رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بالصور.. الأمصار في جولة بمنزل ليوناردو دافينشي ..حيث ولدت "المونليزا "

نشر
الأمصار

كشفت مؤسسة الأمصار للدرسات السياسية والاقتصادية عن روائع تاريخ الفن في منزل ليوناردو دافنشي.

جاء ذلك خلال جولة موقع الأمصار داخل منزل المبدع دافنشي، كما نشاهد روعة اللوحات الفنية التي أبهرت العالم ومازالت فضلآ عن وجود عدد من اللوحات التي تحتوي على رسومات ومخططات علمية التي تمثل افكاره عن طبيعة الرسم التي شكلت مساهمة لأجيال لاحقة من الفنانيين.

 ليوناردو دا فينشي

هو ليوناردو دي سير بيرو دا فينتشي، فنان ومخترع إيطالي كثيرُ المعارف عاش في عصر النهضة، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته وبأنه كان رسامًا ونحاتًا وأديبًا ومعماريًا وموسيقيًا ومهندسًا حربيًا وعالمًا في الفلك والرياضيات والفيزياء والجيولوجيا والنبات والخرائط ويقالُ عنه أنه أبُ الهندسة المعمارية وعلم الإحاثة (أي المتحجرات أو الأحياء القديمة)، ويعدّه الكثيرون أعظم رسَّام في التاريخ، ولو أن قلَّة من رسوماته تبقت حتى زمننا الحاضر.

حياته

وُلِدَ ليوناردو دا فينتشي لأبوَيْن غير متزوِّجَيْن قانونيًا، وكان والده بيرو دا فينتشي كاتب عدل وأما والدته كاترينا ففلاَّحة، وعاش كلاهما في بلدة فينشي بإقليم توسكانا، وهي بلدةٌ في جمهورية فلورنسا آنذاك. تلقَّى ليوناردو تعليمه في مرسم فنَّانٍ إيطالي ذائع الشهرة آنذاك، وهو أندريا دل فروكيو، وانتقل فيما بعد إلى مدينة ميلان فأمضى فيها جُلَّ شبابه بخدمة الدوق لودوفيكو سفورزا، ثُمَّ انتقل منها إلى روما وبولونيا والبندقية، وعاشَ الأعوام الثلاثة الأخيرة في حياته بفرنسا وتوفَّته المنيَّة فيها سنة 1519.

نالَ ليوناردو دا فينتشي جُلَّ شهرته من الرَّسْم، فأشهرُ لوحاته هي الموناليزا، وهي -كذلك- أشهر لوحة لشَخْصٍ رُسِمَت قط، وأما العشاء الأخير فهي أكثرُ جداريةٍ دينية أُعيدَ رسمُها في التاريخ كافّة، وللوحة الرجل الفيتروفي قيمة أيقونية تعرفُ بها في شتّى الأنحاء. وبيعت لوحة سالفاتور مندي بمبلغ قياسي في 15 نوفمبر سنة 2017 هو 450.3 مليون دولار أمريكي في مزاد كريستيز العَلَنِيّ، وهذا أعلى ثمنٍ بيعَ لقائه عمل فني في التاريخ أجمَعْ. ولما تركهُ دا فينتشي من لوحاتٍ ورسوماتٍ تخطيطية ومذكّرات وكتيّبات شخصية قيمة فنيَّةٌ هائلةٌ، وخصوصاً لما فيها من رسومٍ علمية ومسوّدات وأفكار عن كينونة الرَّسْم، ولما تركهُ فيمن بعده من الفنَّانين أثرٌ لا يعدلهُ فيه إلا مايكل أنجلو.

لم يَنَلْ دا فينتشي تعليمًا أكاديميًا خلال حياته، على أنَّ الكثير من المؤرِّخين والباحثين يرونَ فيه مَثَلًا أعلى لنبوغه بشتّى المجالات ولحمله روح «رجل عصر النهضة» ولفضوله النَّهِمِ ولخياله المُتيَّم بالابتكار، فيشادُ به على أنَّه من أكثر من تعدَّدت مواهبهم في تاريخ البشرية، وتقول مؤرّخة الفن هيلين غاردنر أنَّه لم يسبقهُ إنسانٌ في تعدّد مواهبه وعمقها، «فيبدو عقله وشخصيته غير بشريَّيْن لنا». ويرى الباحثون أن نظرة دا فينتشي إلى العالم كانت مبنيَّة على أساس المنطق الرَّاسخ.

تحظى اختراعات دا فينتشي العلمية باحتفاءٍ كبير، فقد وَضَعَ في فترة حياته مُخطَّطاتٍ لآلات حديثة كثيرة منها آلة طيران ومركبةٌ مُدرَّعة للقتال ولاقطٌ للطاقة شمسية وآلة حاسبة وبدن مزدوج للسّفن، ولم يُبْنَ من هذه الاختراعات في زمنه إلا قسمٌ قليل بل إنَّ بناء معظمها لم يكُن ممكنًا حينذاك، إذ كان المنهج العلمي في الهندسة وسَبْك المعادن ما يزالُ في مَهْدِه. على أن ثُلَّة من اختراعات دا فينتشي البسيطة ظهرت في المصانِعِ أثناء عصر النهضة وحقَّقت نجاحًا جمًّا، ومنها مغزلٌ مُؤَتْمَت وآلة تؤدّي اختبار الشد (للتحقّق من احتمال الأسلاك)، كما ينسبُ إليه اختراع المِهْبَطَة أو المِظلَّة والمروحية والدبابة، ولهُ اكتشافاتٌ كبيرة في علم التشريح والهندسة والجولوجيا والبصريَّات وجريان الموائع، لكنَّ جُلَّ هذه الاكتشافات لم يكُن لها أثرٌ يذكرُ على تطوّر العِلْم لأنها لم تُنشَر قطّ.

