رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ثروة تحت نيران الحرب.. دول تشتعل بالصراعات تمتلك أكبر إحتياطات الغاز بأفريقيا

نشر
الأمصار

يشهد سوق إحتياطات الغاز بإفريقيا طفرة لأن العديد من الدول الإفريقية فتحت أبوابها لإستغلال طاقاتها من الغاز ولكن الكثير من تلك الدول تعج بالصراعات المسلحة.

يوجد نحو 84% من احتياطيات الغاز بأفريقيا الجديدة في مرحلة ما قبل الإنتاج بإجمالي  5.1 تريليون متر مكعب، ومنهم  7 دول إفريقية فتحت الآن أبوابها أمام مشروعات الغاز و احتياطيات الغاز بإفريقيا تشتعل على الأقل في دولتان منهم بالصراع المسلح عند مناطق استخراج الغاز وهي موزمبيق وإثيوبيا.

موزمبيق

وتمتلك موزمبيق ثالث أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في إفريقيا في إحتياطات الغاز، بعد نيجيريا والجزائر، إلا أن النزاعات المحلية مع المتمردين بالقرب من مشروعات الغاز تهدد استمرار الشركات العالمية الكبرى.

 

كما تأمل موزمبيق في مزاحمة الدول الـ10 الكبرى المُصدرة للغاز الطبيعي في العالم، بعد الكشف عن احتياطيات ضخمة بدءًا من عام 2010.

تستعد مشروعات الغاز المسال في موزمبيق لمرحلة جديدة قد تحرّك المياه الراكدة، لا سيما أن الدولة الواقعة جنوب شرق إفريقيا تعاني بشدة تداعيات الأعمال الإرهابية على خطط التطوير لواحدة من أكبر إحتياطات الغاز بأفريقيا.

وأبدى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، استعداد بلاده لدعم مشروعات الغاز لدى الدولة الإفريقية -ومن بينها مشروع شركة توتال إنرجي الفرنسية- كما دعا المستثمرين في طوكيو إلى المشاركة في هذه المشروعات، وفق ما نقلت عنه صحيفة إنرجي كابيتال أند باور (Energy Capital & Power).

شهدت موزمبيق صاحبت أحد أكبر إحتياطات الغاز بأفريقيا  في 5 أكتوبر2017 هجومًا مفاجئًا من قبل جماعة إسلامية متشددة على عدة مراكز للشرطة، والمسؤولين الحكوميين، والسكان في بلدة موسيمبوا دا برايا (Mocímboa da Praia) في مقاطعة كابو دلجادو،  وفي 27 مايو  من العام الحالي (2018) شهدت موزمبيق جريمة إرهابية «مروعة» عبر قطع رؤوس (10) أشخاص، واستخدم المهاجمون أسلحة بيضاء وسواطير.

في الأول من يونيو  2018، أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن تدشين خلية جديدة تابعة له في دولة موزمبيق، وذلك عبر نشر صور لأعضاء الخلية على قنوات «التليجرام» التابعة له. وجاء هذا الإعلان عقب الهزائم المتتالية التي لحقت بالتنظيم في سوريا والعراق.

إثيوبيا

تم الكشف عن أرقام مهمة لاحتياطيات الغاز في إثيوبيا، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الدولة على الاستفادة منها، وبدء الإنتاج في أقرب وقت؛ إذ أنهت شركة "نيذرلاند سيويل آند أسوشيتس" الاستشارية دراسة تقييمية للتحقق من حجم احتياطيات الغاز الطبيعي والنفط في حوض أوغادين الإثيوبي، معلنة وجود احتياطيات تُقدر بنحو 7 تريليونات قدم مكعبة.

وبناءً على نتائج التقييم الذي أجرته الشركة الأميركية، تسلمت وزارة المعادن والنفط الإثيوبية أول شهادة لاحتياطيات الغاز، حسبما نشر موقع بامبز أفريكا (Pumps Africa).

وفي هذا الصدد، قال وزير التعدين والنفط الإثيوبي، تاكيل أوما، إن الدراسة جاءت لتؤكد توافر الغاز الطبيعي والنفط في بلاده، وإتاحتهما تجاريًا، مؤكدًا بذل الجهود لتطبيق نتائج الدراسة في إحتياطات الغاز بأفريقيا .

وتشهد إثيوبيا العديد من الصراعات والحروب، كان آخرها حرب تيجراي والتي أدت إلى مقتل ما بين 380 ألفا و600 ألف مدني، سقط نحو 30 ألفا إلى 90 ألفا منهم في هجمات مباشرة، والصراع في أمهرا ضد ميليشيات فانو، بالإضافة إلى جبهات لم تتوقف فيها عمليات القتال بعد مثل الحرب مع جيش تحرير الأورومو والتي لا تزال تشهد مفاوضات مع الحكومة الفيدرالية، والصراع مع قوات دفاع بني شنقول.

أوغندا

واكتُشِفت احتياطيات كبيرة غير مستغلة في أنغولا، والكاميرون، وغانا، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو، وكينيا، وأوغندا.

تطلع أوغندا إلى محاكاة التطور الذي لحق بقطاع النفط في جنوب السودان الجارة لها، إذ إنها لم تستكشف حتى الآن سوى 40% من أراضيها الصالحة للتنقيب عن النفط والغاز.

