رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أسرار رحيل الأطباء والصحفيين.. ضحايا فلسطينيين في قطاع غزة

نشر
الأمصار

وصلت حصيلة الضحايا الفلسطينيين بقطاع غزة إلى أرقام غير مسبوقة، فقد تجاوز عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة 14128 شخصا، من بينهم أكثر من 5000 طفل، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بينما أعلنت إسرائيل أن عدد قتلاها وصل إلى 1400 شخص قبل أن تقوم بتقليص العدد إلى 1200 شخص.

وبطبيعة الحال، خطفت الحرب الدائرة أرواح عدد من العاملين على الجبهات الأولى في الميدان من الضحايا الفلسطينيين بقطاع غزة ، منهم صحفيون دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة، إذ قُتل أكثر من 53 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام خلال الحرب حتى الآن، بحسب لجنة حماية الصحفيين، كما خسر صحفيون آخرون أفرادًا من عائلاتهم، وكان أبرزهم مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح.

ويعد  هؤلاء الصحفيين من الضحايا الفلسطينيين بقطاع غزة  وأبرز أعمالهم وأحلامهم وطموحاتهم، مع التذكير بأنهم مدنيون يقومون بعملهم في أوقات الأزمات والصراعات، كما يجب ألاّ تستهدفهم الأطراف المتحاربة، بل يجب على كافة الأطراف اتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة لضمان سلامتهم كما تقول منظمة لجنة حماية الصحفيين والمواثيق الدولية.

معظمهم فلسطينيون

قُتل 53 صحفيًا من الضحايا الفلسطينيين بقطاع غزة  منذ السابع وحتى الثاني والعشرين من نوفمبر بحسب لجنة حماية الصحفيين: 46 فلسطينيًا، وأربعة إسرائيليين، و3 لبنانيين، كما تم الإبلاغ عن إصابة 11 صحفيًا، وفقدان ثلاثة واحتجاز 18 آخرين، بالإضافة إلى استمرار الهجمات والاعتقالات والتهديدات والرقابة، بحسب اللجنة.

لم يجد فروانة من ينقذه وعائلته مثلما كان يفعل طيلة الوقت، فقط وجد من ينتشله لاحقاً مع 14 من أفراد أسرته، وهي أيام صعبة لم يختبرها الأطباء والمسعفون في قطاع غزة الذين كانت مهمتهم دوماً إنقاذ الضحايا، فحولتهم إسرائيل ضحايا كذلك. واتهم، نادر، شقيق الطبيب فروانة، إسرائيل بتعمد قتل شقيقه. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لقد انتظروا حتى وصل منزله، ثم قتلوا الجميع. لقد سووا المنزل بالأرض، ثم قصفوا بعد ذلك منازل أخرى لأطباء. إنه استهداف متعمد».

شيء لا يوصف

وفروانة، طبيب معروف في قطاع غزة، وشغل عميد كلية الطب في الجامعة الإسلامية لوقت طويل، ولا يفهم شقيقه حتى اليوم لماذا يتم قتله بهذه الطريقة، قائلاً: «لا أعرف ما هو الذنب الذي اقترفه شقيقي وعائلته حتى تتم إبادتهم بهذا الشكل؟ لقد كانت إبادة كاملة، لم تروا حجم الدمار. ساعات من العمل من أجل انتشالهم. إنه شيء لا يوصف. يا الله لطفك».

وفروانة واحد من بين 44 من أفراد الطواقم الطبية الذين قتلتهم إسرائيل ضمن الضحايا الفلسطينيين بقطاع غزة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من الشهر الحالي. 

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة: إن «الانتهاكات الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 44 وإصابة 70 من أفراد الطواقم الطبية، في حين خرجت 4 مستشفيات و14 مركزاً للرعاية الأولية عن الخدمة». والأرقام الكبيرة تشير إلى استهداف متعمد للطواقم الطبية والمستشفيات التي تم تهديدها أكثر من مرة، وقصفها كذلك، قبل أن تنفذ إسرائيل مجزرة في مستشفى المعمداني وتقتل 417 فلسطينياً، وتصيب أكثر من 300 في قصف استهدف المشفى الذي كان نازحون يتخذون من ساحاته ملاذاً آمناً.