رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بيليه.. وزير وأسطورة كروية وسفير نوايا حسنة

نشر
الأمصار

في مثل هذا اليوم، نستذكر إنجازًا كبيرًا في عالم كرة القدم وأحد أبرز الشخصيات الرياضية في التاريخ، حيث اختتم بيليه مسيرته الاستثنائية. إنه ليس فقط لاعب كرة قدم، بل أيضًا أيقونة عالمية وسفير للرياضة والتواصل الثقافي.

بيليه، المعروف باسمه الكامل إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، ولد في 23 أكتوبر عام 1940 في البرازيل، منذ ولادته، كان مشواره الرياضي مبهرًا، حيث بدأ يلفت الأنظار إليه منذ سنواته الأولى. اشتهر بمهاراته الاستثنائية في التحكم بالكرة وقوته في التسديد، واستطاع أن يخطف أضواء الملاعب في سن مبكرة.

لكن اللحظة التي ستبقى في ذاكرة عشاق كرة القدم حول العالم هي تألق بيليه في كأس العالم. فقد قاد منتخب بلاده إلى الفوز بلقب كأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات، كما حقق العديد من الإنجازات الفردية، مثل تسجيل عدد أهدافه في مسيرته الدولية والنادية، مما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب عشاق اللعبة.

بالإضافة إلى موهبته الكروية، كان بيليه رمزًا للسلام والتواصل الإنساني. قاد الجهود الرياضية لتعزيز التفاهم بين الشعوب والثقافات، وأثبت أن الرياضة تمتلك القدرة على تجاوز الحدود وبناء جسور الصداقة.

وفي مثل هذا اليوم، وبعد مسيرة حافلة بالإنجازات، قرر بيليه وضع نهاية لمسيرته الرياضية. على الرغم من اعتزاله كلاعب، إلا أن تأثيره لا يزال حاضرًا في عالم الرياضة وخارجها. 

يظل بيليه مصدر إلهام للأجيال الجديدة، ودروسه في التفاني، والعمل الجاد، والاحترام تبقى قيمًا يمكن الاستفادة منها في كل ميادين الحياة.

إذا كان هناك شيء يمكن أن يتركه لنا بيليه، فهو تذكير قوي بأن الإرادة والشغف هما مفاتيح النجاح، وأن العمل الجماعي والروح الرياضية تستطيعان أن تحققان أهدافًا عظيمة.

وبحلول نهاية حياته المهنية، كان بيليه قد فاز بثلاثة نهائيات كأس العالم لكرة القدم مع البرازيل، وأغلب انتصارات كأس العالم من قبل أي لاعب.

وجاء فوز بيليه الأول في كأس العالم في السويد في عام 1958، وهي البطولة الذي لعب فيها البطل دورا أساسيا. وقدم مساعدة لهدف في أول مباراة له في مباراة الدور الأول، قبل تسجيل الهدف الوحيد في انتصار ربع النهائي على ويلز. وسجل ايضا في نصف النهائي ضد فرنسا، قبل أن يسجل هدفا في نهائي 5-2 على المضيفين.

وحقق لقبه الثاني في البطولة المقبلة، في شيلي في عام 1962، على الرغم من أن مساهماته كانت محدودة أكثر بكثير. وبعد تسجيله في المباراة الافتتاحية للفوز على البرازيل 2-0 ومكافحته، فاز بيلي في المباراة التالية، وفقد ما تبقى من البطولة بسبب اصابته. لكن البرازيل استمرت في السير على الطريق الذي تم تعيينه من قبل بيلي في المطالبة بكأس مستقيم الثاني، آخر دولة استطاعت القيام بذلك واحدة من اثنين فقط منذ الأزل.

جاء فوز بيليه الثالث والنهائي في عام 1970، وعاد إلى نهائيات كأس العالم بعد التعهد بعدم اللعب أبدا في المسابقة مرة أخرى في أعقاب معالجته للاصابة المستهدفة التي عانى منها طوال بطولة 1966. لقد اتخذ القرار الصحيح - لم يلعب بيلي جيدا في المكسيك، إلا أنه فاز بالكرة الذهبية، وسجل أربعة أهداف، وكان اختياره هو المباراة الافتتاحية والفوز بالنهائي 4-1 على إيطاليا.

عدا بيليه، لم يفز سوى 20 رجلا اخرين بكأس العالم عدة مرات، ولكن لم يبق أي منهم جيدا بما فيه الكفاية وذات صلة لفترة طويلة ليستطيع مطابقة أسطورة. ومن بين هؤلاء العشرين، فاز ثمانية منهم بكأس العالم. و من نفس اللاعبين ال 20، فاز 13 بكأسين كجزء من نفس الفرق التي لعب بيليه فيهم بين 1958 و 1962.

منذ فوز بيليه النهائي، فاز بلد واحد فقط بثلاثة نهائيات كأس العالم، واستغرق ألمانيا حتى آخر بطولة في عام 2014 لإنجاز ذلك.

وتوفى الأسطورة البرازيلية 29/ ديسمبر2022 بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

أهدافه مع الأاندية والمنتخب:

واستطاع بيليه تسجيل 1281 هدفاً في 1363 مباراة خاضها، وأصبح بذلك أكثر من سجل أهدافاً في تاريخ كرة القدم وتم إدراج الرقم في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كما أنه سجل مع المنتخب البرازيلي 77 هدفا في 92 مباراة رسمية.