رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

السودان: «الدعم السريع» تنفي قتل مدنيين في دارفور

نشر
الأمصار

تواصلت اليوم (الأحد)، المعارك بين جيش السودان وقوات «الدعم السريع» التي نفت اتهامها بقتل مدنيين في إقليم دارفور، مرجعة هذا الأمر إلى صراعات قبلية. واتهم الجيش السوداني، في بيان، «الدعم السريع» بقصف مستشفى أمدرمان بالمدفعية. 

وقال البيان: «ما زالت الميليشيا المتمردة مستمرة في خرق الأعراف والقوانين الدولية، وذلك باستهداف مستشفى (علياء التخصصي) بأمدرمان بالقصف المدفعي ظهر اليوم، وقد تسبب القصف في أضرار كبيرة بمركز غسيل الكلى والعناية المكثفة وغرفة العمليات، بجانب عدد من غرف التنويم، وإصابة ثلاثة مرضى».

وقال سكان في الخرطوم لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن «الطيران الحربي قصف تجمعات لـ(الدعم السريع) في حي الجريف شرق» بشرق النيل، وأشاروا إلى تصدي قوات «الدعم السريع» باستخدام «مضادات أرضية».

وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أمدرمان، أفاد شهود بأن «الطيران الحربي قصف محلة أمبدة في غرب المدينة»، في حين شهد وسط المدينة «قصفاً مدفعياً باتجاه كلية قادة الأركان المجاورة لمستشفى السلاح الطبي وسلاح المهندسين».

وقال شهود أيضاً إن «مُسيَّرات تابعة لـ(الدعم السريع) نفَّذت قصفاً على السلاح الطبي بأمدرمان».

وغرب البلاد، أفاد شهود بوقوع «اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة كاس التي تبعد نحو 80 كيلومتراً شمال غربي نيالا»، عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وأشارت «الدعم السريع» في بيان، اليوم، إلى تحقيقها «السيطرة الكاملة على قيادة (اللواء 61) بمدينة كاس».

ومنذ اندلاعها في 15 أبريل (نيسان) الماضي، أسفرت الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي»، عن مقتل 3 آلاف شخص على الأقل، وشردت أكثر من 3 ملايين شخص.

وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور بغرب البلاد حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليوناً.

وفي دارفور، دُمرت قرى وأحياء بكاملها، في حين دُفن مدنيون في مقابر جماعية، وتم اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي، من قبل قوات «الدعم السريع» والميليشيات العربية المتحالفة معها.

«صراع قبلي بحت»

ورحَّبت قوات دقلو في بيان منفصل، اليوم، بانضمام بعض مجندي شرطة الاحتياطي المركزي إليها، بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، مشيرة إلى أن عدد المنضوين في صفوفها بلغ «270 من الضباط وضباط الصف والجنود».

وكانت قوات «الدعم السريع» قد نفت في بيان، أمس، اتهام منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية لها بـ«إعدام 28 فرداً على الأقل من إثنية (المساليت)، وقتل وجرح عشرات المدنيين»، وهي إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.

وعزت ما جرى إلى «صراع قبلي بحت، هو قديم متجدد، ولم تكن قوات (الدعم السريع) طرفاً فيه».

وكانت تقارير عديدة من منظمات إغاثة وأخرى أممية تحدثت عن وقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.

استئناف المفاوضات

وعاد ممثلون للجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية، أمس، لاستئناف المفاوضات مع قوات «الدعم السريع»، في حين دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع.

وكان طرفا النزاع قد أبرما هدنات عدة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، شهدت خروقاً كثيرة بسبب فشل الطرفين في الالتزام بوقف إطلاق النار بينهما. كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد» للتنمية بشرق أفريقيا، التوسط لحل الأزمة في السودان.

وسبق أن اعترضت الخارجية السودانية على ترؤس الرئيس الكيني ويليام روتو للجنة رباعية منبثقة من «إيغاد»، متهمة نيروبي بالانحياز لقوات «الدعم السريع».

وحسب بيان (السبت) لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، فقد تلقى البرهان اتصالاً هاتفياً من الرئيس الكيني.

وأفاد البيان بأن البرهان «نقل للرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية... ورفضه لمخرجات القمة التي عُقدت في أديس أبابا أخيراً؛ إذ لا يمكن إدخال قوات شرق أفريقيا (إيساف) من دون موافقة حكومة السودان».