أهم لوحات ليوناردو دافنشي

لوحة الموناليزا:  الموناليزا واحدة من أشهر اللوحات في العالم، حيث تجذب آلاف الزوار لرؤيتها في متحف اللوفر يوميًا، بنظرتها وابتسامتها الغامضة، للوهلة الأولى تبدو اللوحة لامرأة شابة عادية ترتدي حجابًا رقيقًا بألوان حزينة، إلا أن المرأة بابتسامتها ونظرتها تصيب مشاهديها بالحيرة والتساؤل هل هي ابتسامة ساخرة أم جذّابة.

لوحة العشاء الأخير

العشاء الأخير من أشهر اللوحات في العالم أيضًا، وهي تحكي عدة أحداث مرتبطة بالإنجيل، وتكشف عن خيانة أحد الرسل للمسيح، واستخدم فيها ليوناردو تقنية الرسم التجريبية، وتصور اللوحة للمشاهدين الطبيعة المعقدة للمشاعر البشرية المتنوعة؛ كالهمس، والصراخ، والحزن، والتجادل، والهدوء الذي يمثله المسيح.

لوحة الرجل الفيتروفي

الرجل الفيتروفي هي لوحة رسمها دافنشي بالقلم الجاف في أحد دفاتر ملاحظاته، ويوضح الرسم نظرية فيتروفيوس التي تقول بأن الإنسان المثالي هو الذي يمكن أن يتواجد داخل حيز دائرة ومربع، وهما شكلين متعاكسين تمامًا، وهذا الرسم موجود في جاليري ديل أكاديميا في البندقية.

لوحة عذراء الصخور

 يقول العلماء أن لوحة عذراء الصخور الموجودة في متحف اللوفر، هي واحدة من لوحتين رسمهما دافنشي لأسطورة ملفقة، تلتقي فيها العائلة المقدسة مع القديس يوحنا المعمدان أثناء هروبهم من مذبحة هيرود إلى مصر، وبسبب نزاع ما على الرسمة رسم ليوناردو نفس اللوحة مرة أخرى، والتي توجد الآن في المعرض الوطني في لندن.

لوحة رأس امرأة

هذه اللوحة الصغيرة التي تصور رأسًا مائلًا لامرأة شابة وعيناها تنظران لأسفل، هي واحدة من أشهر لوحات دافنشي التي يقال أنها تشبه السيدة مريم العذراء بهدوئها وبساطتها، وتتناقض اللوحة في رسم الأكتاف بشكل غير محكم، أما الوجه فهو واضح الملامح.

لوحة سيدة مع قاقوم

هذه اللوحة تصور امرأة رأسها متجه ناحية اليمين، وتبدو عيناها اللامعتان موجهتان نحو شيء خارج إطار اللوحة، ويقول مؤرخو الفن أن هذه المرأة هي سيسيليا جاليراني عشيقة لوردوفيكو سفورزا دوق ميلانو، فهي ترتدي الفراء الذي يرمز للدوق، وهذه اللوحة تكشف قدرة ليوناردو على تمثيل الشخصيات في المواقف والتعبيرات.

لوحة سالفاتور مندي: تصدرت لوحة سالفاتور مندي عناوين الأخبار في عام 2017م، بسبب بيعها بمبلغ خرافي يقدر بـ 450.3 مليون دولار في مزاد علني، واللوحة تصور المسيح كمخلص للعالم حاملًا كرة زجاجية في يده اليسرى ومشيرًا بيده اليمنى لأعلى.

 لوحة جينفيرا دي بينتشي

توجد لوحة جينفيرا دي بينتشي الآن في المعرض الوطني للفنون في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي اللوحة الوحيدة لدافنشي الموجودة في أحد معارض نصف الكرة الغربي، ويصور فيها دافنشي امرأة شابة بملامح هادئة، تظهر حتى بداية صدرها، وقد أصبح هذا الحجم فيما بعد هو الحجم المعياري لرسم البورتريه.

لوحة العذراء والطفل مع القديسة آن

يتكهن العلماء أن لوحة العذراء والطفل مع القديسة آن هي آخر لوحة رسمها دافنشي، وقد صور في هذه اللوحة ثلاثة أجيال من العائلة المقدسة وهم: القديسة آن، ابنتها مريم العذراء، والطفل "المسيح"، حيث تراقب آن من القمة ابنتها مريم وهي جالسة في حجرها، بينما تمسك العذراء بالطفل المسيح برقة وهو يحمل حملًا صغيرًا.