رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علاقة صداقة استثنائية تجمع النمسا بالإمارات

نشر
الأمصار

48 عامًا من التعاون والصداقة والزيارات المتبادلة بين دولة الإمارات والنمسا، صنعت علاقات تاريخية واستثنائية بين البلدين في جميع المجالات.

 

وتعكس الزيارة الرسمية، التي بدأها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، اليوم الخميس، إلى النمسا، العلاقات القوية والاستثنائية بين البلدين، في المجالات كافة وخاصة مواجهة التطرف والإرهاب والتحديات الدولية كالحرب على كورونا والتغير المناخي، كما تساهم في تعزيز مثيرة التعاون والصداقة والتنسيق عالي الدرجة بين الإمارات والنمسا، بعد نحو 5 عقود من بدء العلاقات السياسية بينهما.

 

أهم ما جاء في الزيارة

تناولت المباحثات الرسمية مع المستشار النمساوي، كيفية تعزيز مبادئ التعايش السلمي ونشر قيم التسامح ومجابهة خطاب الكراهية وعلى الصعيد الاقتصادي ناقش الطرفان سبل التعاون لاستثمار الفرص الضخمة التي يوفرها القطاع السياحي في البلدين.

 

البداية

تعود العلاقات الودية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية النمسا إلى عهد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان والمستشار برونو كرايسكي”، حيث كان أول لقاء يجمعهما في العام 1973″ .

 

أما العلاقات الدبلوماسية، فبدأت رسميا في 10 مارس آذار عام 1974

وفي خلال الفترة الأولى في العلاقات بين البلدين، وبالتحديد بين عامي 1973 و1886، زار المستشار برونو كرايسكي دولة الإمارات العربية المتحدة 8 مرات، فيما زار الشيخ زايد بن سلطان النمسا 4 مرات خلال نفس الفترة، وفق الموقع الإلكتروني للسفارة الإماراتية في فيينا.

 

وبصفة عامة، نمت العلاقة بين الشيخ زايد بن سلطان والمستشار برونو كرايسكي بسبب تطلعهما المشترك إلى السلام والاستقرار والازدهار.

 

العلاقات الاقتصادية

بالنسبة للنمسا، فإن دولة الإمارات ليست شريكاً سياسياً فحسب، بل هي أهم شريك اقتصادي وتجاري في منطقة الخليج، إذ بدأت الشراكة الاقتصادية قبل نحو 26 عاماً عندما استحوذت شركة مبادلة في أبوظبي على 13% من أسهم شركة “او ام في” OMV في عام 1994.

 

وشركة “أو إم في” تعد واحدة من أكبر الشركات الصناعية في النمسا، وتقوم بإنتاج وتسويق النفط والغاز، وكذلك الحلول الكيميائية بطريقة مسؤولة كما تطور حلولًا مبتكرة للاقتصاد، مع عائدات مبيعات تبلغ 17 مليار يورو وقوة عاملة تبلغ حوالي 25000 موظف في عام 2020.

 

وفي عام 2019، نمت حصة شركة مبادلة في أبو ظبي، في الشركة النمساوية، إلى %.25.

 

ومثلما كانت شركة زيارات المستشار الأسبق برونو كرايسكي، محطات مهمة في العلاقات بين البلدين، فإن زيارة المستشار الحالي سيباستيان كورتس، لدوله الإمارات، مرتين في 2018 و2019 برفقة وفد اقتصادي رفيع المستوى، مثلت محطات مهمة على طريق طويل من التعاون والتنسيق.

 

تعكس المؤشرات التطور الإيجابي في العلاقات الاقتصادية بين النمسا والإمارات، حيث تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى في قائمة أهم الشركاء التجاريين للنمسا في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة مجلس التعاون الخليجي.

 

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019 نحو 1,116 مليار دولار بما في ذلك المناطق الحرة، وارتفعت حجم الاستثمارات الإماراتية المباشرة في النمسا إلى 10.445 مليار يورو، كما ارتفعت أيضاً حجم الاستثمارات النمساوية المباشرة في دولة الإمارات خلال 2018 إلى 5.589 مليار يورو.

 

وبصفة عامة، تعمل أكثر من 400 شركة نمساوية في دولة الإمارات كمركز رئيسي لإدارة أعمالها في الخليج وشمال وشرق أفريقيا وأجزاء من الهند، وفي الوقت نفسه، أصبحت دولة الإمارات المعبر الرئيسي لصادرات النمسا إلى منطقة الشرق الأوسط.

 

وأنهت العديد من الشركات النمساوية مشاريع مهمة في دولة الإمارات، من بينها جسر المقطع، جسر الشيخ خليفة، جسر دبي العائم قبة متحف اللوفر، قوالب برج خليفة. مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء وهو متحف ومركز أبحاث للبيئات الصحراوية والقضايا البيئية، وفق موقع السفارة الإماراتية في النمسا.