رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مصدق العلي يكتب: اكتشاف معدن جديد في العراق

نشر
مصدق العلي
مصدق العلي

كنت مشدوداً إلى الإعلان الذي قدمه مسؤولٌ من وزارة الداخلية حينما بدأ في سرد النتائج الرسمية المنبثقة عن التحقيق السريع في الحادثة المؤلمة التي وقعت وسط احتفال المئات داخل قاعة للاعراس الموجودة في الحمدانية، بمحافظة نينوى.

الحقائق المتاحة، كما كشفت عنه لقطات الفيديو وشهادات الشهود والسلطات المحلية في الدفاع المدني، ترسم صورة مأساوية بالفعل. إذ تم اشتعال الحريق الكارثي نتيجة احراق الألعاب النارية للسقف الهش والمليء بديكورات سمجة و سريعة الاشتعال، تزامنًا مع رقص العرسان الجدد، وهو ما يمثل تحولًا مؤلمًا بلا شك.

وبشكل مذهل، كانت القاعة الزفافية تفتقر بشكل واضح إلى وسائل السلامة الأساسية، بما في ذلك مخارج الطوارئ الكافية ونظام اطفاء الحرائق، وقد تم بناءها باستخدام مواد تشبه تلك المستخدمة في حادثة برج غرينفيل المأساوي في لندن، الذي أسفر عن وفاة 79 شخصًا في حريق مدمر في عام 2017. 

تم تفاقم خطورة هذه الحادثة المؤلمة بما فيه الكفاية بفضل استخدام لوحات مركبة معدنية وبلاستيكية قابلة للاشتعال بسهولة كسقف و جدران لقاعة الموت. وهذا لم يفعل سوى تكثيف حدة الحريق. إن هذه المواد الخطيرة والتي تم استخدامها بشكل اجرامي (كل الشكر يذهب للمسؤولين الفاسدين وجشع المستوردين) قد تسببت في العديد من الحوادث المميتة المماثلة في مستشفيات في مدن الناصرية وبغداد، وفي العديد من المنازل والمباني الحكومية.

عندما نفكر فيما قاله المسؤول، لا يمكننا إلا أن نتعجب من اختيار لغة ومصطلحات معينة. إشارته إلى المعدن الغامض، معدن " السندويج بنل" والذي لم اسمع به بعد 22 عامًا من دراسة المعادن والمواد. انه المععدن العجيب الذي تم اكتشافه اضافة الى مادة الستن. لا يمكن وصف ضحالة اللغة العربية واختيار المفردات الرديئة والجاهلة في وصف اسباب هذا الحادث المأساوي سوى بأنه أمر مدهش ومفزع بحق. ان الكلام ولغة الخطاب لذلك المسؤول ادت الى انتشار لنظريات مؤامرة عديدة تخص هذا الحادث الذي فتك وسيفتك المسؤولين عنه بحيات المئات ان انتشرت هكذا نظريات. ان الفاظ و مفردات المسؤول (التي اثبتت صحة عكس المثل الشهير  "تسمع بالمعيدي خير من ان تراه") والتي كان يتقيأها بثقة على الملئ هي اساس انهدام جدار الثقة المتقادم تقادم سنين الفساد العجاف, مفسحا المجال لدخول نظريات المؤامرة والفوضى لتحرق المتبقي من روح الانسان العراقي وعقلة.