رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

محاكمة نتنياهو.. إسرائيل ديمقراطية مع نفسها ووحشية مع أعدائها

نشر
محاكمة نتنياهو
محاكمة نتنياهو

محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استؤنفت محاكمة نتنياهو بتهمة الفساد، بعد توقف دام شهرين بعد إعلان حالة الطوارئ بعد هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، ولكن لم يخرج أي صوت في إسرائيل يطالب بوقف هذه المحاكمة لم تعيشه إسرائيل من عدم استقرار الأوضاع في المنطقة.

ورفع وزير العدل ياريس ليفين، حالة الطوارئ اعتبارا من الأول من ديسمبر، بدأت محاكمة نتنياهو بالفساد في يناير/كانون الثاني 2020، ويواجه اتهامات في ثلاث قضايا منفصلة.

القضايا والتهم ضد نتيناهو:

  • متهم في القضية رقم 1000، بالاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بمزاعم تلقيه هدايا مثل السيجار والشمبانيا من رجال أعمال في الخارج.
  • متهم في القضية رقم 2000، فهو متهم أيضًا بالاحتيال وخيانة الأمانة.
  • متهم في القضية 4000، والتي تعد الأكثر خطورة، اتُهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة بزعم تقديم فوائد تنظيمية تعادل أكثر من 250 مليون دولار في ذلك الوقت لصديقه شاؤول إلوفيتش.

ورغم هذه الحرب المستمر والقصف المستمر والعداء والوحشية للجانب الفلسطيني، إلا انها مستمرة في ممارسة الديمقراطية مع نفسها وهو ما ظهر جليًا في محاكمة نتنياهو الإثنين الماضي، وعلى العكس القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.
وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.
 

من هو بنيامين نتيناهو؟

ولد بنيامين نتنياهو الملقب بـ "بيبي" في تل أبيب عام 1949.

وانتقلت عائلته عام 1963 إلى الولايات المتحدة عندما عُرض على والده المؤرخ والناشط الصهيوني، بن صهيون نتنياهو، منصب أكاديمي وهو في سن الثامنة عشرة.

عاد بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل، وقضى 5 سنوات مميزة في الجيش، خدم في وحدة قوات خاصة (كوماندوز) برتبة كابتن.

وشارك في غارة على مطار بيروت عام 1968 وفي حرب أكتوبر من عام 1973.

وبعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وحصل على درجة البكالوريوس والماجستير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وقُتل شقيقه جوناثان في عام 1976 أثناء قيادة غارة لإنقاذ رهائن من طائرة مخطوفة في عنتيبي بأوغندا، وكان لذلك أثر عميق على عائلة نتنياهو، إذ أصبح اسمه أسطوريا في إسرائيل.

وأنشأ نتنياهو معهدا لمكافحة الإرهاب إحياء لذكرى أخيه، وفي عام 1982 أصبح نائب رئيس البعثة الإسرائيلية في واشنطن.

وبين عشية وضحاها، انطلق نتنياهو في الحياة العامة، وهو يتحدث الإنجليزية بنبرة أمريكية مميزة، كما أنه أصبح وجها مألوفا في التلفزيون الأمريكي ومدافعا فعالا عن إسرائيل.

وعين ممثلا دائما لإسرائيل في الأمم المتحدة في نيويورك عام 1984.

الصعود إلى السلطة

عندما عاد إلى إسرائيل في عام 1988 انخرط في السياسة الداخلية وفاز بمقعد عن حزب الليكود في الكنيست (البرلمان) وأصبح نائب وزير الخارجية.

وأصبح فيما بعد رئيسا للحزب، ثم أصبح رئيس الوزراء الأول الذي انتخب بشكل مباشر إثر انتخابات مبكرة بعد اغتيال إسحاق رابين في عام 1996.

ويعد نتنياهو أيضا أصغر زعيم لإسرائيل وأول من ولد بعد قيام الدولة عام 1948.

ورغم انتقاده بشدة لاتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين، فقد وقع نتنياهو اتفاقا لتسليم 80 في المئة من الخليل إلى سيطرة السلطة الفلسطينية ووافق على انسحابات أخرى من الضفة الغربية مما أثار استياء اليمين.