رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

لقاء الفرصة الأخيرة.. بايدن وشي يلتقيان على هامش قمة أبيك

نشر
الأمصار

هل تكون قمة بايدن وشي هي الفرصة الأخيرة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين؟ هذا ما تترقبه الأوساط الاقتصادية على مستوى العالم،  خاصة اللقاء المرتقب اليوم بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينغ .

ويجري الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال اجتماع في سان فرانسيسكو على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي “أبيك”. ويسعى الزعيمان إلى خفض التوتر بين القوتين خصوصا حول الصراعات العسكرية والمخدرات وقضايا دولية كبرى.

يذكر أن قمة منتدى التعاون الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، الذي يضم 19 دولة إضافة إلى هونغ كونغ وتايوان، ومن المقرر أن تعقد في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية ، اليوم  وحتى 17 نوفمبر الجاري.

وعلى هامش القمة، يستقبل بايدن في سان فرانسيسكو قادة الدول العشرين الأخرى المنضوية في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ “أبيك” الذي تشكّل قبل ثلاثة عقود في حقبة كان فيها صانعو السياسات في الولايات المتحدة على قناعة بأن تعزيز التجارة سيساهم في توحيد صفوف الدول المطلة على الهادئ.

لكن هذه الرؤية تلاشت إذ كل ما باتت تسعى إليه إدارة بايدن ضمن أبيك هو اتفاق اقتصادي محدود فيما كثّفت في الشهور الأخيرة العقوبات على الصين التي تمثّل التحدي الأكبر لهيمنة الولايات المتحدة على صعيد العالم.

لكن الولايات المتحدة والصين أعربتا عن أملهما بتعزيز الاستقرار وفي وقت يعد القيام بزيارة إلى واشنطن أمرا غير قابل للتطبيق سياسيا فيما تستعد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية بعد عام، تمثّل قمة أبيك فرصة فريدة لشي للقاء بايدن على الأراضي الأميركية.

ويتوقع بأن يناقش بايدن وشي الأربعاء في أول لقاء يجمعهما منذ قمة لمجموعة العشرين استضافتها بالي قبل عام، جملة خلافات تشمل تايوان التي يمكن لانتخاباتها المقررة في غضون شهرين أن تثير توترات جديدة مع بكين، علما بأن الأخيرة تعتبر الجزيرة الديموقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي جزءا من أراضيها ولم تستبعد ضمها بالقوّة.

وقال بايدن للصحفيين ، الثلاثاء، إن أهدافه من الاجتماع هي "العودة إلى المسار الطبيعي، والمراسلات والقدرة على رفع الهاتف والتحدث مع بعضنا البعض في الأزمات، والقدرة على التأكد من أن جيوشنا لا تزال لديها اتصالات مع بعضها البعض"، بحسب ما نقلته رويترز.

ما المتوقع؟

ومن المتوقع أن يعلن بايدن وشي عن اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى قيام السلطات الصينية باتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات الكيماويات التي تنتج مادة الفنتانيل الأفيونية القاتلة، وفقًا لتقارير وكالة بلومبرغ.

ومن المتوقع أيضا صدور إعلانات بشأن الاتصالات العسكرية وقضايا رئيسية أخرى، وفقًا لتقارير أمريكية.

كما يستعد الجانبان للإعلان عن استئناف الاتصالات العسكرية بين الجيشين، حسبما ذكر موقع أكسيوس الأسبوع الماضي.

وتأمل بكين كذلك، في توسيع الحوار المتعلق بالذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، ربما بهدف منع فرض قيود أمريكية إضافية على طموحات الصين في هذا المجال.

ومن المرجح أن تكون تايوان موضوعًا رئيسيًا للمناقشة، على الرغم من عدم توقع أي ضمانات جديدة من أي من الجانبين.

لكن من غير المتوقع صدور بيان مشترك، حيث لا تزال الخلافات بين الزعيمين كبيرة، وفق صحيفة فايننشال تايمز.

الكرملين يلعن متابعته لأجتماع الزعيمان

صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، بأن روسيا ستتابع التقارير المتعلقة باجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في سان فرانسيسكو.

وأوضح بيسكوف، في تصريحات صحفية، أن "الصين والولايات المتحدة يبنيان علاقات ثنائية، وهذا حقهما، وهذه ليست قضية مدرجة على نطاق واسع على جدول أعمالنا، ولكن أي اجتماع من هذا القبيل بين أكبر اقتصادين في العالم مهم للجميع، لذلك سنتابع التقارير الصادرة عن هذا الاجتماع".

وستكون محادثات بايدن وشي في سان فرانسيسكو هي الاتصال السابع بين الزعيمين منذ أن تولى الأخير منصبه كرئيس للولايات المتحدة، ولكن اجتماعهما المباشر الثاني فقط.

وستكون هذه أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني للولايات المتحدة منذ 6 سنوات.

استثمارات أمريكية

وترغب العديد من الشركات الأمريكية بشدة في إقامة علاقة ثنائية مستقرة، معتقدة أنها يمكن أن تساعد في التخفيف من المخاطر الجيوسياسية التي تلوح في الأفق على عملياتها في الصين.

ومن بين هذه الشركات عمالقة مثل شركة أبل التي تتمتع بمكانة فريدة من نوعها، وتعتمد بشكل كبير على السوق الصينية لتحقيق حصة كبيرة من إيراداتها ودعم توقعات النمو الخاصة بها. فالصين ليست مجرد سوق استهلاكية ضخمة؛ بل تمثل مركزًا للتصنيع، وتوفر بنية تحتية إنتاجية فعالة من حيث التكلفة.

ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد عميق الجذور يؤكد مدى تعرضهم للاضطرابات والشكوك في المشهد المتغير باستمرار للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين. ويرتبط نجاحهم التشغيلي بشكل معقد بالوصول دون عائق إلى السوق الصينية الواسعة. وأي أعباء أو قيود على قدرتهم على ممارسة الأعمال التجارية داخل حدود الصين يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أدائهم المالي وربحيتهم.

وفي الختام، يعد السؤال الملح المطروح الآن هو ما إذا كانت الدولتين قادرتين على تحقيق التوازن بفعالية بين المنافسة الاستراتيجية طويلة الأمد بينهما والحاجة المتزايدة لإدارة علاقتهما. وفي الواقع، فإنه يجب عليهما أيضا أن يعيدا بناء آليات التعاون الأساسية من أجل التصدي للتحديات الوجودية التي نشأت.