رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في زيارته الأولى.. ما هي الرسائل التي يحملها رئيس الوزراء الياباني إلى الإمارات

نشر
الأمصار

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة باليابان بعلاقات متميزة أضحت مثالاً للتعاون والتنسيق الدولي القائم على التفاهم وتبادل المصالح المشتركة بصورة متوازية يسودها الاحترام والثقة المتبادلة بين الطرفين، حيث أسس لهذه العلاقة منذ الأيام الأولى لقيام الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العلاقة مع اليابان أهمية خاصة وأدرجها ضمن أولى زياراته لبلدان العالم المتقدم لإدراكه أهمية هذه العلاقة، حيث أثبتت الأيام صحة مثل هذا التوجه.

في زيارته الأولى رئيس الوزراء الياباني إلى الإمارات

يستهل رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا زيارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الإثنين 17 يوليو الجاري.

شراكة تاريخية

وأعرب رئيس الوزراء الياباني بمقال بمناسبة تلك الزيارة، التي تُعد الأولى لدولة الإمارات منذ تقلده منصبه رئيسا للوزراء في بلاده عن سعادته البالغة، بأن تتاح له فرصة زيارة دولة الإمارات، الشريك الاستراتيجي لليابان، لأول مرة منذ تقلّده منصب رئيس الوزراء.

وأضاف: منذ ستينيات القرن الماضي، شاركت الشركات اليابانية في تطور قطاع النفط في أبوظبي، ولقد دعم الإمداد الثابت للنفط والغاز من الإمارات العربية المتحدة النمو الاقتصادي لليابان لسنوات عديدة ومنذ تسعينيات القرن العشرين، ساهمت العديد من الشركات اليابانية في تشييد البنية التحتية الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك عمليات إنشاء وتشغيل مترو دبي ومحطات تحلية مياه البحر.

وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر عدد من المغتربين اليابانيين في الشرق الأوسط وأفريقيا (حوالي 4500 شخص) والشركات اليابانية وعددها حوالي 340 شركة.

ويترسخ دور دولة الإمارات وأهميتها محورا وبوابة للمنطقة وفي الوقت ذاته، توسعت آفاق التعاون بين اليابان والإمارات العربية المتحدة إلى ما هو أبعد من المجالات التقليدية مثل الطاقة والاقتصاد، ليشمل مجموعة واسعة من المجالات مثل تغير المناخ والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والفضاء الخارجي والدفاع. كما أن التعاون لا يتعمق ويتوسع فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضاً في أفريقيا وعلى الساحة الدولية.

 مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة (CSPI)

ومن أجل تعزيز هذا التعاون متعدد الأوجه، وقع البلدين الإعلان المشترك بشأن تنفيذ مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة (CSPI) في سبتمبر/أيلول الماضي، والذي تجري في إطاره مناقشات ملموسة.

وبعض الأمثلة على هذا التعاون تتمثل في قطاع التعليم، حيث ستزيد اليابان من دعمها للتبادل بين البلدين على صعيد الشباب والذين سيتولون مسؤولية رسم ملامح مستقبل بلدينا و تعزز دعمها لتنمية الموارد البشرية في الإمارات العربية المتحدة.

توجه الطلاب الجامعيين في اليابان

وفي هذا السياق، تواصل اليابان العمل مع الإمارات العربية المتحدة لتعزيز توجه الطلاب الجامعيين والخريجين الإماراتيين لاستكمال دراستهم في اليابان، وتبادل طلاب المرحلة الثانوية بين البلدين، وقبول المواطنين الإماراتيين الشباب في برامج التدريب التي تقدمها الشركات اليابانية.

وتابع، أنا على يقين من أن هذه التبادلات في المجال التعليمي والجهود الداعمة لتنمية الموارد البشرية ستسهم في ترسيخ أسس علاقاتنا الثنائية الساعية لمزيد من التطور نحو المستقبل في مجالات عديدة، بما في ذلك الاقتصادية والتجارية.

 قطاع السياحة

وفي قطاع السياحة، افتتحت منظمة السياحة الوطنية اليابانية مكتبها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دبي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021.

ونأمل أن يساهم الإعفاء الكامل من التأشيرة لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تم اعتماده في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في تشجيع عدد أكبر من مواطني دولة الإمارات على زيارة اليابان ليختبروا جاذبيتها من خلال الاستمتاع بالطعام الياباني الأصيل "الواشوكو"، والمناظر الطبيعية المتغيرة عبر المواسم الأربعة، واختبار البنى التحتية الاجتماعية مثل القطارات السريعة الشهيرة "شينكانسين".

