رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"يوم اللطف العالمي".. دعوة لنشر السلام والمحبة والعطاء حول العالم

نشر
الأمصار

تحتفل العديد من الدول بيوم اللطف العالمي في 13 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، لنشر السلام والمحبة بين الناس، وإحياء روح التعاون والإيجابية في المجتمع.

ويعد هذا اليوم بمثابة رسالة لكل شعوب العالم للتمسك بالأخلاق الإنسانية وتبادل المشاعر الطيبة مثل مساعدة الآخرين وزيارة المريض ونشر الابتسامة على وجوه الآخرين.

ويهدف إلى تذكير الناس بالجانب الإيجابي للروح وتغيير العالم للأفضل، وعلى الرغم من أن الحدث ليس قديماً، لكن يزداد عدد المشاركين فيه كل عام.

ويوم اللطف العالمي ليس عطلة رسمية، لكن المهمة الرئيسية للاحتفال هي توحيد الجميع، بغض النظر عن الاختلافات السياسية والدينية والعرقية.

إطلاق اليوم العالمي لللطف لأول مرة

تم إطلاق اليوم العالمي لللطف لأول مرة في عام 1998 من قبل حركة اللطف العالمية، وهي منظمة تشكلت في مؤتمر طوكيو عام 1997 لمنظمات اللطف ذات التفكير المماثل من جميع أنحاء العالم. هناك حاليا أكثر من 28 دولة تشارك الاحتفال بيوم اللطف العالمي، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا واليابان وأستراليا والإمارات العربية المتحدة وغيرهم.

ويقدم يوم اللطافة العالمي الفرصة للتفكير في أحد أهم المبادئ الإنسانية وتوحيد العالم عليها، لخلق عالم أكثر لطفا من خلال إلهام الأفراد والأمم نحو مزيد من الأعمال الصالحة.

أعمال يوم اللطف العالمي

الهدف من يوم اللطف العالمي هو نشر اللطف حتى لو كان بإيماءات صغيرة، التقليد الرئيسي في ذلك اليوم هو أن تكون لطيفًا وأن تحاول تشجيع الآخرين على اللطف للتغلب على الكراهية، سواء كان الأمر يتعلق بمساعدة شخص ما في الأعمال المنزلية ، أو تكريس بعض الوقت في السؤال عن شخص ما والاهتمام به، أو توجيه كلمات لطيفة لشخص يحتاجها، أو مساعدة أحد الجيران، أو يمكنك التبرع بالكتب والطعام والملابس النظيفة، ولا حصر للأفعال اللطيفة، فاللطف والعطف أحد قوانين الوجود في هذه الحياة وعلينا جميعا أن نتقنه.

 

اللطف والرفق في الإسلام

اللطف والرفق والأناة خصال يحبها الله تعالى في عباده المؤمنين، ذلك أنها تجعل من تحلى بها قريباً من النفوس، محبباً إلى القلوب، «وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (فصلت، 34 35)

ولقد جاءت النصوص متضافرة متتابعة تحبب في الرفق، وتحض عليه، وتؤكد أنه خلق عال ينبغي أن يسود مجتمع المسلمين، ويتصف به كل إنسان مسلم عاش في هذا المجتمع، ووعى أحكام دينه، واستنار بهديه.

وحسبنا أن الرفق من صفات الله تعالى العليا التي أحبها لعباده في الأمور كلها، وأنه سبحانه يثيب عليه من عطائه الجزل ما لا يثيبه على خلق آخر. قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه»، رواه مسلم.

ويشيد الهدي النبوي العالي بالرفق، فيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه»، رواه مسلم.

 

بماذا يُفيد أن تكون لطيفا؟

يعاني واحد من كل أربعة أطفال في الولايات المتحدة من التنمر في المدرسة على أساس منتظم - تعليم الأطفال أن يكونوا لطفاء مع الجميع والوقوف في وجع المتنمرين، يحولهم إلى بالغين شجعان ولطفاء، واللطف معدٍ، فعندما يرى الناس شخصًا آخر لطيفًا ، فمن المرجح أن يتصرفوا هم أيضا بلطف تجاه الآخرين.

 

وبالطبع هناك فوائد صحية للتصرف بلطف، فالأشخاص الذين يتسمون باللطف ينتجون هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) بنسبة 23٪ أقل من غيرهم، بسبب انخفاض مستويات التوتر ، وبالتالي فالأشخاص الذين يمارسون اللطف يتقدمون في العمر بشكل أبطأ من متوسط ​​السكان. كما يفرز الدفء العاطفي هرمون الأوكسيتوسين الذي يوسع الأوعية الدموية وبالتالي يخفض ضغط الدم.