رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من الخبز للأيتام.. صور مشرقة من التكافل وسط ركام زلزال المغرب المدمر

نشر
الأمصار

نتج عن زلزال المغرب المدمر في سابقة هي الأولى من نوعها، قام الجيش المغربي بتزويد المناطق المتضررة من الزلزال بمخابز متنقلة ضخمة، في خضم الجهود المبذولة لتخفيف آثار فاجعة زلزال الحوز على المتضررين.

الخبز من الجيش

إلى جانب زملائهم في الميدان بعد زلزال المغرب المدمر ممن يشرفون على عمليات الإنقاذ وتوزيع المساعدات بالطائرات، شمر رجال من القوات المسلحة، عن سواعدهم لإعداد الخبز لنساء ورجال وأطفال المناطق المنكوبة من جراء زلزال المغرب المدمر.

ولقيت مبادرة الجيش استحسانا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشاد المتابعون بهذه المبادرة الإنسانية التي تأتي لتُعزز دور القوات المسلحة في المناطق المتضررة، إلى جانب جهودها الأخرى في سبيل تخفيف وطأة الفاجعة.

وسخّرت القوات المسلحة الملكية وسائل وإمكانيات مهمة في عمليات الإنقاذ وإيصال المساعدات جوا إلى المناطق المتضررة من زلزال المغرب المدمر “زلزال الحوز”، وتنفذ مروحيات تابعة للقوات المسلحة مهام نقل وإيصال المساعدات جوا وإجلاء المصابين.

مهمات جوية

وانطلاقا من قاعدة جوية بمراكش، يُنفذ الجيش ما بين 35 و 40 مهمة يوميا بعد زلزال المغرب المدمر، حسب الظروف الجوية وطبيعة التضاريس، حيث تقوم أحدث المروحيات بطلعات جوية منذ الساعات الأولى للصباح بين مدينة مراكش ومختلف المناطق المتضررة من زلزال المغرب الكبير، لاسيما تلك التي يصعب الوصول إليها عبر المسالك البرية.

كما يتم توظيف الطائرات المسيرة، التي يتم التحكم فيها من مركز قيادة عمليات الإغاثة المتطور بمراكش، من أجل المتابعة الحية، للوضع بالمناطق المتضررة واتخاذ القرارات المناسبة بشأن طبيعة المساعدات التي يتعين إرسالها، وذلك بتنسيق مع وحدات التدخل المنتشرة ميدانيا، وكذا مع السلطات المحلية.

قررت مريم العلوي، أم لطفلة واستاذة تعليم ابتدائي من مدينة مكناس المغربية التكفل بطفلة أصبحت يتيمة بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب وسط البلاد، ليل الجمعة والسبت، وأودى بحياة الآلاف بينهم الكثير من الآباء.

وبتأثر كبير، قالت مريم  إن قرارها هذا جاء للتخفيف من مأساة هؤلاء الأطفال الذين دمرت حياتهم وفقدوا ينبوع الحنان بفعل الزلزال الذي كان مركزه إقليم الحوز.

وأضافت: "أريد أن أتكفل بيتيمة من يتامى الزلزال. أمنحها بيتا يأويها وحضنا كبيرا يدفئ صدرها وإخوة يحبونها".

وتتابع: "لم نفكر أنا زوجي مسبقا في فكرة التكفل بطفل، لكن هذه الفاجعة ودموع الصغار أمام جثامين ذويهم فطرت قلبي. أنا مقتنعة أنني وأسرتي مؤهلون نفسيا وماديا لاستضافة طفل جديد بيننا".

 100 ألف طفل تأثروا

ومريم واحدة من كثير من المغاربة الذي هبوا من أجل كفالة الأطفال الذين فقدوا آباءهم من جراء الزلزال.

وتشير التقارير الأولية لمنظمة "يونيسف" المنشورة على موقعها الرسمي إلى أن حوالى 100 ألف طفل قد تأثروا بالزلزال القوي الذي ضرب المغرب.

وعكس مريم، كانت نادية، ربة بيت وأم لطفلتين مقيمة بضواحي العاصمة الرباط، تفكر دائما في التكفل بطفل يتيم أو متخلى عنه وتأكدت أن الوقت قد حان لتخطو هذه الخطوة "المؤجلة" بعد هذا الزلزال المدمر.

وتظن الشابة الثلاثينية أن معظم الأطفال اليتامى سيتم نقلهم إلى دور أيتام أو مؤسسات خيرية أو يتم التكفل بهم من طرف أحد أقاربهم.

وفي حديثها  أوضحت أنها تريد تقديم مساعدة مادية شهرية ليتيم سيعيش داخل بيئة أسرية أو دار أيتام.

وتؤكد: "سأساهم إلى جانب مبلغ مالي شهري في تطبيبه ورعايته واقتناء حاجياته اليومية من ملبس وكتب مدرسية".

وتتابع: "قد يقضي معنا الأعياد والعطل المدرسية وفقا للقانون الداخلي للمؤسسة التي سينتمي إليها، سأكون أذنا منصتة لأحلامه ومشاكله وأفراحه وقلبا يحنو عليه".