رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون.. إنجاز كبير نحو التعافي

نشر
الأمصار

 يحتفل العالم اليوم السبت، بـ اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون، الموافق السادس عشر من سبتمبر من كل عام، وذلك احتفالًا بتوقيع بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة للأوزون في عام 1987.

ويعتبر بروتوكول مونتريال أحد أكبر النجاحات في تاريخ البيئة، حيث ساهم في استقرار طبقة الأوزون، ومن المتوقع أن تستمر في التعافي خلال العقود القادم

 

واحتفل العالم اليوم، 16 سبتمبر 2023 باليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون، تحت شعار "بروتوكول مونتريال: إصلاح طبقة الأوزون والحد من تغير المناخ".

 

يأتي الاحتفال هذا العام بالتزامن مع مرور 36 عاما على توقيع بروتوكول مونتريال، وهو أول اتفاقية دولية بشأن حماية البيئة تحظى بموافقة جميع دول العالم.

ووفقا للاتفاقية، تلتزم الدول الأطراف المعنية بخفض استهلاكها تدريجياً من المواد المستنزفة لطبقة الأوزون، وكان من نتاج بروتوكول مونتريال التخلص التدريجى من 99% من المواد الكيميائية المستهلكة للأوزون التى تستخدم فى الثلاجات ومكيفات الهواء وعديد المنتجات الأخرى.

اليوم العالمي لطبقة الأوزون

وبموجب المعدلات المتوقعة، ستتعافى طبقة الأوزون فى نصف الكرة الشمالى وخط العرض الأوسط تعافيا كليا مع حلول عام 2030، وسيتعافى نصف الكرة الجنوبى مع حلول 2050، فى حين ستتعافى المناطق القطبية مع حلول عام 2060.

 

أهمية طبقة الأوزون

تعد طبقة الأوزون جزءًا أساسيًا من الغلاف الجوي للأرض، حيث تحمي الحياة على الأرض من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية (UV) من الشمس.

تُعرف الأشعة فوق البنفسجية بأنها الأشعة الكهرومغناطيسية ذات الطول الموجي الأقصر، والتي يمكن أن تسبب ضررًا للجلد والعينين وجهاز المناعة.

تحمي طبقة الأوزون الحياة على الأرض من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية، من خلال امتصاصها في الغلاف الجوي.

المواد المستنفدة للأوزون

في الثمانينيات، لوحظ أن طبقة الأوزون بدأت في التناقص، وذلك بسبب انتشار المواد الكيميائية المكلورة والفلورينية (CFCs)، والتي تستخدم في العديد من المنتجات، مثل الثلاجات والمكيفات الهوائية.

تتسبب CFCs في تدمير طبقة الأوزون عن طريق تفاعلها مع الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى إطلاق الكلور الحر، والذي يتفاعل مع جزيئات الأوزون، مما يؤدي إلى تدميرها.

اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال

في عام 1985، تم إبرام اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون، والتي تهدف إلى خفض إنتاج واستخدام المواد المستنفدة للأوزون.

وفي عام 1987، تم إبرام بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة للأوزون، والذي ينص على حظر إنتاج واستخدام CFCs وبعض المواد الأخرى المستنفدة للأوزون.

جهود الدول العربية في الحفاظ على طبقة الأوزون

انضمت جميع الدول العربية إلى بروتوكول مونتريال، وقامت باتخاذ تدابير لحماية طبقة الأوزون، من خلال حظر إنتاج واستخدام المواد المستنفدة للأوزون.

وتشمل هذه التدابير ما يلي:

حظر إنتاج واستخدام CFCs وبعض المواد الأخرى المستنفدة للأوزون.
 إعادة التدوير والتخلص الآمن من المواد المستنفدة للأوزون.
 تطوير بدائل صديقة للبيئة للمواد المستنفدة للأوزون.

الإنجازات

أدى حظر إنتاج واستخدام المواد المستنفدة للأوزون إلى استقرار طبقة الأوزون، ومن المتوقع أن تستمر في التعافي خلال العقود القادمة.

ووفقًا لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد انخفض تركيز الأوزون في طبقة الأوزون في القطب الجنوبي بنسبة 50٪ منذ عام 1987.

الدعوة للاستمرار

على الرغم من الإنجاز الكبير الذي تحقق في الحفاظ على طبقة الأوزون، إلا أن هناك حاجة إلى مواصلة الجهود للحد من إنتاج واستخدام المواد المستنفدة للأوزون.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال ما يلي:

 تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بحماية طبقة الأوزون.
 زيادة الوعي العام بأهمية طبقة الأوزون وضرورة الحفاظ عليها.
الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير بدائل صديقة للبيئة للمواد المستنفدة للأوزون.

وتعد حماية طبقة الأوزون أولوية عالمية، لأنها ضرورية للحفاظ على الحياة على الأرض.

وأسهمت الجهود المبذولة فى سبيل حماية طبقة الأوزون فى مكافحة تغير المناخ من خلال تجنب ما يقدر بـ 135 مليار طن من الانبعاثات المكافئة لثانى أكسيد الكربون فى الفترة بين 1990 و2010.

 

طبقة الأوزون تتجه نحو التعافي.. لكن الهندسة الجيولوجية تهدد التقدم

حذر علماء من أن مشاريع الهندسة الجيولوجية للحد من الاحترار المناخي، يمكن أن تهدد التقدم المحرز في تعافي طبقة الأوزون.

وأكدت الأمم المتحدة أن طبقة الأوزون "في طريقها نحو التعافي"، بعد أن تخلص الإنسان تدريجيا من 99 بالمائة من المواد المحظورة، التي تدمر الأوزون.

وبحسب التقرير الأممي، إذا تم الحفاظ على السياسات الحالية، يمكن استعادة طبقة الأوزون إلى مستويات عام 1980، أي قبل ظهور ثقب الأوزون في نقاط مختلفة من العالم.

وفي حين تم الترحيب بالتقرير باعتباره دليلا على جهود الحكومات لتجنب اتساع رقعة الأوزون، إلا إنه يحذر من أن "التحسن المستمر في طبقة الأوزون غير مضمون"، إذ قد تؤدي مقترحات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى "انتكاسة جذرية لجهود استعادة طبقة الأوزون".

وتعتبر طبقة الأوزون درع هش من الغاز يحمى الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس، مما يساعد فى الحفاظ على الحياة على كوكب الأرض، ولم يساعد التخلص التدريجى من الاستخدام المحكم للمواد المستنزفة للأوزون والاختزال ذات الصلة على حماية طبقة الأوزون لهذا الجيل والأجيال المقبلة.

بل أسهم كذلك فى الجهود العالمية الرامية إلى التصدى لتغير المناخ، إلى جانب إنه يحمى صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية عن طريق الحد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الوصول إلى الأرض، ويظهر أحدث تقييم علمى لاستنفاذ الأوزون - انتهى منه فى عام 2018 - أن أجزاء من طبقة الأوزون تعافت بمعدل 1 - 3% لكل عقد منذ عام 2000