رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

زينب الكناني تكتب: ليليتو السومرية وليليث العبرانية

نشر
الأمصار

أختلف في أصلها وتفسيرهاوأعتبرت شيطانه في اغلب الكتابات التي تناولتها
أول ظهور لأسم ليليث في رقم طيني سومري من مدينة أوروك يعود الى 2000ق.م في نص أسطوري (أنانا وشجره الخلوليو ) حيث تظهر ليليث وسط شجره الصفصاف التي أستعصت على انانا لكي تحول خشبها الى سرير فقام جلجامش بقطعها وصنع السرير
وليست هذه الأسطورة الوحيدة بل ذكرت كذلك في التلمود ويعتبر من أهم الكتب الدينية والثمرة الأساسية للشريعة المكتوبه عند اليهود بأنها زوجه ادم الأولى لكنها طارت بعيدآ عنه بعد شجار يتعلق بالجنس من جهة وأراد ادم أن تكون السلطة والقرار بيده من جهة اخرى فرفضت ومنذ ذلك الحين أصبحت خطرآ على الأطفال ووصفت كذلك بأن لديها شعر وأجنحه طويلة وتهاجم الرجال وتسبب لهم العجز الجنسي ..
أما في التوراة ذكرت بصوره غير مباشرة في العهد القديم في (كتاب الرسل _ أشعيا_ أصحاح 34 :13
وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ وَالْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا. فَتَكُونُ مَسْكِنًا لِلذِّئَابِ وَدَارًا لِبَنَاتِ النَّعَامِ.) 
وتفسير بنات النعام الالهة بشكل طير 
أما في الأساطير اليونانية تسمى ( lamia) ملكة ليبيا الجميلة أحبت إله zeus ( هو إله السماء والصاعقة )  وهذا كان سببآ لغضب (Hera) (ملكة الآلهة وإلهة الزواج والولادة) زوجه زيوس 
فشوهت (lamia) واخذت اطفالها فأصابها الجنون وأصبحت شيطانه تغوي الرجال وتهاجم النساء الحبلى وتقتل ألاطفال ...

ليليث في وادي الرافدين : 
كانت ليليتو السومرية أو ليليث البابلية هي المرأة الأولى عند العراقيين القدماء ( حواء الاولى في التاريخ) أما ترجمة أسمها من السومرية  الى اللغات السامية ومنها (العبرية ) وهو (هوا) أي (هواء) وبهذا تكونت شخصية  (حواء ) من هذا الأسم في ألتراث العبري (حيث الهاء والحاء يتبادلان التشكيل في اللغات ألسامية  كما أن التقاليد الدينية المتتالية في بلاد الرافدين منذ 3000 قبل الميلاد كانت تحول هذه الأسماء في وظيفتها وتكوينها، ولذلك تحولت ليليتو حواء السومريين الى كائن ليلي شرير ترافق الريح والعواصف وارتبطت بالمرض والموت مستثمرين التماهي بين كلمة ليل السومرية التي تعني الهواء وليل السامية التي تعني الليل تظهر (ليليتو) في الرقى السحرية البابلية كشيطانة نجمية تجلب معها الأمراض وبهذا نرى أن تحويلها إلى شيطان تم عند البابليين أولاً ثم تلقفه العبريون ومضوا فيه  ومن ضمنهم (بن سيرا ) في أسطورة خلق ليليث حيث رأى آدم في اليوم السادس منح الاسماء للحيوانات وحين رأى كل حيوان ذكر له أنثى أنتابته الغيره فقام (الله) بصنع المرأة الأولى قبل حواء وهي ليليث من الرواسب وليس من الصلصال وهذا مايبرر النزعه الشيطانية عندها  اما في التراث الرافديني خلقت ليليث من ألطين وليس من الرواسب ..
في التراث العبري ذكرت حتى في كتب الزوهار (الكابالا) على أنها الزوجة الأولى لأدم قبل حواء والتي جبلك من التراب وليس من ضلع آدم، لكنها رفضت سلطة آدم عليها وهربت منه، وتزوجت الشيطان
(ازيموديوس) وبهذا تكون ليليث تجلت بصفات سلبية ومواقع ضلامية لدى العبرانيين..
امافي الأدب العربي نجد شيطانه تدعى (السقوية) زعم بأنها تجامع الرجال أثناء نومهم، وروح شريرة يزعمون بأنه يجامع النساء ليلا ويدعى (الحضون)، ربما لهذه الأفكار جذور عميقة تمتد إلى ليليث الرافدية لان كلاهما يتحدد نشاطه في الليل