رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إعصار درنة المدمر.. فرق الإنقاذ في مأزق والنساء تتطوع لتكفين الموتى

نشر
الأمصار

شهدت تبعات  إعصار درنة المدمر في خطوة غير مسبوقة، وانخرطت عشرات النساء الليبيات في العمل التطوعي لتكفين ضحايا إعصار درنة المدمر، الذي خلف آلاف القتلى والمصابين والمفقودين.

وظهرت هذه النساء، اللواتي قدمن من مدن مختلفة في ليبيا، في مشهد غير مألوف في البلاد بعد إعصار درنة المدمر

، حيث لطالما كان تكفين الموتى من اختصاص الرجال.

وبحسب مصادر محلية، فإن هذه المتطوعات يقضين ساعات طويلة في تكفين الجثث، التي يتم انتشالها من تحت الأنقاض أو من البحر.

وأكدت إحدى المتطوعات، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هذا العمل هو واجب ديني ووطني، وأنها تشعر بالفخر بتقديمها هذا العون للضحايا.

وقالت: "نحن هنا لنقدم المساعدة لإخواننا وأخواتنا الذين فقدوا أحباءهم في هذه الكارثة، ولا نريد أي شيء في المقابل".

وأضافت: "هذا العمل ليس سهلاً، ولكنه واجب علينا".

ويرى مراقبون أن مشاركة المرأة الليبية في تكفين ضحايا إعصار درنة المدمر يمثل خطوة مهمة في كسر التابوهات الاجتماعية التي كانت تحيط بهذا العمل في البلاد.

ويؤكدون أن هذا العمل يعكس روح التضامن الوطني والإنساني التي تجسدها النساء الليبيات في مواجهة الأزمات.

نداء عاجل من الصحة العالمية إلى السلطات الليبية بشأن دفن الضحايا

وجهت منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أخرى،  نداء إلى السلطات في ليبيا بضرورة التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية وقانونية لذوي الضحايا.

وقالت المنظمة إن جثث الضحايا لا تشكل أي تهديدا صحيل تقريبا على الصحة العامة للمواطنين، وأن دفنها بشكل متسرع قد يؤدي إلى مشكلات نفسية طويلة الأمد لذوي الضحايا، بالإضافة إلى مشكلات اجتماعية وقانونية.

فرق الإنقاذ

قالت فرق إنقاذ في مدينة درنة في ليبيا، إنها تواجه صعوبة في انتشال الجثث من تحت الأنقاض بعد إعصار درنة المدمر، بسبب نقص المعدات والكوادر المؤهلة.

وأوضحت الفرق، في بيان لها بعد إعصار درنة المدمر، أنها بحاجة ماسة إلى عناصر مختصة في انتشال الجثث، خاصة من الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

بدورها، أوضحت السلطات الليبية، أنها “أصدرت توجيها بضرورة إنجاز الأعمال الضرورية خلال 72 ساعة لضمان عودة الكهرباء إلى درنة”.

وأضافت: “وجهنا بتسهيل عمل الفرق المحلية والدولية في مدن الجبل الأخضر والساحل الشرقي”.

وأوضحت وسائل إعلام في ليبيا، أن الجثث تعود إلى مهاجرين غير شرعيين، غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

وقال رئيس فريق إنقاذ في مدينة درنة، إن "ارتفاع الأمواج يعرقل جهود الإنقاذ، ونحتاج لعناصر متخصصة في انتشال الجثث".

وأضاف أن "الوضع مأساوي، ونأمل أن تتحرك الجهات المعنية لإنهاء هذه المأساة".

أعلن فريق الطوارئ الحكومي في ليبيا،  أن هيئة البحث عن المفقودين أجرت 360 فحص DNA لجثث ضحايا الإعصار الذي ضرب مدينة درنة في غرب ليبيا، في 20 أغسطس الماضي.

وقال الفريق في بيان له، إن "هناك دمارا كبيرا جدا في درنة شمل أكثر من 5500 منزل ومبنى"، مؤكدا أن "حالة الطوارئ ستستمر في المناطق المتضررة لعام كامل".

وأضاف البيان أن "الأعداد الدقيقة للقتلى والمفقودين سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القادمة"، مشيرا إلى أن "الفريق يبذل قصارى جهده للوصول إلى جميع المتضررين وتقديم المساعدة اللازمة لهم".

وتسبب الإعصار في سقوط عشرات القتلى وآلاف المفقودين، كما دمر المئات من المنازل والمباني في درنة.