مبادرة "المركز العالمي للطاقة الخضراء"

و في هذا الإطار، كشف فوميو كيشيدا، أنه يخطط لاقتراح مبادرة "المركز العالمي للطاقة الخضراء" خلال زيارته لدولة الإمارات، والتي تهدف إلى الجمع بين نقاط قوة البلدين: المزايا الجغرافية وموارد الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة والقدرات الاستثمارية القوية لدولة الإمارات والشرق الأوسط من جهة، وأحدث تقنيات إزالة الكربون اليابانية من جهة أخرى من خلال الاستفادة الكاملة من نقاط القوة هذه في كلا البلدين، حيث يمكن معاً تحويل الشرق الأوسط إلى مركز عالمي في سلسلة توريد الجيل الجديد من مصادر الوقود والموارد المعدنية .

وبموجب هذه المبادرة، سيتمكن البلدان من التعاون في المجالات المتعلقة بإنتاج واستخدام الهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى إعادة تدوير الكربون من خلال نهج متعدد المستويات.

مستقبل بلا كربون

وأكد رئيس الوزراء الياباني من المهم للغاية أيضاً تعزيز الابتكار، بما في ذلك في مجال إزالة الكربون، في طريقنا نحو "COP28" وما بعده. ولهذا الغرض، تعتزم اليابان اقتراح "شراكة ابتكار يابانية-إماراتية".

وبينما نرحب بالتقدم المحرز في التعاون في مجال تقنيات إزالة الكربون من خلال خطة التنسيق الياباني-الإماراتي للتكنولوجيا المتقدمة، والتي تم الاتفاق عليها في يناير من هذا العام، فإن اليابان مستعدة لإنشاء إطار عمل موسع للتعاون الصناعي مع دولة الإمارات.

وقال أيضا "بموجب هذه المبادرة، سيتمكن البلدان من التعاون في المجالات المتعلقة بإنتاج واستخدام الهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى إعادة تدوير الكربون من خلال نهج متعدد المستويات".

الاستثمار الأجنبي المباشر

وعلى وجه الخصوص، ستبذل اليابان جهوداً أكبر لدعم التدفق الموسع للاستثمار الأجنبي المباشر إليها وصناعة أنصاف النواقل بهدف زيادة مرونة سلسلة توريد أنصاف النواقل العالمية.

كما تعمل اليابان على الترويج لرؤية "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة"، والتي يتوخى بموجبها دعم وتعزيز نظام دولي حر ومفتوح قائم على سيادة القانون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي.

تعاون ل 50 عامًا قادمة

وختم رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، مقاله، بقوله إنه "على مدار الخمسين عاماً القادمة، أنا مصمم على العمل مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لجعل هذه الإمكانية واقعاً ملموساً وأتطلع قدماً لمناقشة سبل تعزيز علاقتنا الثنائية مع رئيس دولة الإمارات وشعبها خلال زيارتي القادمة".

وعهد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، بالعمل على تعزيز علاقات اليابان مع دولة الإمارات خلال الأعوام الـ50 المقبلة.

التعاون الثقافي

وعن المجال الثقافي، قال "جددنا تقديرنا لاهتمام شعب الإمارات باليابان من خلال الفعاليات المختلفة التي أقيمت للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية وخير مثال على ذلك كان النجاح الذي حققه جناح اليابان خلال إكسبو 2020 دبي".

وتابع "قد أظهر الشباب الإماراتي اهتماما كبيرا بالثقافة واللغة اليابانية، وكان إقبالهم على القصص المصورة "المانجا" و"الأنمي" نقطة بداية للكثير منهم"، مضيفا "سنستمر في تعزيز دعمنا لتعليم اللغة اليابانية، بالإضافة إلى تعزيز التبادل في المحتوى والصناعات الإبداعية، بما في ذلك الرياضات الرقمية".

 الإمارات أكبر سوق للمنتجات اليابانية

وتعتبر دولة الإمارات أكبر سوق للمنتجات اليابانية في الشرق الأوسط، حيث استحوذت في النصف الأول من العام الحالي 2014 على ما نسبته %28% من إجمالي الصادرات اليابانية لبلدان الشرق الأوسط أو ما قيمته 95 مليار درهم (25.8 مليار دولار) بارتفاع نسبته %3.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2013 وفق هيئة التجارة اليابانية "جيترو".

أما إجمالي التبادل التجاري بين الطرفين لعام 2013 فقد بلغ 188.2 مليار درهم 51.2 مليار دولار) منها 157.2 درهم (42.8) مليار دولار) صادرات إماراتية إلى اليابان و31.6 مليار درهم 8.6 مليار دولار) واردات التي اشتملت أساساً على السيارات والأجهزة الإلكترونية والآلات والنسيج، إذ يتوقع أن تحقق الواردات من اليابان أرقاماً قياسية جديدة مع نهاية العام الجاري، خاصة أن أسواق الدولة تعتبر مركزاً الإعادة الصادرات، بما فيها اليابانية لبقية بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا.