رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علماء ينجحون في إعادة وجه فتاة رحلت منذ 500 سنة في بيرو

نشر
الأمصار

أعاد مجموعة من الخبراء بناء وجه "خوانيتا" وهى المومياء الأكثر شهرة في بيرو، وهي فتاة من الإنكا تم التضحية بها فى طقوس على تلة الأنديز قبل 500 عام، حسب ما قال العلماء.

إعادة وجه فتاة رحلت منذ 500 سنة

وخضعت بقايا الفتاة، المعروفة، لعملية تحنيط طبيعية، مما أدى إلى حماية شعرها وأظافرها والملابس التى ارتدتها فى يومها الأخير، وفى عام 1995، وتم اكتشاف المومياء  على أحد المنحدرات التى تتجاوز ارتفاعها 6000 متر "19685 قدم" على المنحدرات المغطاة بالثلوج لبركان أمباتو.

ومن جانبه، قال يوهان راينهارد، عالم الأنثروبولوجيا الأمريكى الذى عثر على المومياء في عام 1995: "اعتقدت إننى لن أعرف أبدًا كيف كان شكل وجهها عندما كانت على قيد الحياة، والآن بعد 28 عامًا، أصبح ذلك حقيقيًا بفضل التقدم العلمى الحديث، تم إعادة بناء وجهها من جديد".

تم إعداة ملامح الوجه يتقنية ثلاثية الأبعاد لعمل نسخة طبق الأصل من جمجمة مومياء الفتاة وتم وضع كل عضلة مصنوعة يدويًا عن طريق النحت بواسطة الطين البلاستيسين، وعلى إثر ذلك تم إضافة أعضاء الوجه مثل العينين والأنف، إلى جانب الأنسجة الدقيقة الشبيهة بالخيوط التي تشكل وجه الإنسان، واحدة تلو الأخرى، وبمجرد الانتهاء من التمثال، تم صنع قالبًا من السيليكون وأضف إليه مئات الشعرات الفردية والمسام بظلال بنية ووردية، وهي عملية استغرقت عشرة أسابيع لإكمالها، وبذلك تمت عمليه إعادة الوجه بنجاح.

تحنيط الموتى هو حفظ جثث الموتى باستعمال مواد كيميائية، فيبقى جسم الإنسان محافظاً على مظهرهِ ويبدو كأنهُ حي، عند تسجيته في مكان عام قبل إجراء مراسم الدفن، وذلك لأسباب طبية أو تزيينية؛ بالإضافة إلى أنه يفي بمتطلبات بعض الديانات التي تؤخر الدفن لعدة أيام، أو تضطر لنقل الجثة إلى مكان آخر، فيمنع التحنيط تعفّن الجثة
اكتشف مؤخرا طريقة التحنيط واكتشفت مواده وأساليبه فقد اكتشف المصريون القدماء التحنيط عن طريق ترك الجثة فوق الرمال الحارة التي تغطيها أشعة الشمس إذ وجد أن الجثة لا تتحلل سريعا وقد ذكر هيرودوت بعض الطرق ومن هنا استطعنا اكتشاف طريقة التحنيط، وطرقه كالتالي:

استخراج المخ من الجمجمة بالشفط عن طريق الأنف باستعمال الإزميل والمطرقة للقطع من خلال الجدار الأنفي، وبعد ذلك يسحب المخ من خلال فتحة الأنف بسنارة محماة ومعقوفة واستخراج أحشاء الجسد كلها ما عدا القلب ((مركز الروح والعاطفة))، وبذلك لا يبقى في الجثة أية مواد رخوة تتعفن بالبكتريا إما بالفتح أو حقن زيت الصنوبر في الأحشاء عن طريق فتحة الشرج.
يملى تجويف الصدر والبطن بمحلول النطرون ولفائف الكتان المشبعة بالراتنج والعطور، وهي جميعا مواد لا يمكن أن تكون وسطا للتحلل والتعفن بالبكتيريا.
تجفيف الجسد بوضعه في ملح النطرون الجاف لاستخراج كل ذرة مياه موجودة فيه واستخلاص الدهون وتجفيف الأنسجة تجفيفا كاملا.
طلاء الجثة براتنج سائل لسد جميع مسامات البشرة وحتى يكون عازلا للرطوبة وطاردا للأحياء الدقيقة والحشرات في مختلف الظروف، حتى لو وضعت الجثة في الماء أو تركت في العراء.
في أحد المراحل المتقدمة من الدولة الفرعونية الحديثة، وضعت الرمال تحت الجلد بين طبقة العضلات والجلد عن طريق فتحات في مختلف أنحاء الجثة وبذلك لكي تبدو الأطراف ممتلئة ولا يظهر عليها أي ترهل في الجلد.
استعمال شمع العسل لإغلاق الأنف والعينين والفم وشق البطن.
تلوين الشفاه والخدود بمستحضرات تجميل.
لف المومياء بأربطة كتانية كثيرة قد تبلغ مئات الأمتار مدهونة بالراتنج تلون بأكاسيد الحديد الأحمر (المغرة الحمراء) مضاف لها شمع العسل كمادة لاصقة في آخر السبعين يوما التي تتم فيها عملية التحنيط.
إن أساس علم التحنيط هو تجفيف الجثة تماما ومنع البكتيريا من الوصول إليها. وعلم التحنيط يدرس حاليا في جامعة اوكسفورد في بريطانيا ويدرس أيضا في كليات الصيدلة بجامعات مصر في منهج (تاريخ الصيدلة والتصنيع الدوائي).