رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

هل انتقلت النزاعات الروسية الأمريكية بأوكرانيا إلى سماء سوريا؟

نشر
الأمصار

في صبيحة يوم السبت الموافق ٢٩ يوليو ٢٠٢٣ دعا وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، روسيا إلى الالتزام بالقوانين التي تحمي المجالات الجوية للدول ووقف السلوك غير المسؤول.


جاء ذلك عند سؤاله عن الهجمات الروسية المتتالية على طائرة أمريكية مسيرة في سوريا. حيث تعرضت طائرة مسيرة من طراز إم.كيو-9  لأضرار بالغة عندما أصيبت بمقذوف ناري من طائرة مقاتلة روسية في أثناء تحليقها فوق سوريا الأسبوع الماضي، في أحدث مواجهة قريبة المدى بين الطائرات العسكرية الروسية والأمريكية في المنطقة.

صدامات جوية روسية أمريكية

لم تكن تلك الحادثة هي الاولى من نوعها التي تحدث بين السلاح الجوي الروسي و نظيره الامريكي و إنما وقعت العديد من الصدامات السابقة بين السلاحين الجويين في سماء سوريا.

ليست المرة الاولى


ففي السادس من يوليو ٢٠٢٣ نشر سلاح الجو الامريكي مقطع يوضح اقتراب مقاتلات روسية من مسيرات امريكية في سماء سوريا و إلقاء قنابل مضيئة نحوها، ليكون الحادث الثاني من نفس النوع خلال يومين بعد ان قامت 3 مقاتلات روسية بالتعرض ل3 طائرات أمريكية بدون طيار فوق سوريا، الأربعاء. وهو ما نتج عنه حدوث صدام جوي بين القوات الجوية من الناحيتين و حدوث مناورات مراوغة من قبل المسيرات الامريكية الخميس .. 


و علق قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال أليكس غرينكويتش، عندها في بيان حول الحادث قائلا إن "طائرة مسيرة أمريكية كانت تقوم بمهمة ضد أهداف لتنظيم (داعش) في سوريا عندما اقتربت طائرات مقاتلة روسية منها بشكل خطير قبل أن تبدأ في إلقاء قنابل مضيئة أمام الطائرة الأمريكية في محاولة على ما يبدو لضربها، مما أجبرها على إجراء مناورات".


واكد ان هذه الأحداث تمثل مثالا آخر على الإجراءات غير المهنية وغير الآمنة التي تقوم بها القوات الجوية الروسية العاملة في سوريا، والتي تهدد سلامة كل من قوات التحالف والقوات الروسية".

 

وطالب القوات الروسية في سوريا بوقف هذا السلوك المتهور والالتزام بمعايير السلوك المتوقعة من قوة جوية محترفة حتى يتمكنوا من استئناف التركيز على إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش".

ومن ناحية اخرى كان للقوات الجوية الروسية تعليق بدورها على تلك الوقائع حيث قالت وزارة الدفاع الروسية ان المسيرات الأميركية انتهكت أجواء منطقة تدريبات سورية روسية مشتركة بسوريا.


وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو "غير مسؤولة عن الرحلات غير المنسقة للمسيرات الأميركية بأجواء سوريا".


و من الجدير بالذكر انه في وقت سابق من هذا العام، قالت الولايات المتحدة إن طائرة مقاتلة روسية تسببت بتحطيم مسيرة أمريكية فوق البحر الأسود، لكن موسكو نفت مسؤوليتها.


ليست الهدف الوحيد 


و تجدر الإشارة إلى ان الولايات المتحدة لم تكن الهدف الوحيد للمضايقات من الجيش الروسي في ذلك الوقت، فقد اعترضت طائرة مقاتلة روسية من طراز SU-35 "طائرتين مقاتلتين فرنسيتين من طراز رافال، كانتا تحلقان في مهمة بالقرب من الحدود العراقية السورية يوم الخميس ٦يوليو ٢٠٢٣، وفقا لما أعلنته القوات المسلحة الفرنسية، عبر تويتر، وقالت إن المقاتلتين قامتا بمناورة لتجنب خطر وقوع حادث.

وزير الدفاع الأمريكي يشجب الوضع 


وعلى الرغم من كل هذا إلا ان تحرشات السلاح الجو الروسي بنظيرة الامريكي لازالت مستمرة في سماء سوريا و هو ما دفع وزير الدفاع الامريكي لدعوة روسيا لوقف "السلوك غير المسؤول" بسوريا 
وقال لويد أوستن عند سؤاله عن الحادث في مؤتمر صحفي في مدينة برزبين الاسترالية: «ندعو القيادة الروسية إلى التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بقوانين السماء والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول».

وأضاف أوستن: «سنواظب على التواصل عبر القنوات القائمة للتعبير عن مخاوفنا وسنواصل إشراك القيادة العليا كلما اقتضى الأمر، ولكن مرة أخرى سنواصل العمل كما عملنا دائما في المجالات الجوية، وسنحمي مصالحنا ومواردنا».
 

ترجيحات أمريكية 


وفي هذا السياق اشارت مصادر صحفية انه ربما يكون هناك اسباب لمثل هذا الصدام بين القوتين لمحت لها الولايات المتحدة الأمريكية  و لكنها لم تعلن عنها صراحة. حيث قيل  انه يبدو ان قوات الجو الروسية تربط بين تعارض المصالح الروسية الانريكية في اوكرانيا و ما يحدث من عمليات في سوريا رغم ان الاهداف تبدو مشتركة في سوريا و هي محاربة النظم الارهابية او انها على الاقل غير متعارضة، ولكن يبدو ان حالة العداء التي تنامت في اوكرانيا انتقلت بشكل او بآخر إلى سلاح الجو الروسي في سوريا . 


من الجدير بالذكر أن بدء عمليات الصدام بين القوتين الروسية والامريكية في سماء سوريا تزامن مع بدء التدريبات العسكرية المشتركة بين  القوات الروسية و قوات النظام السوري بالتزامن مع وجود تدريبات مشابهة تجريها القوات الأمريكية مع القوات السورية شريكتها في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. في ذات وقت وقع صدامات بين السلاح الجوي لكلا الدولتين.