترك لمفرداته وكأنما اصبح الاصلاح يقوم بجرة قلم او تصريح او في شعارات تتطلبها مرحلة الانتخابات وغيرها .
الإصلاح إرادة ومن لا يمتلك إرادة الإصلاح  لا ولن  يستطيع إنجاز خطوة واحدة في مسيرته الكبيرة والمعقدة وبداية هذه المسيرة لمن أراد أن يصلح ان يتخلى عن الأقوال إلى الأفعال وأولى هذه الأفعال هي محاربة الفساد والفاسدين الذين أصبحوا للاسف يشكلون منظومة متنامية بشكل اخطبوطي خطر في كل مرافق الدولة وكافة مستوياتها حتى بات الحديث عن صفقات الفساد لا يشكل حرجا أخلاقيا واجتماعيا بل أصبح ضربا من الشطارة والفهلوة  عند هؤلاء الفاسدين ووصل الحال الى صفقات بيع المناصب وتوزيع الواردات العامة على هذا الطرف او ذاك وحتى ان احد السياسيين قالها في حوار تلفزيوني بان كل الطبقة السياسية  فاسدة وضرب أمثلة عن نفسه وعن غيره فلنتصور حجم الفساد والى اي مديات  خطيرة وصل في الحكومات المتعاقبة  وفي كل مفاصل المجتمع  . فمن هو الذي يحارب الفساد اذن؟
لقد سمعنا عن الكثير  والمثير من ملفات الفساد أبطالها أشخاص كانوا وما زالوا في مواقع المسؤولية  والأدلة على فسادهم واضحة بينة وجلية وان أولى خطوات محاربة الفساد هي تطبيق  مبدأ (من اين لك هذا)  فلا يعقل ان من كان موظفا بسيطا يصبح خلال سنوات قليلة مليارديرا  ويمتلك من العقارات خارج وداخل البلاد وأسهم في شركات عالمية وارصدة  في حسابات بنكية تقدر بالمليارات من الدولارات  وكل هذه الاموال جاءت من مصادر وطرق مشروعة وليس من صفقات  مشبوهة .
ان من يريد  القيام بالاصلاح عليه ان يعد له عدته ومستلزماته الضرورية وأولها القضاء الصارم الذي لا يستهين بأموال الشعب والجهات المنفذة لقرارات القضاء في محاربة الفساد وعندها يستطيع أن يبدأ أولى خطوات الإصلاح اذا كان فعلا يريده ويمتلك  الإرادة في هذا الاتجاه والا سنبقى نسمع خطب وتصريحات الإصلاح والدولة تبقى غارقة في الفساد بمختلف أنواعه وأشكاله. وصحيح ان هناك محاولات لمحاربة الفساد لكنها لا تعدو ان تشكل واحد بالاف من جرائم الفساد الكبرى في العراق.
فمتى يبدأ الاصلاح ؟
سؤال سيبقى يردده الشعب