رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ما هو حق الفيتو ولماذا يتم استخدامه من بعض الدول فقط؟

نشر
مجلس الأمن
مجلس الأمن

حق النقض أو الفيتو هو حق (يستخدمه مسؤول ما في الدولة على سبيل المثال) من أجل إيقاف عمل رسمي من طرفٍ واحد يمكن أن يكون حق الفيتو (النقض) مطلقًا، على سبيل المثال في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يمكن لأعضائه الدائمين (الصين و‌فرنسا و‌روسيا و‌المملكة المتحدة و‌الولايات المتحدة) أن يحجبوا أي قرار، أو يمكن أن يكون محدودًا، كما هو الحال في عملية تشريعية في الولايات المتحدة، حيث تصويت الثلثين في كل من مجلس النواب و‌مجلس الشيوخ قد يتجاوز الفيتو الرئاسي للتشريعات. 

قد يمنح حق النقض السلطة فقط لوقف التغييرات (وبالتالي السماح لحاملها بحماية الوضع الراهن)، مثل الفيتو التشريعي الأمريكي المذكور من قبل، أو اعتمادها أيضًا («حق النقض التعديلي»)، كـ الفيتو التشريعي للرئيس الهندي على سبيل المثال. والذي يسمح له باقتراح تعديلات على مشاريع القوانين التي يتم إرجاعها إلى البرلمان لإعادة النظر فيها.

نشأ مفهوم هيئة حق الفيتو (النقض) مع القناصل والمدراس الرومانية. يمكن لأي قنصل الذي يشغل منصبه في سنة معينة أن يُعوِق أي قرار عسكري أو مدني من قبل الطرف الآخر؛ أي أنه من المحظيات أن يكون لديه السلطة لعرقلة التشريعات التي أقرها مجلس الشيوخ الروماني من جانب واحد «جانبه».

وخلال السنوات العشر الأوائل من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة، في الفترة نفسها، استخدمت الصين الحق نفسه مرة واحدة، وفرنسا مرة واحدة، والدول الأخرى لم تستخدمه حتى الآن. إلا أن الاتحاد السوفيتي بدأ يستخدم هذا الحق أقل فأقل في الفترات اللاحقة.

ما هو حق الفيتو؟
 

يعتبر حق الفيتو في مجلس الأمن، هو الحق الذي يجري منحه للأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة، وهذه الميزة تمنح الأعضاء الخمسة وبشكل فردي حقهم في رفض أي مشروع  قرار حتى وإن كان مقبولًا للدول الـ14 الأخرى المكونة لمجلس الأمن، بحسب «العربية».

وبعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق «الفيتو» ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة، كانت النتائج النهائية لعملية التصويت على القرار، هو الحكم بالموت أمام أعيننا على عشرات آلاف المدنيين في فلسطين، وترك الدبلوماسية الأمريكية وراءها أرضا محروقة ودمارًا، بحسب تعبير دميتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة.

كم مرة استخدمت أمريكا حق الفيتو؟


وحق النقض أو حق الفيتو، اسخدمه الاتحاد السوفييتي لأول مرة عام 1946، فيما تعتبر روسيا أكثر الدول استخدامًا له بما يزيد على 140 مرة، أما الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو نحو 90 مرة، كان آخرها استخدام حقها ضد قرار مجلس الأمن الذي دعا إلى هدنة إنسانية في الحرب الحالية على غزة.

وبحسب BBC فقد استخدم الأعضاء الدائمون حقهم في الفيتو منذ عام إنشاء الأمم المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1946 حتى عام 2015، إذ بلغ عدد المرات التي استخدمت فيها الولايات المتحدة حقها في الفيتو نحو 79 مرة منذ عام 2015 فقط، كان منها نحو 45 مرة استخدمتهم لحماية دولة جيش الاحتلال في مجلس الأمن.

واستخدمت الولايات المتحدة حقها في الفيتو أول مرة عام 1970، أما أول استخدمت الولايات المتحدة حقها في الفيتو لحماية دولة الاحتلال بحسب وكالة «وفا» الفلسطينية كان في عام 1973، عندما اعترضت على مشروع القرار الذي تقدمت به الهند وإندونيسيا، وبنما، وبيرو، والسودان، ويوغسلافيا، وغينيا، إلى مجلس الأمن، وكان هذا المشروع يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها.

أما عام 2017، فقد شهد آخر فيتو استخدمته الولايات المتحدة ضد القضية الفلسطينية، لإجهاض قرار مصري يرفض إعلان الرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، وخلال هذا الوقت حاز نص المشروع على تأييد 14 دولة من أصل 15 عضوة في مجلس الأمن الدولي.
 

فيتو" أمريكي  جديد ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بغزة

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، حق النقض (الفيتو) خلال تصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وسط قلق متزايد بشأن عدد القتلى المدنيين هناك.

وقال نائب المندوبة الأمريكية في المجلس روبرت وود إن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار لأنه لم يذكر الهجمات التي شنتها حركة "حماس" ضد إسرائيل.

 

وصوتت 13 دولة لصالح مشروع القرار، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.

ودعت نسخة مسودة مشروع القرار، التي قدمتها الإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية"، وكذلك "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن" و"ضمان وصول المساعدات الإنسانية".

وانضمت ما لا يقل عن 97 دولة أخرى إلى هذا الجهد، وشاركت في رعاية مشروع القرار الذي صاغته الإمارات.

وكانت الولايات المتحدة قد أبدت في السابق عدم موافقتها على نص مشورع القرار.

والولايات المتحدة، وهي واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس والتي تتمتع بحق النقض، قاومت مرارا وتكرارا الدعوات إلى تطبيق وقف إطلاق النار، مؤكدة على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتمت الإشارة  إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى "حماس" إلى مشروع القرار على أمل أن يروق للولايات المتحدة.

وكان التصويت هو المحاولة السادسة التي تقوم بها المجموعة المكونة من 15 عضوا للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الحرب المستمرة بين إسرائيل و"حماس" ولم ينجح سوى تصويت واحد سابق، والذي دعا الشهر الماضي إلى إقامة "هدن وممرات إنسانية" في غزة.

وجاء تصويت، الجمعة، بعد لجوء نادر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي سمحت له بالدعوة إلى اجتماع لمجلس الأمن بشأن "قضية قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة لصون السلام والأمن الدوليين"، ولم يتم استخدام هذا الإجراء منذ عام 1989.