رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

وسط تحذيرات أمريكية.. زعيم كوريا الشمالية يعتزم زيارة موسكو

نشر
الأمصار

وصفت العاصمة الأمريكية واشنطن العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا بأنها ليست تحالفا مكتمل الأركان، وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، معتبرة أنهما "تتحديان النظام العالمي".

لقاء كيم وبوتين المرتقب.. واشنطن تطلق "رصاصات تحذيرية"

بعد أقل من شهر ونصف على زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى كوريا الشمالية، أكد الوزير الروسي الإثنين، أن بلاده ستناقش إجراء تدريبات مشتركة مع بيونغيانغ، وذلك في الوقت الذي عبرت فيه الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن شويغو قوله: "لماذا لا، هؤلاء جيراننا هناك مثل روسي قديم يقول: أنت لا تختار جيرانك ومن الأفضل أن تعيش مع جيرانك في سلام ووئام".

وصوبت واشنطن طلقات تحذيرية مستبقة بها لقاء مرتقب بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد البيت الأبيض، في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، بشكل قاطع، أن "كيم جونغ-أون يعتزم لقاء بوتين في روسيا".

"مفاوضات الأسلحة" 

وأوضح البيت الأبيض الإثنين أنّ الزعيم الكوري الشمالي يعتزم إجراء مباحثات مع الرئيس الروسي في موسكو في إطار"مفاوضات الأسلحة" الجارية بين البلدين بهدف إمداد موسكو بأسلحة كورية شمالية، بحسب واشنطن.

تحذير أمريكي

وقالت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون: "كما سبق لنا وأن حذّرنا علانية، فإنّ مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الشمالية تتقدّم بشكل حثيث".

وتابعت: "لدينا معلومات مفادها أنّ كيم جونغ-أون يتوقّع أن تتواصل هذه المحادثات لتشمل حواراً دبلوماسياً في روسيا على مستوى القادة".

وأوضحت أنّ "وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سافر في أغسطس/آب إلى كوريا الشمالية سعياً للحصول على ذخائر إضافية للحرب التي تخوضها بلاده في أوكرانيا"، بحسب قولها.

موعد اللقاء

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إنّ "كيم الذي نادراً ما يسافر خارج بلاده سيسافر في سبتمبر/أيلول على الأرجح إلى فلاديفوستوك الواقعة على الساحل الروسي المطلّ على المحيط الهادئ قرب كوريا الشمالية، للقاء بوتين".

 المنتدى الاقتصادي الشرقي

ومن المقرر أن يتواجد الزعيمان بجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك، لحضور المنتدى الاقتصادي الشرقي، المقرر عقده من 10 إلى 13 سبتمبر/أيلول، بحسب المسؤولين.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية واليابان أعلنت الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة في بيان مشترك أن "أي اتفاق لزيادة التعاون الثنائي بين روسيا وكوريا الشمالية سيعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عقد صفقات أسلحة مع بيونغ يانغ"، وهي قرارات أيدتها موسكو نفسها.

محادثات مرتقبة

وأوضح مسؤولون لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "بوتين يريد موافقة كيم على إرسال قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات إلى روسيا".

وفي المقابل، بحسب المسؤولين، "يرغب كيم في أن تزود روسيا كوريا الشمالية بالتكنولوجيا المتقدمة للأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة إلى مساعدات غذائية لدولته".

"خطة متوقعة"
وقال المسؤولون إنه في رحلة نادرة من بلاده، سيسافر كيم من بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، ربما بالقطار المدرع، إلى فلاديفوستوك، على ساحل المحيط الهادئ في روسيا، حيث سيلتقي بوتين.

تقدم المفاوضات

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، إن المحادثات رفيعة المستوى بشأن التعاون العسكري بين البلدين "تتقدم بنشاط".

ورفض المسؤولون الأمريكيون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول حالة العلاقات الشخصية بين الزعيمين، اللذين يعتبران خصومًا للولايات المتحدة.

وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، في بيان، إن وزير الدفاع الروسي، سافر إلى كوريا الشمالية في يوليو/تموز، لمحاولة إقناع بيونغ يانغ ببيع ذخيرة مدفعية لروسيا، وفق ما نقلته نيويورك تايمز.

وأضافت: "كما حذرنا علانية، فإن مفاوضات الأسلحة بين روسيا وكوريا الديمقراطية تتقدم بنشاط"، مضيفة "لدينا معلومات تفيد بأن كيم جونغ أون يتوقع أن تستمر هذه المناقشات، وربما تشمل مشاركة دبلوماسية رفيعة المستوى في روسيا".

وفي أوقات سابقة خلال الحرب في أوكرانيا، نشر المسؤولون الأمريكيون معلومات استخباراتية رفعت عنها السرية لمحاولة إثناء كوريا الشمالية والصين ودول أخرى عن تزويد روسيا بالأسلحة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن تحذيرات البيت الأبيض بشأن عمليات النقل المخطط لها لقذائف المدفعية الكورية الشمالية، أوقفت تعاونا سابقا بين بيونغ يانغ وموسكو، وفق نيويورك تايمز.

قلق غربي من التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية

وعبرت الولايات المتحدة، عن قلقها إزاء تقدم المحادثات بين روسيا وكوريا الشمالية بخصوص الحصول على أسلحة، وقالت إن شويغو حاول خلال زيارته إقناع بيونغيانغ ببيع ذخيرة مدفعية لروسيا.

