رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد فرار سكانها.. ما خطوات إزالة جمهورية إقليم ناغورني كراباخ من الوجود

نشر
الأمصار

أفادت وسائل إعلام أذربيجانية،  أن بعثة الأمم المتحدة وصلت إلى إقليم ناغورني كراباخ، وهي البعثة الدولية الأولى التي ستدخل الاقليم منذ نحو 30 عاما. 

وصلت أول بعثة للأمم المتحدة إلى إقليم نارغوني كراباخ منذ استيلاء انفصاليوا الأرمن على الإقليم في عام 1993 أي منذ 30 عام، حسبما أفادت وسائل إعلام آذرية.

وتنصب مهمة البعثة الأممية على تحديد “الاحتياجات الإنسانية لسكان المنطقة” وذلك بعد نجاح قوات جيش أذربيجان على السيطرة على الإقليم بالكامل خلال اليومين الماضيين.

وانتقل معظم سكان  إقليم ناغورني كراباخ إلى إرمينيا عقب الإجتياح من قبل قوات أذربيجان، ولكن تبقى بضع مئات في عاصمة الإقليم ستباناكيرت والقرى المحيطة، يتضمنون ممثلي حكومة ناغورني كراباخ الذين يجرون مفاوضات مع سلطات أذربيجان.

في هذا السياق، أمر الزعيم الانفصالي في  إقليم ناغورني كراباخ الخميس بحل جميع المؤسسات في الإقليم بحلول نهاية العام، معلنا بأن "الدويلة الانفصالية ستزول من الوجود" اعتبارا من مطلع العام المقبل.

وأمر المرسوم الصادر فيما فر آلاف الأرمن من الإقليم غداة عملية أذربيجانية الأسبوع الماضي بـ"حل جميع مؤسسات الدولة والمنظمات التابعة لإداراتها بحلول 1 يناير 2024 وستزول جمهورية كاراباخ  من الوجود".

وقررت جمهورية آرتساخ حل المؤسسات التابعة لها بحلول الأول من يناير 2024، وذلك بعد هزيمتها من أذربيجان، بحسب ما نقلته وسائل إعلام أرمينية عن الوثيقة التي وقعها رئيس الجمهورية سامفيل شهرامانيان.

وأضافت الوثيقة أن "جمهورية ناجورنو كاراباخ (آرتساخ) لن يكون لها وجود" بداية من ذلك الحين.

وجاء في الوثيقة أن القرار تم اتخاذه بسبب "الوضع العسكري السياسي الحالي"، وأنه يهدف إلى حماية أمن وأرواح السكان في ناجورنو كاراباخ.

إعادة فتح الطريق الوحيد الرابط بين ناغورني قره باغ وأرمينيا

وأعادت أذربيجان الأحد فتح الطريق الوحيد الرابط بينإقليم ناجورنو كاراباخ  وأرمينيا، وهو ممر لاتشين الذي تحرسه قوات حفظ سلام روسية، بعد أربعة أيام على موافقة القوات الانفصالية الأرمنية على إلقاء سلاحها وتفكيك جيشها.

وأدت عودة الجيب الانفصالي الذي يشكل الأرمن معظم سكانه إلى سيطرة الحكومة المركزية في باكو إلى موجة نزوح للأرمن.

وتأتي محاولات يريفان لاستيعاب موجة الأرمن المشرّدين في وقت ما يزال المسؤولون يحاولون تحديد مكان وجود أكثر من مئة شخص فقدوا بعد انفجار مستودع للوقود الاثنين أسفر عن مقتل 68 شخصا.

أسباب الصراع بين أرمينيا وأذربيجان

تتجسد أسباب الصراع بين الجارتين -اللتين تقعان على مفترق طرق رئيسي بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية- حول منطقة انفصالية تعرف باسم "إقليم ناجورنو  كاراباخ"، وتحاول كل منهما بسط سيطرتها على الإقليم الذي ظل لعقود طويلة مسرحا للتنافس على النفوذ بين المسيحيين الأرمن والمسلمين الترك والفرس.

ويتكون اسم هذا الإقليم من مقطعين هما "ناجورني" وتعني باللغة الروسية "الجبلية"، وإقليم ناجورنو  كاراباخ" وتعني باللغة التركية "الحديقة السوداء"، لكن الأرمن يطلقون على الإقليم اسم "آرتساخ" ومعناها "غابة آر"، و"آر" هو "إله الشمس" عند الأرمن القدماء.

وهذه المنطقة الجبلية - التي تبلغ مساحتها نحو 4400 كيلومتر مربع وتسكنها أغلبية عرقية أرمينية محلية- لطالما كانت تشكل جزءا من أذربيجان السوفياتية، لكن في سنة 1987 أطلق السكان الأرمن على هذا الإقليم حملات تطالب بالانفصال عن أذربيجان والانضمام في الوقت نفسه إلى أرمينيا.