رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد عقود من الخلافات.. الكوريتان تفتح قنوات الاتصال بينهما

نشر
الأمصار

أصدرت كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية، أمس الثلاثاء، في إعلان مفاجئ، بيانًا بإنهما أعادتا الاتصالات عبر الحدود التي قطعت سابقاً، وهي خطوة يمكن أن تعزز احتمالات الدبلوماسية النووية المتوقفة وتدفع زعيم كوريا الشمالية إلى التخلي عن تجاربه النووية.

 

يأتي هذا التطور بعد أكثر من عام على تفجير بيونغ يانغ مبنى بين الكوريتين الذي كان رمزاً للعلاقة بينهما، كما اختار الجانبان أيضاً موعداً ميموناً لإعلان الذكرى الـ 68 للهدنة التي أوقفت الحرب الكورية.

 

حيث اندلعت حرب باردة بين أجزاء كوريا ووقعت على إثرها هدنة في السابع والعشرين من شهر يوليو عام 1953، إلا أنّ بعض الخلافات لا زالت قائمة بين البلدين حيث لا تعترفان بالخطوط التي رسمتها الهدنة كحدود لها، وتفترض كل منها أنّها شرعية وتلغي شرعية الأخرى.

 

ويذكر أن كوريا الشمالية قامت العام الماضي بقطع كل قنوات الاتصال مع كوريا الجنوبية احتجاجا على ما وصفته بفشل كوريا الجنوبية في وقف نشطاء من نشر منشورات معادية لبيونج يانج عبر الحدود، مما دعا كوريا الشمالية الغاضبة إلى تفجير مكتب اتصال خاو بنته كوريا الجنوبية، والذي كان واقعا على الحدود بين البلدين.

 

وأكد كثير من الخبراء، أن الحركة الاستفزازية التي قامت بها كوريا الشمالية تشير إلى أنها صارت محبطة من فشل سيول في إحياء المشروعات الاقتصادية المربحة بين الكوريتين وإقناع الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.

 

كوريا العظمى

وقعت كوريا قبل التقسيم تحت الاحتلال اليابانيّ في 22من شهر أغسطس لعام 1910وامتدت فترة الاحتلال حتى عام 1945، ورحل الاحتلال الياباني على هامش الحرب العالمية الثانية بعد هزيمتها، وتم تقسيم كوريا بعد ذلك إلى قسمين وهما كوريا الشمالية والجنوبية بناءً على اتفاقية الأمم المتحدة.

 

أفضت الحرب العالميّة الثانية، إلى وقوع كوريا العظمى بعد انقسامها واحتلال أحد القسمين للاتحاد السوفييتي، والقسم الآخر لاحتلال أمريكا، ثم توجّهت الأمم المتحدة بعد ذلك إلى إقامة انتخابات نتج عنها قيام الكوريتين، وقدّم الاتحاد السوفييتي كل الدعم لكوريا الشمالية، بينما قدّمت أمريكا الدعم الكامل لكوريا الجنوبيّة، ويشار إلى أنّ المناوشات والخلافات الدولية ما زالت قائمة حتى الآن.

 

نظام الحكم

يختلف نظام الحكم في كل من الكوريتين، حيث تتبع الشمالية نظام حكم دكتاتوريّ، إذ يُعتبر حزب العمال الكوري هو الحاكم في البلاد، كما أنها من الدول الأقل تقدّماً حيث يسودها الظلم والاستبداد، ويفتقر سكانها لحقوقهم، كما أنّها دولة متخلّفة، ومن الدول المتأخّرة في وصول الإنترنت إليها، وتتّصف خطوطها الجوية بالأسوأ على الإطلاق، حيث يمكن تصنيفها بنجمة واحدة فقط وهي أسوأ التصنيفات، وتقتصر رحلاتها على كوريا الجنوبيّة واليابان والصين وروسيا. أما كوريا الجنوبية فإنّ نظام حكمها جمهوريّ رئاسي دستوري، وهي من أكثر الدول تقدّماً ونمواً، وكما تُعدّ من أكثر الدول تقدّماً في المجالات العلمية والتكنولوجية، ومن الدول الرائدة في صناعة الإلكترونيات والحاسبات الآلية والمركبات، كما أنّها من الدول المتقدمة في مجال الطيران ولا تقتصر على دول محددة كما جارتها.

 

تفصل بين الكوريتين منطقة معزولة السلاح يُطلق عليها (Demiltirized Zone) وتفرض كوريا الشماليّة عقوبة صارمة على من يتجاوز هذا الشريط الحدودي تصل إلى الحكم بالسجن المؤبّد على أفراد عائلة الهارب في سجون سياسيّة، بينما تلجأ كوريا الجنوبية إلى منح الهارب الجنسية الكورية.

 

ويتمركز نحو 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية لردع أي عدوان محتمل من كوريا الجنوبية.