رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. عبد الحفيظ محبوب يكتب: استئناف العلاقات السعودية الإيرانية نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة

نشر
الأمصار

تراجع النفوذ الفارسي أمام الرومي، ومن هؤلاء ذو نواس يوسف أسأر الحميري أراد القضاء على المسيحية السياسية التي امتدت حتى جنوب الجزيرة العربية، ورأى أن المسيحية تهدد حكمه التابع للفرس، فجمع أهل نجران وخيرهم بين العودة للوثنية أو الموت حرقا، ففضل معظمهم الموت في سبيل الله، كما جاء في سورة البروج، فعقدت الروم صلحا مع الفرس، فتخلت فارس عن مصالحها في جنوب الجزيرة.
استمر عرب الشمال في العراق تقديم دعمهم للفرس في مواجهة الدولة البيزنطية وحلفائهم الغساسنة، لكن معركة ذي قار كانت بين عرب المناذرة والفرس عام 624 التي كانت أول معركة ينهزم فيها الفرس أمام العرب، فأصبح الفرس مكشوفين، وفي تلك الفترة كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد وطد دعائم دولة النبوة في المدينة المنورة، بعدما هاجر إليها سنة 622، وبدأ يرسل كتبه لجميع ملوك الأرض، ومنهم كسرى عظيم فارس، فغضب كسرى ومزق رسالة رسول الله، فلما وصل ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم دعا على شاه فارس وقال ( مزق الله ملكه)، وقد تنبأ القران الكريم بالصراع بين الفرس والروم فبعد هزيمة الروم من قبل الفرس سينتصرون بعد ذلك وقد تحقق ( هزمت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون) وبالفعل فاجأ هرقل الفرس في 627 وألحق هزيمة قاسية بالفرس في نينوى تسببت في هزائم لاحقة للفرس.
شن المسلمون سلسلة من الحملات العسكرية على الإمبراطورية الفارسية الساسانية المتاخمة لحدود دولة الخلافة الراشدة ضمن الصراع الجديد مع الدولة الإسلامية الناشئة، بدأت تلك الحملات في عهد أبي بكر سنة 633 لكن كان النصر الحاسم في معركة القادسية 636 في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على اثر تلك المعركة  انحسرت الديانة المجوسية في بلاد إيران، وإقبال الفرس على اعتناق الإسلام، وبحكم أن الإسلام لا يكره أحدا على شيء، فإن الفرس رغم أنهم دخلوا في الإسلام لكنهم فضلوا الاحتفاظ بقوميتهم لأن الإسلام لا يمنع أحد الاحتفاظ بقوميته، لكن عاجل أبو لؤلؤة فيروز النهاوندي بطعن الخليفة عمر رضي الله عنه أثناء الصلاة الذي كان وراء القضاء على الإمبراطورية الساسانية.
كانت النظرة الإيرانية إلى الفتوح الإسلامية متفاوتة، فقد اعتبرها البعض نعمة أنعم الله بها على ايران، ونظر إليها آخرون على أنها هزيمة قومية مذلة، وهؤلاء أسلموا ولكنهم لم يتعربوا بقي الفرس فرسا، ويعتبر بعض المؤرخين أن دور الفرس الذين لا زالوا محتفظين بقوميتهم القيام بثورة على الحكم العربي في عهد الدولة العباسية التي يعتبرونها ثورة على بني أمية لإزاحتهم عن الحكم، ويسقط العباسيون دمشق ويعلنون الكوفة عاصمة لدولتهم، بل بعض المؤرخين عدو الفرس الأكثر نفوذا في الدولة العباسية بل سموها بدولة فارسية بقناع عربي، وطبيعي ان يكون لهم نصيب من السلطة، فقد احتلوا منصب الوزارة نصف قرن من الزمان من عام 750 إلى 803، لكن عد قضاء هارون الرشيد على البرامكة الإيرانيين انتصارا للعرب على النفوذ الإيراني، رغم ذلك كان لهم دور في أن يجعلوا الرشيد يعقد البيعة لولده عبد الله المأمون، فأخذ يظهر دورهم مرة أخرى في عهد المأمون لأن أمه كانت إيرانية بينما أم الأمين عربية، وانتصر المأمون، وأصبح خليفة، وبذلك عاد النفوذ الفارسي، عدا الدولة الأموية في الأندلس التي استمرت منذ فتح العرب لها سنة 711 حتى سقوط غرناطة 1492 التي دامت 8 قرون وسقطت بعد فتح القسطنطينية عام 1453 أي بنحو 39 عاما وكان هناك تمدد من جهة الشرق من قبل الدولة العثمانية عندما حاصرت فيينا عام 1529 ولم يتمكنوا من فتحها بسبب الشتاء القاسي ثم شن السلطان سليمان حملة تأديبية ضد آل هابسبورغ عام 1632 ولم يخرجوا لمواجهته، كذلك حاصرت الدولة العثمانية فيينا لمدة شهرين عام 1683 لكنها كانت النهاية لسيطرة الدولة العثمانية وتوسعاتها في جنوب الشرق الأوروبي.
