رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أزمة الكهرباء في مصر.. متى وكيف تنتهي الأزمة؟

نشر
مصر
مصر

قطع الكهرباء في مصر أزمة بدأت منذ مطلع الأسبوع الماضي، مع بداية الموجة الحارة التي ضربت البلاد، مما تسبب في زيادة معدل استهلاك الطاقة وضغط الأحمال الكهربائية، واضطر ذلك وزارة الكهرباء لتفعيل برنامج تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء في مصر بالتناوب بين المناطق المتفرقة.

موجة حارة

يواجه المصريون موجة حر شديدة تتجاوز فيها درجة الحرارة 41 درجة مئوية.

وخلال الأيام الماضية، شهدت محافظات الجمهورية المختلفة خاصة في الصعيد والدلتا وأجزاء من محافظات القاهرة الكبرى انقطاعا في التيار الكهربائي، أحيانا لعدة مرات يوميا، ووصلت في بعض القرى أكثر من 6 ساعات متواصلة، تزامنا مع موجة الحر التي تجاوزت 40 درجة في القاهرة، واقتربت من 50 درجة في محافظات جنوب الصعيد.

ولا تواجه مصر وحدها تلك الأزمة، بل تواجه أوروبا، لا سيما دول جنوب القارة، موجة حر شديدة تجاوزت معها درجات الحرارة حاجز 40 درجة مئوية، وسط توقعات بأن تشهد اليونان التي تعاني من حرائق الغابات الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق. كما تعيش إيطاليا ثالث موجة حر خلال الصيف الجاري، بينما يُتوقّع أن ترتفع درجات الحرارة بشدة في إسبانيا.

تخفيف الأحمال

يعود سبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إلى اضطرار وزارة الكهرباء المصرية لـ "تخفيف الأحمال" نتيجة زيادة الاستهلاك، وفي ظل نقص كميات الغاز الطبيعي والمواد البترولية اللازمة لتشغيل بعض الوحدات، طبقاً لما أكده وزير الكهرباء المصري، الدكتور محمد شاكر، والذي شدد في وقت سابق على أن الشبكة القومية للكهرباء لا تواجه أية مشكلات، بينما الأزمة الحالية تكمن في نقص كميات الوقود اللازمة للتشغيل.

فيما يُجرى التنسيق بين وزارتي الكهرباء والبترول من أجل توفير الإمدادات اللازمة من الغاز لانتظام التيار الكهربائي وانتهاء تخفيف الأحمال، وهي الخطوة "الضرورية والمؤقتة" التي تم اللجوء إليها، بحسب شاكر.

135 مليون متر مكعب من الغاز


وخرجت الحكومة  المصرية من خلال عدد من البيانات الصحفية لتشرح للمواطن البسيط ، تفاصيل الأزمة وموعد حلها ، لاسيما في ظل عدم معرفة الكثير من المواطنين شيئاً عن المواد البترولية ولا ضعف ضغط الغاز فهو حتى لا يعلم علاقة الغاز بالكهرباء، فالجميع  لا يريد سوى انتظام الكهرباء حتى يستطيعوا النوم، وأصبح الناس يرددون لقد عدنا لفترة انقطاع الكهرباء
 

وفي ظل تلك الأزمة لا يعلم المواطن البسيط ما تتكبده الدولة خلف الكواليس لتوفير الكهرباء في ظل نقس الموارد عالمياً ونقص إمدادات الطاقة التي تسببت بها الكثير من العوامل على المسرح الدولي والتي تأتي على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الغاز والمواد البترولية.

 

ويتساءل الكثير لما لم تظهر تلك المشكلة سوى الآن ويرجع السبب لارتفاع درجات الحرارة مما يجعل الاستهلاك المحلي من الكهرباء كبير جداً نظراً لمضاعفة استخدام المراوح وأجهزة التكييف وغيرها من المبردت، والمشكلة هنا لا تكمن في نقص الكهرباء لأنه على العكس تماماً مصر لديها فائض من الكهرباء ولكن النقص في الغاز الذي يستخدم ليشغل الكهرباء.

وتحتاج وزارة الكهرباء يومياً لنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز، و 10 آلاف طن من المازوت، حتى تنتهي الانقطاعات المتكررة ويتم تخفيف الأحمال الكهربائية في كافة أنحاء مصر، فإذا توفرت هذه الكميات ستغلق مصر صفحة انقطاعات الكهرباء نهائياً.


موعد انتهاء تخفيف الأحمال

ويُنتظر أن تنتهي أزمة الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي بالبلاد نتيجة تخفيف الأحمال (الذي وصل إلى معدل 3 آلاف ميجاوات خلال الأيام الماضية)، الأسبوع الجاري، طبقاً للمتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أيمن حمزة، والذي قال إنه يُتوقع انتهاء "تخفيف الأحمال" نتيجة نقص الوقود منتصف الأسبوع، وبالتالي تعود الشبكة القومية للكهرباء إلى طبيعتها.

أزمة كهرباء هي الأولى من نوعها منذ 2014

وعانى المصريون بشكل واسع في العام في 2012-2013 من أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل مُتكرر ولفترات زمنية طويلة بمختلف الأنحاء، قبل أن تبدأ الدولة بعد 30 يونيو 2013 في تصحيح المسار، وإطلاق مجموعة من المشاريع المرتبطة بتطوير القطاع الكهربائي، وفي إطار خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

ومنذ 2014 شرعت الدولة سريعاً في تنفيذ المشروع القومي للكهرباء وإعداد خطة عاجلة لتوليد الكهرباء فتم إطلاق مشروعات كبرى لزيادة القدرة التوليدية وتحديث البنية التحتية القائمة. وطبقاً لرئيس مجلس الوزراء المصري، في تصريحات له في فبراير الماضي، فإنه "فيما يتعلق بقطاع الكهرباء على سبيل المثال، كان إجمالي قدراتنا الكهربائية يبلغ 28 ألف ميجا وات، في بلد يستهلك يوميا ما يزيد على 30 ألف ميجا وات، وخلال 8 سنوات فقط زادت هذه القدرات إلى 52 ألف ميجا وات".

وطبقت مصر "التوقيت الصيفي" هذا العام من جديد، بهدف تخفيف الاستهلاك الكهربائي، وذلك ضمن مجموعة من الخطوات الهادفة إلى ترشيد الاستهلاك وتخفيف العبء عن الشبكة.