رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تطورات الأوضاع بين لبنان وإسرائيل.. قراءة في أدق التفاصيل

نشر
الأمصار

شهدت الساعات الماضية تصعيداً في القصف المتبادل والهجمات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وذلك في ظل التصاعدات بين المتوترة بين الطرفين حيث اشتعلت جبهةلحدود اللبنانية الإسرائيلية في 8 أكتوبر الماضي، أي بعد يوم واحد من اندلاع حرب غزة، وظلت هذه الجبهة طوال الأسابيع الماضية محكومة فيما يشبه التصعيد المحسوب، لكن مؤشرات ظهرت السبت تشير إلى احتمال اندلاع حرب أو صدام كبير على هذه الجبهة.

في بالتوازي مع الحرب في غزة، تتواصل التطورات الأمنية على جبهة لبنان – إسرائيل حيث كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم قصفها المدفعي على القرى والبلدات الحدودية اللبنانية، وبلغ عدد الاستهدافات 16.

وذكرت الوكالة “الوطنية للإعلام” اللبنانية (حكومية) أن قصفًا مدفعيًا استهدف أطراف مناطق علما الشعب وجبل اللبونة وجبل العلام.

الهجمات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي

كما تعرضت بلدات كفركلا وعديسة والخيام وحمامص، ورب ثلاثين لقصف مدفعي، فيما شنّت إسرائيل غارة جوية بالقرب من حلتا، وفق الوكالة.

وذكرت الوكالة أن غارة ثانية على كفكرلا أدت إلى مقتلة امرأة مسنة وإصابة حفيدتها (سورية الجنسية) بجروح، كما استهدف قصف مدفعي مركزًا للجيش اللبناني في منطقة الوزاني، واقتصر الأضرار على المادية

حيث وصل القصف الإسرائيلي اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر، إلى مقتل أربعة أشخاص، في حين نشرت إسرائيل 100 ألف جندي على الحدود مع لبنان.

وكان قد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن اعتراض صاروخ أرض جو أُطلق من لبنان باتجاه طائرة مسيرة إسرائيلية.

وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، أن رئيس البعثة وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو أطلع ممثلي الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل على الوضع في جنوب لبنان.

وأضافت اليونيفيل أنها تبقى، بدعم هذه الدول، ملتزمة باستعادة الاستقرار في جنوب لبنان وتخفيف حدّة التوتر، والعمل على إيجاد مسار نحو التهدئة الكاملة.

وقال الجنرال لاثارو في كلمته خلال الاجتماع: "أود أن أشكركم على دعمكم المستمر لبعثة اليونيفيل، والتي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان".

وأضاف: "إننا ملتزمون بدعم الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار في المنطقة، ونحن نعمل عن كثب مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف".

حزب الله يعلن استهداف قاعدة بيت هلل العسكرية 

قوات حزب الله

ومن جانبه، أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، عن استهدافه قاعدة بيت هلل العسكرية الإسرائيلية بصواريخ غراد، مما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة

وقال الحزب، في بيان له، إن "مجموعة صواريخ حزب الله استهدفت قاعدة بيت هلل العسكرية الإسرائيلية بصواريخ غراد، مما أدى إلى إصابتها إصابة مباشرة".

وأضاف البيان أن "الهدف من الاستهداف هو رد على العدوان الإسرائيلي على لبنان، وحماية لبنان من مشاريع الاحتلال".

وأعلن حزب الله، أيضا استهداف دبابة تابعة لقوات الاحتلال قرب مستوطنة نطوعا جنوب مرتفعات الجولان بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مباشرة.

وأضاف الحزب أنه استهدف بالصواريخ تجمعا لجنود الاحتلال في مستوطنة أفيفيم في الجليل الأعلى المحتل ما أدى لسقوط قتلى وجرحى. 

ميقاتي يدين الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان

وفي ظل التصعيد المستمر بين الطرفين، أدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الثلاثاء، الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منطقة خلدة في جنوب لبنان، وأسفر عن استشهاد صحفيين اثنين وشهيد ثالث.