وتطمح الدولة الواقعة شرق القارة السمراء في النهوض من عثرتها بمجال التنقيب عن الهيدروكربونات، مقارنة بدول أفريقية أخرى.

 

وتعتزم وزارة الطاقة وتطوير المعادن في أوغندا طرح جولتَي تراخيص بحثًا عن المزيد من الاستكشافات، وتعزيز استثمارات قطاع المنبع الآخذ في النمو بالبلاد.

ومن المقرر إجراء الجولتين في مايو/أيار من العام المقبل (2023)، بهدف الاستفادة من الموارد المتاحة للاحتياطات المقدّرة بنحو 6.5 مليار برميل.

 

مزق الصراع المسلح أمن أوغندا لفترات طويلة من تاريخها، حيث تمتع جيش الرب للمقاومة بدعم كبير في سنواته الأولى من سكان شمال أوغندا، واعتُبر واحدًا من أكثر الجماعات المسلحة عنفًا في وسط أفريقيا، وأكثر ديمومة على مدى العقود الماضية، حيث اختطف جيش الرب أكثر من 67 ألف شاب، وما بين 60.000 و100.000 طفل تم تجنيدهم قسرًا منذ تأسيس التنظيم حتى الآن. 

وفي الفترة ما بين 2018 – 2021، نفذ جيش الرب حملة كبيرة لاختطاف الأطفال من جنوب السودان وأفريقيا الوسطى ونقلهم إلى المعسكرات التابعة للحركة في الأدغال شرق أفريقيا الوسطى. 

وتكبدت أوغندا،  على مدار عقدين من الصراع مع جيش الرب للمقاومة ، كان أكثر من 25000 شخص - من النساء والرجال والفتيات والفتيان - ضحايا للجنس والأولاد. الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي. خلال النزاعات الأخيرة في منطقة روينزوري ، كانت هناك تقارير عن أعمال عنف جنسي مماثلة.

 

الكونغو

يستعد قطاع التنقيب عن الغاز في الكونغو الديمقراطية لدخول مرحلة جديدة من الاكتشافات، بعد إعلان فوز شركات أميركية وكندية بتراخيص تنقيب جديدة في بحيرة كيفو.

وأعلنت وزارة النفط والغاز في جمهورية الكونغو الديمقراطية منح تراخيص 3 مربعات غاز طبيعي في بحيرة كيفو على الحدود الشرقية مع رواندا، وفقًا لموقع ذا إيست أفريكان المحلي المتخصص (the east african).

 

ومُنحت هذه التراخيص لشركتين أميركيتين وأخرى كندية، وتتوقع الوزارة بدء الإنتاج من بعض هذه المربعات في وقت مبكر من العام المقبل 2024، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

 

ويحمل المربع الأول من مربعات التنقيب عن الغاز في الكونغو الديمقراطية اسم "ماكيليلي"، ومُنحت رخصته لشركة "ريد" المحلية التابعة لـ"سيمبيون باور" ومقرها الولايات المتحدة.

بينما يحمل المربع الثاني اسم "أدجوي"، وحصلت على رخصته شركة "ويندز إكسبلوراشن آند برودكشن إل إل سي".

أما المربع الثالث فيحمل اسم "لاوندجفو"، وفازت برخصته شركة ألفاجيري إنرجي الكندية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

 

ويأمل الوزير في أن يبدأ إنتاج الغاز الطبيعي من مربع الشركة الأميركية سيمبيون باور عام 2024، ما قد يفتح الطريق لإنتاج المربعات الأخرى لاحقًا.

ويتوقع الرئيس التنفيذي لشركة سيمبيون باور بول هينكس بدء الإنتاج خلال العام المقبل، بشرط أن تسير الأمور على ما يرام، وفق تعبيره.

 

ويقول هينكس، إن عملية سحب الغاز المشبع بمياه البحرية ستتطلب جهدًا، لوجودها على عمق يزيد على 400 متر تحت سطح البحيرة.

 

يعد الـنزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية من أهـم بـؤر توتر في القـارة الإفريقية، ومنذ استقلالها في بداية الستينات وهي تشهد حالات اللاستقرار وأعمال العنف والتي أخذت عدة أشكال انقلابات عسكرية، اغتيالات سياسية، تظهير عرقي.

وكانت أخطرها الحربين الأهليتين اللتين عرفتهما البلاد (1997 – 2003) و(2003 -2017)، فشهدت الدولة الكونغو الديمقراطية عمليات الصراع المسلح على نطاق واسع، إذ مارست الأطراف المتصارعة خلال الحربين عمليات واسعة النطاق.

ويستمر الصراع بالبلاد، والذي كانت آخر حلقاته ما أثير خلال اجتماع مجلس الوزراء في كينشاسا، أبلغ وزير الدفاع الوزراء بـ"التوغل" الذي نفذه أفراد من مجموعة "موبوندو" المسلّحة الإثنين 11 سبتمبر  في قرية فينال في منطقة كيمفولا في مقاطعة كونغو الوسطى، على ما أفاد الناطق باسم الحكومة باتريك مويايا في البيان.