رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عميد ركن يعرب صخر يكتب: هل قد يتحول الصراع دينيا

نشر
عميد ركن يعرب صخر
عميد ركن يعرب صخر

نتنياهو بكلمته اليوم قال: سوف نحقق نبوءة يهودا للخلاص فنحن أهل النور وهم أهل الظلمة. النبوءة التي يتحدث عنها هي معركة هرمجدون وخروج المسيح.

قبله بلينكن وزير خارجية أميركا صرح بكل صراحة: إن الحرب ضد حماس هي حرب دينية.

لا يستغربن أحد من هذه المواقف الصريحة و الخطيرة بذات الوقت، لأنه في الواقع إن كانت الإدارة الأميركية جمهورية أم ديموقراطية، فالخطاب الأمريكي العام يميل ناحية اليمين فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط؛ والفكر اليميني المتطرف في أمريكا، الذي يقوده دعاة القوة، ينظر للصراع بهذه المنطقة لاعتبارات ايديولوجية من منطلقات دينية بروتستانتية إنجيلية، بتماهٍ تام مع الفكر اليهودي، ونظرة وإيمان متطابق في المخلص المنتظر. ذلك لأن المسيحيين البروتستانتيين واليهود يدعون الاصطفاء الإلهي ويشنون حروبهم على العرب والمسلمين لتحقيق نبوءتهم بخروج المسيح المخلص الذي سيقود جيش المؤمنين. ويهدم الاقصى ويبني الهيكل وتحكم اليهودية العالم.

هذه الجنوح في الفكرة والاعتقاد الأميركي اليوم، سبقهم فيه لا بل أسسه المحافظون الجدد إبان ولاية بوش الإبن وهم المثل الصارخ لهذا التوجه.

كذلك؛ /لا تستهزئوا/ قبل أيام كان مقتدى الصدر يتحدث لقادة ميليشياته ويحثهم على سرعة تشكيل قوات تدخل سريع والوية عسكرية استعدادا  لخروج المهدي… متماهيا" ومتماشيا" مع القادة الإيرانيين وأئمتهم وملاليهم الذين يرددون لازمة [تهيئة الأرضية لقدوم المهدي] كل يوم.

الإيرانيون واذنابهم يدعوا الاصطفاء الإلهي ويشنوا حروبهم على العرب والمسلمين لتحقيق نبوءتهم بخروج المهدي المخلص الذي سيقود جيش المؤمنين ويهدم الكعبة والمسجد النبوي ويحكم الشيعة العالم.

الفرس واليهود وجهان لعملة واحدة وعقيدة واحدة ومرجعيات واحدة وعدو واحد، (العرب) والمسلمين..

هذا هو السبب الأساس في الوقوف الكامل لأميركا مع إسرائيل. 
وذلك كذلك هو السبب الأساس الذي تدلل فيه أميركا إيران ولا تضربها رغم كل المسوغات من وجهة نظرنا نحن وليس من وجهة نظر الأميركيين ولا اليهود.

هل عرفنا الآن الجواب البسيط على السؤال الكبير؟

وإذا راجعتم مقالتي السابقة عن مفهوم  الجهاد عند المسيحية واليهودية والإسلام، تتضح لكم الصورة أكثر.
جدلية الجهاد
https://www.alamssar.com/300214