انقسمت السيطرة بين الساسانيين الفرس ممثلين بالدولة الصفوية ودولة العثمانيين، وفقد العنصر العربي حتى تأثيره اللغوي، وأرادوا سحب البساط من العرب حتى في التأصيل الديني الشيعي بحوزة قم في مقابل حوزة النجف التاريخية، ولا تزال تركيا نفسها تمجد هويتها الوطنية على حساب الهوية العربية من خلال تبعية الإخوان المسلمين لها، وكذلك تبعية حسن نصر الله وحزب الله ومليشيات الحشد الشعبي في العراق للقومية الفارسية، أي يصرون على محو الهويات الوطنية لدولهم ويعتبرون أراضي دولهم مستأجرة لتركيا وإيران.
بزغت دولة عربية في شبه الجزيرة العربية منذ عام 1727 وقامت الدولة السعودية الأولى على يد الأمير محمد بن سعود في 1744 الذي ترتب عليه تكوين وحدة سياسية كبيرة على أرض شبه الجزيرة العربية لاستعادة الحكم العربي كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين وعهد الدولة الأموية وحتى العباسية، لكن الدولة العثمانية التي قضت على دولة المماليك في مرج دابق 1516 وأصبح الحرمين الشريفين تابعين لها واكتساب شرعية حكمها للمسلمين، ما جعلها ترفض قيام دولة عربية في الجزيرة العربية، لأنها بذلك تفقد شرعية دولتها، فقضت عليها عبر والي مصر إبراهيم باشا التابع لها لأن الدولة السعودية كاد يمتد نفوذها إلى العراق والشام، حيث بلغ اوج تمددها في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز الأول الملقب بالكبير تمتد دولته من جنوب حوران في الشام إلى شمال الحديدة في الجنوب ومن البحر الأحمر غربا إلى الخليج العربي شرقا، ولكون هذه المنافذ البحرية مهمة، فكان هناك قلق دولي من قبل بريطانيا، فساندت بريطانيا الدولة العثمانية رغم خلافتهم إلا أنهم رأوا إبعاد السعوديين عن البحار مصادر تلك المنافذ التي تصب في صالح بريطانيا.
واستمرت الدولة السعودية منذ 1927 حتى اليوم، ولم يكن البعد الديني ركيزة في تأسيس الدولة السعودية الأولى لأن المجتمع السعودي الذي انطلقت من وسطه كان متدينا، وما يميز الدولة السعودية منذ نشأتها تميز المجتمع السعودي باللحمة بين أبناء البلد وروح الانتماء لدى الأفراد والمجتمع وآل سعود لأنهم ينتمون من نفس المنطقة وأقدم الأجداد هو مانع بن ربيعة المريدي الذي قدم مع أسرته إلى منطقة وادي حنيفة 1447 بعد أن دعاه قريبه ابن درع أمير حجر اليمامة وأعطاه مناطق في وادي حنيفة أطلق عليها مسمى الدرعية نسبة إلى ابن درع، وأما نسبا فينحدر آل سعود من عشيرة المردة من بني حنيفة.
تدهورت العلاقات بين إيران والسعودية خصوصا بعد الثورة الخمينية 1979 سميت بالحرب الباردة في منطقة الخليج، وكان هناك انفراج قصير الأمد في التسعينيات، وقبل الثورة كان البلدان يشكلان ركيزتين أساسيتين لدى أمريكا تسمى بعقيدة نيكسون في الشرق الأوسط في زمن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، خصوصا أن إيران التي كانت حصنا ضد الاتحاد النفوذ السوفيتي، وهو ما يحاول بايدن يطبق نفس الاستراتيجية مع إيران حاليا.
انزعجت إيران من السعودية التي قامت برعاية مؤتمر إسلامي دولي في مكة عام 18 مايو 1962، وأنشأت رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، ثم أنشأت منظمة التعاون الإسلامي في عام 1969 بوصف السعودية ترعى الحرمين الشريفين، رغم أن الملك خالد رحمه الله بعد الثورة الخمينية هنأ إيران وذكر أن التضامن الإسلامي يمكن أن يكون هو الأساس لتوثيق العلاقات بين البلدين.
لكن في عام 1986 اكتشفت السعودية أن عددا من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة يخفون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار، وقد سجلت اعترافاتهم وبثت على التلفزيون السعودي، ثم أتت حادثة مكة عام 1987 التي اشتبك فيها الحجاج الشيعة مع قوات الأمن السعودية التي تحافظ على أمن الحج وبعد هذه الحادثة قطعت السعودية علاقتها الدبلوماسية بإيران، ولم تتوقف إيران عن استهداف السعودية، ففي عام 1989 حدث انفجارين الأول في الطرق المؤدية إلى الحرم، والآخر فوق الجسر المجاور للحرم، وتم إعدام 16 كويتيا.
بالتزامن مع هذا الاستهداف الذي أتى مع تصاعد حرب الناقلات عام 1986 عندما هاجمت إيران ناقلات نفط سعودية وكويتية في الخليج ردا على دعم السعودية والكويت صدام حسين ضد إيران، وسبق أن وضع الملك فهد رحمه الله خط فهد مثل خط بارليف في 1984، وهو عبارة عن منطقة اعتراض جوي خارج المياه الإقليمية السعودية رسمته السعودية في منتصف الخليج العربي، وأعطى الملك فهد رحمه الله توجيهاته بإسقاط أي طائرة معادية تحاول اختراقه، فاخترقت طائرة إف4 فانتوم تابعة لإيران خط فهد، فقامت طائرة إف 15 سعودية بإسقاطها، وتكرر المشهد وكأنها معركة جوية توشك ان تقع، لكن إيران أمرت جميع طائراتها بالعودة وانتهاء الاشتباك بتدمير 3 طائرات إيرانية، ولم تحاول بعدها إيران الاقتراب من خط فهد، عندها بدأت السعودية تحصل على رياح الشرق بشكل سري من الصين وهي صواريخ بالستية صينية ولم يتم الإعلان عن تلك الصواريخ إلى العلن إلا في مناورات سيف عبد الله عام 2011.
انتقلت الحروب بعد حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل 1973 إلى منطقة الخليج الأولى الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 والثانية غزو صدام للكويت 1990 والاحتلال الأمريكي للعراق 2003، حيث المنطقة التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وإيران هي أكبر منطقة في العالم من حيث توفرها على الموارد النفطية تشكل نحو 50 في المائة من احتياطيات العالم، وهو المؤشر الذي يعكس أن منطقة الخليج مسؤولة عن تحقيق الأمن العالمي للطاقة خصوصا بعد الحرب الروسية في أوكرانيا التي أعادت رسم خريطة الطاقة العالمية.
بعدما انسحبت بريطانيا من منطقة الخليج في 1972 بعدما جعلت إيران والسعودية قوى متوازنة عندما سلمت الأحواز لإيران عام 1924 وسلمت الجزر الإمارتية لإيران عام 1970 لتصبح قوة موازنة للسعودية، رغم ان بريطانيا لم تمكن الملك عبد العزيز من استعادة بقية المناطق في الخليج التي كانت ضمن الدولة السعودية الأولى.
فأصبحت القوى العظمى تتنافس على الهيمنة على المنطقة من أجل بسط هيمنتها فتم تطبيق مبدأ نيكسون في زمن الحرب الباردة في توفير الدعم العسكري للقوتين السعودية وإيران، وتارة يتم توظيف الهويات الإثنية وتارة الطائفية من أجل إضعاف الأنظمة إلى أن تحول العراق نفسه ساحة صراع بعد احتلاله من أمريكا عام 2003 بعدما دشنت الثورة الخمينية في مواجهات سنية شيعية لم تكن موجودة من قبل لكن وظفتها إيران أيضا بعد احتلال العراق، وأضافت إليها صراعات أخرى اثنية وعرقية وطائفية وتشكيل داعش من أجل تشكيل مليشيات في المنطقة بعد نجاح تجربة مليشيا حزب الله في لبنان.
أي أن السعودية انتقلت من عصر القطبين في الحرب الباردة إلى عصر القطب الأمريكي الواحد، ومن عصر النظام الإقليمي الثلاثي إيران العراق السعودية إلى النظام الإقليمي الثنائي السعودية وإيران، وبعد الغزو الأمريكي للعراق وسلمته لإيران ظنت إيران أنها القوة المهيمنة الوحيدة على المنطقة، فبدأت تخشى إسرائيل من هذا التمدد، ومن هذا النفوذ، لأن احتلال العراق أسقط سياسة عرفت باسم الاحتواء المزدوج التي اتبعتها إدارة كلينتون التي وضعت حظرا في العراق عام 1998.
اشتد الصراع في منطقة الخليج لأن السعودية ترفض هيمنة إيرانية التي سمح بها أوباما في اتفاق نووي 2015 مقابل غض أمريكي عن النفوذ الإيراني في المنطقة، فقامت السعودية بعاصفة الحزم في نفس العام الذي تم فيه توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، ثم تحولت إلى عاصفة الأمل، إلى أن اتى ترمب إلى البيت الأبيض فانسحب من الاتفاق النووي بشكل آحادي عام 2018، ووضع عقوبات مشددة على إيران انهار على إثرها الاقتصاد الإيراني حتى أصبح نصف الاقتصاد الإماراتي، وتصفية داعش التي أنشأتها إيران وأمريكا من أجل تشكيل مليشيات إيرانية في العراق وسوريا، ما جعل إيران تقوم بضرب منشآت نفط أرامكو 2019 عبر وكلائها، فزاد ترمب عدد القوات الأمريكية وأرسل صواريخ باتريوت، لكن سحبها بايدن في 2021 بعد ضربات مماثلة من قبل مليشيات الحوثي.
ما جعل السعودية تقلب الطاولة على الولايات المتحدة كقطب أوحد، وتدشين مرحلة جديدة في العالم بعدم الاعتراف بالقطب الأوحد والتوجه نحو قطب آخر هي الصين، عندما رعت بكين المصالحة بين السعودية وإيران في 10 مارس 2023 شكل صدمة للولايات المتحدة وإسرائيل.
لكن استوعبت أمريكا هذه الصدمة وبنت عليها ووقعت اتفاقا غير مكتوب مع إيران لتجميد النووي الإيراني مقابل الإفراج عن أموال مجمدة وعدم الاعتراض على تفكيك المليشيات التي أنشأتها في العراق وسوريا، لأن السعودية تحمل أمريكا السبب في تشكيل هذه المليشيات لأنها احتلت العراق وتركته لإيران وانسحبت من العراق، وفي نفس الوقت وقف الطريق الذي ينطلق من إيران عبر العراق وسوريا كي يلتقي بحزب الله في لبنان على البحر الأبيض المتوسط، مقابل موافقة السعودية على تشكيل خط سكك حديدية من حيفا إلى الامارات إلى الهند يقابل الحزام والطريق الصيني، لكن تشترط السعودية تشكيل إسرائيل دولة فلسطينية من أجل التطبيع مع إسرائيل واستكمال هذا الطريق.
يود البلدان السعودية وإيران إعادة تفعيل الاتفاق الموقع في عام 1998 بين الملك عبد الله عندما كان وليا للعهد رحمه الله والرئيس الإيراني محمد خاتمي صاحب مشروع حوار الحضارات خلال مؤتمر القمة الإسلامية في ديسمبر 1997، فيما اعتبر بمثابة إطلاق صفحة جديدة للتعاون بين الجانبين، ولدفع رئيس مجمع تشخيص النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني زيارة الرياض في فبراير 1998 يبادله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رحمه الله في زيارة إلى طهران حيث وقع البلدان الاتفاق العام للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب في 27 مايو 1998، كما وقع اتفاق أمني في 17 أبريل 2001.
أتت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى السعودية في 17 أغسطس 2023 تمهيدا للقاء قادة البلدين، واعتبر الأمير فيصل بن فرحان أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران نقطة مفصلية للأمن بالمنطقة، وفي نفس الوقت دعا وزير خارجية إيران إلى طرح فكرة إجراء الحوار والتعاون الإقليمي خصوصا وأن السعودية تثمن دعم إيران لملف السعودية لاستضافة إكسبو 2030، وسبق أن فتحت إيران سفارتها في السعودية في 6 يونيو 2023، وأكد وزير الخارجية السعودي أن سفارة السعودية في طهران استأنفت نشاطها، وهي تعكس رغبة صادقة وجدية الطرفين في تنفيذ الاتفاق الذي يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، وفي سابقة أخرى اجتمع مسؤولون عسكريون من البلدين في موسكو على هامش مؤتمر للأمن، كما التقى وزير خارجية إيران بولي العهد السعودي في 18/8/2023 ناقشا فرص التعاون بين البلدين والأوضاع الإقليمية والدولية.