وقال ميقاتي في بيان له، إن "هذا الهجوم يثبت مرة أخرى أن لا حدود للجريمة الإسرائيلية، وأن هدفها إسكات الإعلام الذي يفضح جرائمها واعتداءاتها".

وأضاف أن "الحكومة اللبنانية ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية الصحفيين وحرية الإعلام".

وأكد ميقاتي أن "اللبنانيين لن يصمتوا أمام هذه الجرائم، وسيواصلون مقاومتهم حتى تحقيق العدالة". 

مطالبات باستهداف واسع للبنان

 

ومع تصاعد العمليات العسكرية على الحدود،  طالب مسؤولون إسرائيليون بتوجيه ضربات عنيفة للبنان.

صحيفة “Wall street journal” قالت في تقرير نشرته اليوم، إن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لتوجيه ضربة واسعة ضد “حزب الله”.

ويرفض نتنياهو، بتوصيات أمريكية، توسيع دائرة الصراع على جبهة لبنان، وفق الصحيفة، في حين نقلت عن مستوطنين في المنطقة مخاوفهم من تنفيذ الحزب عملية مشابهة لعملية “طوفان الأقصى”.

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن آلافًا من مقاتلي الحزب موجودون على طول الحدود، في حين نشرت إسرائيل 100 ألف جندي، مع دبابات وعربات مدرعة، بالإضافة إلى مدربين لتحديث القدرات القتالية للجنود.

وأرسلت واشنطن مبعوثها، آموس هوكشتاين، الاثنين، إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، لمنع توسع جبهة لبنان.

ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين أن واشنطن قلقة من عمل إسرائيلي على الحدود.

وأضاف أن إسرائيل تحاول استفزاز “حزب الله” وخلق ذريعة لحرب واسعة، قد تجرّ دولًا أخرى للصراع.

وهذه الزيارة الثانية لهوكشتاين إلى المنطقة، وسبق له مطلع تشرين الثاني الحالي زيارة بيروت.

والتقى حينها بمسؤولين لبنانيين، ضمن اجتماعات منفصلة، وكان غرض الزيارة التأكيد على عدم دخول لبنان في الحرب.

وفق “أكسيوس”، تضغط إسرائيل عبر واشنطن على “حزب الله” لسحب فرقة “الرضوان” العسكرية التابعة للحزب من الحدود الجنوبية للبنان.

وسبق لإسرائيل أن أجلت آلاف المستوطنين من المستوطنات، شمالي فلسطين المحتلة، مخافة توسع الاشتباكات.

منع اندلاع حرب وشيكة مع لبنان

وصل كبير المستشارين في البيت الأبيض، "عاموس هوشستاين"، إلى إسرائيل للتفاوض مع سُلطات الاحتلال لتلافي الحرب مع "لبنان"، حسبما أفادت بوابة "أكسيوس" نقلاً عن مصادر، مساء الإثنين.

وقال مسؤول إسرائيلي للبوابة إن هوشستاين وصل إلى تل أبيب بعد يوم آخر من الاشتباكات المتصاعدة بين "حزب الله" اللبناني والقوات الإسرائيلية على الحدود.

وأشار إلى أنه من المرجح أن يلتقي هوشستاين بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب تريد من الولايات المتحدة إقناع "حزب الله" دبلوماسيا بسحب وحدات النخبة التابعة له من الحدود مع إسرائيل.

ونوهت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن إسرائيل تحاول استفزاز "حزب الله" اللبناني وتخلق ذريعة لبدء حرب واسعة النطاق مع لبنان، والتي بسببها يمكن أن تنجر الولايات المتحدة ودول أخرى بشكل أعمق في الصراع الإقليمي.

وأضافت البوابة أن البيت الأبيض لم يعلق على هذه المعلومات حتى الآن.

وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترا وتبادلا كثيفا لإطلاق النار والقذائف بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وشن مقاتلو حزب الله اليوم الاثنين 40 هجوما على أهداف إسرائيلية في المناطق المحتلة في جنوب لبنان وكذلك في شمال إسرائيل كان أبرزها استهداف قوة مشاة إسرائيلية قرب موقع حدب يارون وثكنة برانيت.

حزب الله اللبناني يُعلن مصرع اثنين من عناصره خلال اشتباكات مع الاحتلال