رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في محاولة ناجحة للخروج من المأزق.. كواليس هروب بوتين من المشاركة في قمة بريكس

نشر
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

استطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخروج من المأزق الذي يربطه بدولة جنوب إفريقيا، بعد أن قرر بوتين، اليوم بأنه لن يشارك بالحضور في قمة "بريكس" المقرر عقدها في جنوب إفريقيا، وأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من المقرر أن يترأس وفد روسيا نيابة عنه، بحسب ما ذكرته رئاسة جنوب إفريقيا.

وترجع الأزمة بسبب ما تشهده دولة جنوب إفريقيا، من ضغوطات غربية، بعد دعوتها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحضور قمة بريكس في نسختها الـ15، والمقرر عقدها في 22 أغسطس المقبل بجوهانسبرج.

والمأزق يرجع بسبب عضوية هذا البلد بالمحكمة التي تطالب باعتقال الرئيس الروسي، بسبب اتهامها له بالنقل القسري لأطفال أوكرانيين إلى موسكو.

وتتولى جنوب إفريقيا الرئاسة الدورية لـ"بريكس"، وقد وجهت في 25 يناير الماضي، دعوة للرئيس بوتين لحضور الاجتماع، قبل أن تصدر بحقه في 18 مارس مذكرة توقيف من قِبل المحكمة الجنائية الدولية.

ومنذ ذلك الوقت لم يتم تأكيد حضور بوتين للقمة التي سيشارك فيها قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وستعقد القمة في جوهانسبرغ في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس، وكانت تناقش دول "بريكس" نقل القمة إليها لتفادي أي عواقب على جنوب إفريقيا.

ولكن خلال الأيام الماضية، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن رغبتة في الحضور شخصياً للمشاركة في قمة بريكس في البلد الإفريقي، وذلك وسط محاولات لإقناعه بالتغيّب لتجنب التداعيات القانونية والدبلوماسية بشأن مذكرة توقيفه الدولية.

يذكر أن جنوب إفريقيا من الدول الموقعة على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، ما يعني أنها ملزمة بالقبض على بوتين بناء على لائحة اتهام صدرت ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة توقيف بحق بوتين

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في مارس الماضي، مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمسؤوليته في جرائم حرب ارتُكبت في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022.

بوتين

وقد أصدرت الدائرة التمهيدية الثانية في المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق شخصَين في إطار الوضع في أوكرانيا: السيد فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين والسيدة ماريا أليكسييفنا لفوفا-بيلوفا"، وهي المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل في روسيا.

وأضافت المحكمة في بيانها أن بوتين "يُفترض أنه مسؤول عن جريمة الحرب المتمثلة في الترحيل غير القانوني لسكان (أطفال) والنقل غير القانوني لسكان (أطفال) من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي".

وتابعت "يُفترض أن الجرائم ارتُكبت في الأراضي الأوكرانية المحتلة أقله اعتبارًا من 24 فبراير"، مضيفة أن هناك "أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن السيد بوتين مسؤول شخصيًا عن الجرائم المذكورة أعلاه".

من جانبها، وصفت الخارجية الروسية وقتها أن قرارات المحكمة الجنائية الدولية بأنها "عديمة الأهمية" و"باطلة قانونيا". 

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن "قرارات المحكمة الجنائية الدولية عديمة الأهمية بالنسبة لبلدنا". وتابعت زاخاروفا أن "روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وليست عليها التزامات بموجبه"، موضحة أن موسكو "لا تتعاون" مع المحكمة.

وقالت إن مذكرات "التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية باطلة قانونيا" بالنسبة لروسيا. ونظام روما الأساسي هو النص التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية التي يقع مقرها في لاهاي بهولندا.

رد الجنائية الدولية

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، إن "جنوب إفريقيا بصفتها عضوا بالمحكمة، فعليها واجب والتزام قانوني بالقبض على بوتين حال حضوره".

في يونيو الماضي، أصدرت جنوب إفريقيا "حصانة دبلوماسية" شاملة لجميع القادة الذين سيحضرون القمة بريكس.

حينها، قالت وزارة الخارجية بجنوب إفريقيا، إن الحصانة "لحماية المؤتمر وحضوره من اختصاصات الدولة المضيفة طوال مدة انعقاد القمة".

وقد تكون هذه الخطوة لتوفير غطاء قانوني لزيارة بوتين، وهو ما نفته بريتوريا، وقالت إن "الحصانات لا تلغي أي مذكرة دولية بحق أي شخص".

الأسبوع الماضي، قال رئيس جنوب إفريقيا، إن قمة بريكس ستعقد بحضور شخصي، وليس عبر الإنترنت، وسيشارك فيها جميع رؤساء دول بريكس، وفقا لإذاعة "إيويتنيس نيوز".

ترجع العلاقات بين جنوب إفريقيا وروسيا إلى زمن نظام الفصل العنصري، حيث دعم الكرملين الحزب الحاكم في تصديه لذلك.

قمة بريكس

بريكس هو مجموعة الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في يكاترينبورغ بروسيا في حزيران 2009 حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية. 

وعقدت أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول «بركس» في يوليو عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث اجتمعت آنذاك قمة «الثماني الكبرى». 

وشارك في قمة «بركس» رئيس روسيا فلاديمير بوتين ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. 

واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية. انضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى بريكس بدلاً من بريك سابقا.