رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ثالث أيام الهدنة.. ترقب الإفراج عن مزيد من الأسرى واستمرار دخول المساعدات

نشر
تبادل الأسرى
تبادل الأسرى

دخلت الهدنة الإنسانية في غزة يومها الثالث وقد كلل أول يومين منها بنجاح بعد تمت عملية تبادل أول دفعتين من المحتجزين والأسرى في ضوء تلك الهدنة التي نفذت برعاية مصرية قطرية أمريكية ودخلت حيز التنفيذ صباح يوم الجمعة وتستمر حتى غد الإثنين.

وأفرجت الفصائل الفلسطينية، أمس، عن 13 محتجزا إسرائيليا مقابل 39 من الأسرى الفلسطينيين، وبذلك يصل إجمال المحتجزين الإسرائيليين المفرج عنهم 26، مقابل 78 أسيراً فلسطينياً، بينما سيصل العدد إلى 50 محتجزاً مقابل 150 أسيراً مع انتهاء اليوم الرابع للهدنة.

تذليل صعوبات عرقلت إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن

وبعد تأخير دام خمس ساعات، نجحت مساعي قطر ومصر في تذليل صعوبات عرقلت إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين بموجب صفقة التبادل بين إسرائيل و«حماس». 

وأعلنت الحركة أنها تلقت ضمانات من القاهرة والدوحة بأن إسرائيل ستلتزم بما تنص عليه بنود اتفاق الهدنة وتبادل الرهائن والأسرى، وتحديداً ما يتعلق بإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، علماً بأن الإسرائيليين هددوا بأنهم سيستأنفون الحرب اعتباراً من منتصف ليلة السبت إذا لم تلتزم «حماس» بإطلاق الأسرى.

وبعد نجاح صفقة التبادل، الجمعة، كان متوقعاً أن يتم أمس تبادل الدفعة الثانية التي تشمل 13 رهينة إسرائيلية لدى «حماس» و39 سجيناً فلسطينياً لدى إسرائيل. 

ولكن «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، أعلنت إرجاء إطلاق الرهائن الإسرائيليين، قبل أن تتراجع عن هذه الخطوة بعد تدخل القطريين والمصريين. 

وقبل تراجع «القسّام» عن تهديدها، قال مسؤولون إسرائيليون إن الجيش سيستأنف الحرب في غزة بحلول منتصف ليلة السبت إذا لم يتم إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن.

وبررت مصادر «حماس» قرارها الأولي بإرجاء إطلاق الرهائن بخروقات إسرائيلية للهدنة تتضمن رصد تحليق للطيران في أجواء جنوب قطاع غزة وإطلاق النار في المناطق الحدودية ما أسفر عن جرحى. 

وأضافت أن 340 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ الجمعة، وصلت 65 منها إلى شمال القطاع ومدينة غزة، وهو أقل من نصف ما وافقت عليه إسرائيل.

تلاعب إسرائيل في معايير الإفراج

إلى جانب ذلك، تحدثت «حماس» عن «تلاعب» إسرائيل في معايير الإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين من غزة، وذلك بعدم إعطاء الأولوية للذين قضوا أطول فترة في سجون إسرائيل. 

وأكد القيادي في «حماس»، أسامة حمدان، حرص الحركة على إنجاح اتفاق الهدنة ما دامت إسرائيل ملتزمة به، مشيراً إلى أن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة. 

وقال حمدان في مؤتمر صحافي من بيروت: «تم إبلاغ الوسطاء (مصر وقطر) بالتجاوزات الإسرائيلية ليتحملوا مسؤولياتهم». 

وأكد أنه سيتم استكمال خطوات تبادل المحتجزين مع إسرائيل بعد تلقي الإجابات اللازمة من الوسطاء حول الخروقات. 

ويبدو أن «حماس» تلقت الإجابات اللازمة للمضي قدماً في عملية إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن.

عودة نظام التعليم في عسقلان

عاد نظام التعليم في مستوطنة عسقلان الإسرائيلية إلى العمل، للمرة الأولى منذ بداية الحرب بين الاحتلال وحركة حماس، وذلك وفقًا لما أفادت به صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية.

يأتي ذلك مع دخول الهدنة الإنسانية في قطاع غزة الأحد، يومها الثالث بعد 7 أسابيع متتالية من العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر.

الولايات المتحدة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي

ومنذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، وقفت الولايات المتحدة بقوة إلى جانب إسرائيل، مؤكدة "حقها في الدفاع عن نفسها".

ورفضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأسابيع وقف إطلاق النار في القطاع الذي رزح لأسابيع تحت الغارات الإسرائيلية المدمرة التي حصدت أكثر من 15 ألف قتيل فلسطيني، بينهم نحو 5600 طفل، ما أدى إلى انتقادات واسعة في صفوف ناخبي بايدن، لاسيما قاعدته الشبابية، وفق ما أظهرت استطلاعات الرأي الانتخابية الأخيرة.

إلا أن صفقة تبادل الأسرى التي نفذ الجزء الأول منها الجمعة مدت له طوق نجاة على ما يبدو، فقد أظهرت أن الرئيس الأمريكي يتمتع ببعض النفوذ على الإسرائيليين، الذين قاوموا لأسابيع عدة وقف الحرب، كما بينت أنه يحرز تقدمًا في ملف إعادة المحتجزين الأمريكيين لدى حركة حماس.