رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علاقات مصر والسودان.. مواقف موحدة في مواجهة التحديات

نشر
الأمصار

 تتسم علاقات مصر والسودان بخصوصية تاريخية وثقافية وجغرافية، حيث تربط البلدين حدود مشتركة تمتد لأكثر من 1200 كيلومتر، بالإضافة إلى تشابههما في العديد من القضايا والمصالح المشتركة.

وفي السنوات الأخيرة، اتخذت العلاقات المصرية السودانية منحنى جديدًا من التقارب والتكامل، حيث تبادل البلدان الزيارات رفيعة المستوى، واتفقا على العديد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي.

علاقات مصر والسودان

وفي  شهر إبريل عام 2023، اندلعت حرب أهلية في السودان، بعد الإطاحة بحكم عمر البشير في أبريل من العام نفسه، وسرعان ما تدخلت مصر ودول أخرى في المنطقة للمساعدة في التوصل إلى حل سلمي للأزمة.

ولعبت مصر دورًا محوريًا في دعم السودان خلال الأزمة، حيث قدمت مساعدات عسكرية واقتصادية، كما عملت على تسهيل الحوار بين الأطراف السودانية.

زيارة البرهان لمصر 

قام رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بزيارة رسمية إلى مصر، وهي أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي البرهان في مدينة العلمين، اليوم، حيث عقدا جلسة مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى التطورات السياسية في السودان.

وأكد الرئيس السيسي على دعم مصر الكامل للسودان في جهوده لتحقيق السلام والاستقرار.

وكشف المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر أن الرئيس المصري، أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

من جانبه؛ أعرب الفريق أول ركن البرهان عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين مصر، ومعرباً في هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة، حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل. 

وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً في مصر. كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني الشقيق، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام.

بيان مجلس السيادة الانتقالي

جانب من اللقاء

وفي وقت سابق، أفاد بيان لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، بأن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان توجه اليوم إلى مصر للقاء الرئيس المصري. وهذه أول مرة يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع في 15 أبريل.

وقال البيان إن البرهان سيجري خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس السيسي تتناول تطورات الأوضاع فى السودان، والعلاقات الثنائية بين البلدين و"سبل تعزيز دعمها وتطويرها بما يخدم شعبي البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك".

وأضاف البيان أن وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، والفريق أول ميرغني إدريس سليمان، مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية، يرافقون البرهان خلال زيارته لمصر.

علاقات مصر والسودان

من المتوقع أن تستمر العلاقات المصرية السودانية في التطور خلال الفترة المقبلة، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات.

ويمكن أن يلعب التعاون المصري السوداني دورًا مهمًا في تحقيق الاستقرار في المنطقة، حيث يمتلك البلدان قدرات عسكرية واقتصادية كبيرة يمكن أن تساهم في حل العديد من الأزمات الإقليمية.

وجاءت أبرز المساعدات بين مصر والسودان خلال الفترة الماضية كالتالي:-

المساعدات الاقتصادية

قدمت مصر مساعدات اقتصادية للسودان بقيمة 5 مليارات دولار، شملت إمدادات الغذاء والدواء والوقود، بالإضافة إلى دعم ميزانية السودان.

كما خصصت مصر 100 مليون دولار لتمويل مشروع لإنشاء خط سكة حديد يربط بين مصر والسودان، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

المساعدات العسكرية

قدمت مصر مساعدات عسكرية للسودان، شملت إمدادات الأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى التدريب العسكري للجيش السوداني.

كما وافقت مصر على مشاركة الجيش المصري في عملية حفظ السلام في السودان، والتي تهدف إلى تأمين الحدود المشتركة بين البلدين.

المبادرات السياسية

لعبت مصر دورًا محوريًا في تسهيل الحوار بين الأطراف السودانية. وعقدت مصر العديد من اللقاءات بين الأطراف السودانية، كما شاركت في مؤتمرات إقليمية ودولية حول الأزمة السودانية.

كما حثت مصر على إجراء انتخابات حرة ونزيهة في السودان، والتي من شأنها أن تساعد في حل الأزمة السياسية في البلاد.

حظيت المساعدات والمبادرات المصرية لحل الأزمة في السودان بتقدير كبير من قبل الحكومة والشعب السودانيين.

ويرى المراقبون أن هذه المساعدات والمبادرات قد ساهمت في تخفيف معاناة الشعب السوداني، كما أنها قد ساعدت في تحقيق تقدم في جهود حل الأزمة السياسية في البلاد.

وفيما يلي بعض الأمثلة على ردود الفعل السودانية على المساعدات والمبادرات المصرية

قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان: "أود أن أشكر مصر على دعمها المستمر للسودان، والذي كان له دور كبير في تخفيف معاناة الشعب السوداني".

قال وزير الخارجية السوداني علي الصادق: "نعرب عن تقديرنا العميق للدور المصري في تسهيل الحوار بين الأطراف السودانية، والذي أدى إلى تقدم كبير في جهود حل الأزمة السياسية في البلاد"

قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك: "نثمن عاليًا الدعم المصري المتواصل للسودان، والذي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين".