رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد انتخاب تكالة وخروج المشري.. ما هو مستقبل الأزمة السياسية في ليبيا؟

نشر
الأمصار

يدل خروج خالد المشري من المشهد السياسي الليبي على احتمالات عدة بشأن مستقبل الأزمة السياسية في البلاد، خاصة أن المشري ترأس المجلس 5 ولايات متتالية منذ عام 2018.

وذلك بعد فوز محمد تكالة في انتخابات رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا على حساب رئيس المجلس السابق خالد المشري

وكان المشري من أبرز أطراف الحوار السياسي، لإنهاء المراحل الانتقالية المستمرة منذ 2011، والوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، والاستفتاء على دستور دائم لليبيا.

تفاصيل انتخابات محمد تكالة

وانتخب تكالة رئيسا وفق نتائج الجولة الثانية التي حسمت التنافس بين مرشحين اثنين من أصل أربعة تقدموا لمنصب الرئاسة، التي تنص اللائحة الداخلية للمجلس على تجديدها كل 12 شهرا.

وأسفرت النتائج أيضا عن فوز مسعود اعبيد بمنصب النائب الأول، وعمر خالد العبيدي النائب الثّاني، في حين حسم بلقاسم دبرز منصب مقرر المجلس الذي انبثق عن المؤتمر الوطني، بموجب الاتفاق السياسي الموقع بمدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر/كانون الأول 2015.

وحضر التصويت 131 عضوًا، وغاب ستة أعضاء، وبلغ عدد الأوراق البيضاء  ورقة؛ فيما جرت عملية الفرز وجود ممثلين عن كل مرشح.

وفي الجولة الأولى، حصل المشري على 49 صوتًا وتكالة على 39 صوتًا، من بين أصوات 129 عضوًا حضروا التصويت؛ فيما حصلت المرشحة نعيمة الحامي على 4 أصوات، والمرشح ناخي مختار على 36 صوتًا، فيما صوت عضوين بورقتين فارغتين.

وأعلن خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، ترشح 4 أعضاء لمنصب رئيس المجلس، وهم: خالد المشري، ونعيمة الحامي، وناجي مختار، ومحمد تكالة.

تكالة يؤكد عزمه إلى تحقيق حلم كل الليبيين 

وأكد تكالة، عزمه قيادة المجلس للعب دوراَ فعالاَ في ارساء دعائم مفهوم التداول السلمي على السلطة، وصولاً إلى تحقيق حلم كل الليبيين في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تسبقها عملية توحيد مؤسسات الدولة كافة، تأتي على غرار مصالحة شاملة بين أبناء الشعب الليبي في كل ربوع البلاد، بحسب المكتب الإعلامي.

كما أكد "تكالة" أن مجلس الدولة على أتم الاستعداد للعمل مع كل المؤسسات الليبية دون استثناء في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في ليبيا، وفقا للمكتب الإعلامي.

وفي أغسطس من العام الماضي، أعاد مجلس الدولة انتخاب المشري رئيسا بتأييد 65 صوتا مقابل 50 صوتوا لمنافسه العجيلي أبو سديل.

ووفقا للائحة الداخلية التي تنظم عمل المجلس الأعلى للدولة «يجري انتخاب مكتب رئاسة كل عام، مكوّن من رئيس، ونائب أول يمثّل الجنوب، ونائب ثان يمثّل الشرق، بينما يكون الرئيس ومقرّر المجلس من الغرب». ومنذ تأسيسه في ديسمبر 2015، ترأس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي دورتين متتاليتين، وفاز بعدهما خالد المشري برئاسة المجلس خمس دورات متتالية.

توقعات الفترة المقبلة في حل الأزمة الليبية

توقع الكثيرون أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون كافية لرؤية تغير ملحوظ في أداء المجلس الأعلى للدولة ودوره في الأزمة الليبية، وذلك حتى تشكيل لجنة حوار وترشيح شخصيات تمثل المجلس، حينها فقط ستظهر ملامح التغيير لسياسة المجلس ورؤية رئاسته".

وستكون الفترة الانتقالية في ليبيا رهن استمرار مجلس النواب ورئاسته من عدمها، وأنها ستستمر باستمرار المجلسين ورئاستيهما، ما لم يتم تشكيل لجنة حوار أو لجنة تأسيسية من قبل الأمم المتحدة، تتولى إقصاء المجلسين".

وفي السياق ذاته قال عضو مجلس النواب الليبي، محمد عريفة، إنه لن يكون هناك تغيير جذري في سياسات تكالة وتعاطيه مع النواب، متوقعا أن يكون المشهد السياسي برئاسة رئيس "الأعلى للدولة" الجديد أكثر تناغما، وقد يؤدي إلى توافق مع مجلس النواب بخصوص الانتخابات.

ورغم إقراره، بأنه قد تكون هناك رؤى جديدة بخصوص الانتخابات، إلا أنه أكد ضرورة أن يتضمن ذلك تغيير الحكومة بحكومة مصغرة.

وفي تصريحات برلمانية، قوبلت برسائل طمأنة من "الأعلى للدولة" ممثلا في النائب الثاني لرئيسه عمر العبيدي، الذي قال في أول حديث له بعد انتخابه، إن العلاقة مع الشريك السياسي مجلس النواب، بعد انتخاب رئاسة جديدة لمجلس الدولة في تواصل مستمر.

وأكد أن مجلس الدولة سيكون على تواصل دائم مع كل الأطراف المحلية والدولية ذات العلاقة للخروج من المختنق السياسي الحالي، بما في ذلك عمل ومخرجات لجنة إعداد القوانين المشتركة (6+6).

وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الجديد محمد تكالة للمبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند، خلال اتصال هاتقي بينهما، أن المجلس على أتم الاستعداد للعمل مع كل المؤسسات الليبية دون استثناء في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في ليبيا.

وشدد تكالة على أن "الأعلى للدولة" عازم على قيادة المجلس للاضطلاع بدوره في إرساء دعائم مفهوم التداول السلمي على السلطة، وصولاً إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تسبقها عملية توحيد مؤسسات الدولة كافة.

تهنئة تكالة

هنأ سفير أمريكا ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الدكتور محمد تكالة بتوليه مهام رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا.

وأوضح المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة، أن نورلاند أشاد في اتصال هاتفي تلقاه تكالة، بالعملية الانتخابية التي جرت في أجواء ديمقراطية عالية النزاهة، ترسخ لمستقبل ديمقراطي واعد في ليبيا.

وهنأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الموقتة عبدالحميد الدبيبة، محمد تكالة لفوزه برئاسة المجلس الاعلى للدولة في الانتخابات التي جرت الأحد.

وكتب الدبيبة عبر حسابه بموقع «تويتر»: :«أهنئ السيد محمد تكالة بنيلهِ ثقة أعضاء المجلس الأعلى للدولة في انتخابات رئاسة المجلس، وأشُدُ على يَدِهِ أن يكون للمجلس دورٌ منحاز لإرادة الليبيين بإجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية، متمنيا له التوفيق في مهامه».

مَن هو "محمد تكالة" رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي الجديد

- مواليد عام 1966
- حاصل على دكتوراه في هندسة الشبكات
- عضو هيئة تدريس بكلية الهندسة جامعة المرقب في 1997
- عميدًا لكلية الهندسة جامعة المرقب في 2011
- عضوًا بالمجلس المحلي لمدينة الخمس في 2011
- عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي في 2016
- رئيس لجنة تنمية المشروعات الاقتصادية والاجتماعية في 2018
- رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي في أغسطس 2023.