رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

وزير خارجية سيراليون: الصحراء مغربية.. والمغرب قوة اقتصادية بإفريقيا

نشر
الأمصار

من قلب المغرب، جدد وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية سيراليون، تيموثي موسى كابا، دعم بلاده الراسخ لمغربية الصحراء وتثمينها الدائم لمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية، واصفا إياها بأنها “الحل الوحيد المعقول وذو المصداقية تحت الجهود الأممية لإنهاء هذا النزاع الإقليمي”.

كما لم يتوان في التعبير أكثر من مرة عن “تقدير وامتنان بلاده المتواصل للمملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، لدعمها في ظرفية الانتخابات الأخيرة، وأيضا لدعمها خلال ترشحها لشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة”.

وعقب مباحثات ثنائية بينهما بمقر وزارة الشؤون الخارجية المغربية، دعا وزير خارجية سيراليون نظيره بوريطة إلى زيارة سيراليون بعد نجاح الانتخابات فيها، وكشف عن ذلك خلال لقاء صحافي جمعه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مساء اليوم الإثنين.

وقال تيموثي موسى كابا أمام وسائل الإعلام الحاضرة إن “دعم المغرب لسيراليون متواصل في السنين الأخيرة، وأود شكر جلالة الملك محمد السادس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال هذه الزيارة منذ يوم الجمعة الماضي”، مضيفا أن “أهمية علاقاتنا المشتركة وتقارب وجهات النظر بين بلدَيْنا جعلا من الضروري إجراء زيارتي الأولى خارج بلدي إلى المغرب منذ تعييني وزيرا للخارجية”، لافتا إلى أن “دعم بلاده لمغربية الصحراء ثابت ترجَمَهُ افتتاح قنصلية عامة لسيراليون بمدينة الداخلة”.

وتابع في نبرة ثناء على الدبلوماسية المغربية: “نقدر جدا في سيراليون هذا الدعم المغربي غير المسبوق الذي يثمن علاقة طويلة جدا بين بلدينا، وقد تُوجت بفضل مجهودات الملك محمد السادس ورئيس جمهورية سيراليون”، معبرا عن استعداده لـ”تطبيق بنود ومقتضيات اتفاقيات مشتركة موقعة خلال انعقاد اللجنة المشتركة بين المغرب وسيراليون بالداخلة في أبريل الماضي”، قبل أن يجدد بوضوح دعم سيراليون القوي لترشيح المغرب لشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2028-2029”.

في معرض حديثه، لم يفت المسؤول الدبلوماسي السيراليوني أن يشيد بـ”الحكامة الجيدة والتغيير المستنير الذي يتمتع به المغرب بشكل يجعل منه يتحول بسرعة إلى قوة اقتصادية في إفريقيا”، مؤكدا أن “المغرب مثال حي لدولة ازدهرت إيجابيا نظرا لرمزية موقعه الجغرافي الاستراتيجي، ما يجعل أن هناك تشابها بين البلدين في التموقع الجغرافي، ويمكن أن يكون مثالا جيدا لباقي إفريقيا للاقتداء به في مجالات مثل الفلاحة”.

“أفق واعد”

من جهته، أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن “زيارة عمل وزير الخارجية بجمهورية سيراليون إلى المملكة كأول وجهة له بعد تولي منصبه، تكتسي أهمية بالغة، نظرا أولا لظرفيتها بعد انتخابات ناجحة شهدها هذا البلد الصديق”.

وأكد بوريطة، في معرض حديثه خلال اللقاء الصحافي ذاته، أن “الولاية الثانية التي حازها رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو دليل على أن ما قام به في ولايته الأولى أعاد الاستقرار لهذا البلد وأعطى ثمار التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعبها الصديق”، مشددا على أن “المغرب يثمن الرؤية الواضحة خلال ولايته الأولى وتصوره لإدارة الولاية الثانية، وهو ما يعطي أفقا واعدا لسيراليون كقطب للاستقرار والتنمية في غرب إفريقيا”.

وأشاد الوزير المغربي باختيار نظيره السيراليوني المملكة كأول وجهة لزيارات عمله الخارجية، “ما يعكس توجيهات الملك محمد السادس لتطوير العلاقات الإيجابية جدا بين البلدين، التي شهدت تطورا متسارعا خلال السنوات الست الأخيرة”، وزاد أنها “زيارة مهمة أيضا لأنها تأتي بضعة أشهر فقط قبل نجاح ترشيح سيراليون لشغل مقعد عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي في يناير 2024 لمدة سنتين مقبلتين، وهو دليل ثقة للمجتمع الدولي في حكمة ورزانة دبلوماسية هذا البلد”.

افتتاح السفارة قريبا ورفع عدد المنح

في هذا الصدد، كشف ناصر بوريطة عن موعد افتتاح سفارة المملكة المغربية بجمهورية سيراليون، مؤكدا أنه سيكون “قبل نهاية شهر شتنبر الحالي”، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية ستحمل وفدا من وزارة الفلاحة المغربية إلى هذا البلد الصديق لمواكبة مشاريع تغذية هامة.

كما أعلن عن قرار “رفع عدد المنح في مجال التكوين والتعليم العالي بـ15 منحة إضافية لتصل إلى 120 منحة طلابية تم الاتفاق عليها خلال اللقاء بيننا”، مؤكدا أنه “تقرر تشكيل لجنة مشتركة بين وزارتيْ الخارجية من أجل تطبيق 13 اتفاقية ثنائية وُقعت بالداخلة، باعتبارها آلية متابعة تنفيذ الاتفاقيات؛ لأن التوقيع سهل لكن الأساسي هو التنفيذ وفق توجيهات جلالة الملك”.

وشدد وزير الخارجية المغربي على أن “سيراليون تشكل عنصر استقرار في غرب إفريقيا وسط تحولات سياسية مهمة تعيشها المنطقة”، لافتا إلى أن “ذلك يدعونا لتنسيق أكبر للمواقف، سواء في قضايا قارية، إقليمية أو موضوعة في جدول أعمال مجلس الأمن؛ لأن المغرب شريك وحليف لسيراليون في هذه القضايا”.