وسبق أن حذرت واشنطن من أن كوريا الشمالية قد ترسل أسلحة لموسكو لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

وفي الأمم المتحدة، قالت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان في بيان مشترك نهاية الشهر الماضي، إنّ أيّ صفقة من هذا النوع ستشكّل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عقد صفقات أسلحة مع كوريا الشمالية، وهي قرارات صدرت بتأييد من موسكو.

وأشارت الدول في بيانها المشترك إلى أنّ وفدا ضمّ مسؤولين روسًا توجّه إلى بيونغيانغ بعد زيارة شويغو لاستكمال المحادثات حول شراء الأسلحة.

واشنطن: أي اتفاق بين روسيا وكوريا الشمالية هو انتهاك لقرارات الأمم المتحدة

أعلنت الولايات المتحدة أن توصل روسيا وكوريا الشمالية إلى اتفاق في شأن الأسلحة سيشكّل انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة، وذلك بعدما دعا زعيما الدولتين إلى تعزيز تعاونهما الدفاعي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، للصحافيين: «أي نوع من التعاون الأمني أو اتفاق في شأن الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا سينتهك بالتأكيد سلسلة من قرارات مجلس الأمن الدولي».

كوريا الشمالية تحذر الولايات المتحدة

وقالت كوريا الشمالية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ارتكب "خطأ فادحاً" بوصفه برنامج بيونغ يانغ النووي بأنه "تهديد خطير"، محذرة من أن الولايات المتحدة ستواجه "أزمة أسوأ خارجة عن السيطرة".

وأدلى كوون جونغ جون، المدير العام لإدارة الشؤون الأمريكية بوزارة الخارجية لكوريا الشمالية، بهذه التصريحات بعد أن تعهد بايدن في أول خطاب له أمام الكونغرس الأسبوع الماضي بالعمل مع الحلفاء لمواجهة  "التهديدات الخطيرة" من كوريا الشمالية وإيران عبر الدبلوماسية والردع الصارم، وفقاً لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية.

وقال جونغ جون: "من المؤكد أن الرئيس الأمريكي ارتكب خطأ فادحاً في ضوء وجهة النظر الحالية"، وأضاف: "الآن بعد أن أصبح الخطاب الرئيسي للسياسة الأمريكية الجديدة تجاه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية واضحاً، سنضطر للضغط من أجل تدابير مماثلة تجاه الولايات المتحدة مع مرور الوقت".

وقال المسؤول أيضاً إن الولايات المتحدة "ستواجه أزمة أسوأ وأسوأ خارجة عن السيطرة في المستقبل القريب إذا كانت تعتزم الاقتراب من العلاقات بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة ، وما زالت متمسكة بالسياسة التي عفا عليها الزمن من منظور ووجهة نظر تتعلق بفترة الحرب الباردة".

وفي بيان منفصل، أدانت وزارة خارجية كوريا الشمالية الولايات المتحدة لانتقاد واشنطن سجل بيونغ يانغ في مجال حقوق الإنسان، قائلة إنه يرقى إلى إهانة "كرامة قيادتنا العليا".

وتأتي تصريحات كوريا الشمالية بعد أن قال البيت الأبيض يوم الجمعة إن المسؤولين الأمريكيين أكملوا مراجعة استمرت شهوراً لسياسة كوريا الشمالية. وتوقفت المحادثات التي تهدف إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي منذ أن فشلت سلسلة من القمم بين سلف بايدن، الجمهوري دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في التوصل لاتفاق. ولم يعلق البيت الأبيض ووزارة الخارجية على الفور على التصريحات الأخيرة لكوريا الشمالية.

وفي أواخر أغسطس/آب، سافر وفد يضم حوالي 20 مسؤولاً كورياً شمالياً، بما في ذلك بعض المسؤولين الذين يشرفون على البروتوكولات الأمنية للقيادة، بالقطار من بيونغ يانغ إلى فلاديفوستوك، ثم توجهوا بالطائرة إلى موسكو، في إشارة إلى أن كوريا الشمالية كانت جادة بشأن زيارة كيم المنتظرة لروسيا.

واستغرقت رحلة المسؤولين الكوريين، التي يُعتقد أنها رحلة تخطيطية، حوالي 10 أيام، وفقًا لمسؤولين غربيين مطلعين على تقارير المخابرات.

وقال أحد المسؤولين إن إحدى المحطات المحتملة لكيم بعد فلاديفوستوك، هي محطة فوستوشني الفضائية، وهو مركز إطلاق فضائي كان موقعًا لاجتماع في أبريل/نيسان 2022 بين بوتين وألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا.

ويقع المركز، الذي تم إطلاق صاروخه الأول في عام 2016، على بعد حوالي 950 ميلاً شمال فلاديفوستوك.

وقال المسؤولون إن فكرة زيارة روسيا برزت خلال رحلة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى كوريا الشمالية في يوليو/تموز الماضي للاحتفال بالذكرى السبعين لـ "الانتصار" على القوات الكورية الجنوبية والأمريكية في الحرب الكورية (الحرب توقفت بهدنة عام 1953 ولا تزال الكوريتان في حالة حرب).

وقال المسؤولون إن كيم عرض على شويغو خلال الاجتماع خيارات لمزيد من التعاون العسكري وطلب أن يزور بوتين كوريا الشمالية. ثم قدم شويغو اقتراحًا مضادًا، يقترح فيه سفر كيم إلى روسيا، وفق المصدر ذاته.

كانت زيارة شويغو إلى كوريا الشمالية هي الأولى التي يقوم بها وزير دفاع روسي منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.

وحذر البيت الأبيض من أن بوتين وكيم تبادلا رسائل تناقش صفقة أسلحة محتملة، مستشهدا بمعلومات استخباراتية رفعت عنها السرية.