رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فرنسا تحتفل "بالباستيل" هذا العام تحت الحراسة المشددة

نشر
الأمصار

يحل يوم غد على فرنسا ليذكرهم بأهم الأيام في تاريخ فرنسا وهو عيد الباستيل أو اليوم الوطني الفرنسي أو "الرابع عشر من يوليو" وهو احتفال وطني يقام سنويًا في فرنسا في الرابع عشر من يوليو. وهو يعتبر من أهم الأحداث في تاريخ فرنسا، حيث يتم الاحتفال بثورة الباستيل التي وقعت في 14 يوليو 1789 والتي أشعلت شرارة الثورة الفرنسية.


أهمية يوم الباستيل 


تعود أهمية هذا الحدث إلى أن الثورة الفرنسية كانت نقطة تحول تاريخية في فرنسا وأوروبا بأسرها. لقد أدت الأحداث التي جرت في ذلك الوقت إلى انتهاء النظام الملكي القائم ونشوء نظام جديد يركز على القيم الجمهورية والمساواة والحرية.


احتفالات الباستيل
 

تبدأ الاحتفالات في اليوم الوطني الفرنسي بعروض عسكرية ضخمة في شارع الشانزليزيه في باريس. يشارك في هذه العروض العسكرية القوات المسلحة الفرنسية وتظهر أنواع مختلفة من الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك الدبابات والمروحيات والطائرات. وتحظى هذه العروض بمتابعة واسعة من قبل الجمهور ووسائل الإعلام. 
بعد العروض العسكرية، يتبع الاحتفال بعرض ألعاب نارية رائع في باريس وفي مدن وبلدات أخرى في جميع أنحاء فرنسا. تتميز هذه الألعاب النارية بالتصاميم الجميلة والمذهلة والتي تستمر لمدة طويلة، وتجذب الآلاف من الناس للتجمع والاستمتاع بهذا العرض الساحر.


بالإضافة إلى العروض العسكرية والألعاب النارية، تقوم الجمعيات والمنظمات المحلية في جميع أنحاء فرنسا بتنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات في اليوم الوطني. وتشمل هذه الفعاليات الحفلات الموسيقية، والمسيرات الشعبية، والمعارض الفنية، والأنشطة الرياضية، والعروض الثقافية. بهدف تعزيز الوحدة الوطنية والانتماء الوطني وتوحيد الشعب الفرنسي في هذا اليوم.


ويتميز هذا اليوم بجو من الفرح والاحتفال في جميع أنحاء البلاد. حيث يتجمع الأفراد والعائلات والأصدقاء للاستمتاع بالاحتفالات والفعاليات المختلفة. كما يتم تزيين الشوارع والمباني بالأعلام الفرنسية والألوان الوطنية لإبراز الفخر والانتماء للوطن.


احتفالات تحت الحراسة المشددة 


ولكن سيكون لاحتفال الباستيل هذا العام شكل مختلف، فمع ما تشهده البلاد من أحداث عنف و مظاهرات بعد مقتل شاب في دورية مرور، و من أجل ضمان مستدام أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "تدابير استثنائية" أثناء احتفالات 14 يوليو التي عادة ما تشهد منذ سنوات أعمال عنف بالمدن.


و من جانبها أعلنت الحكومة الفرنسية الأربعاء أنها ستنشر 45 ألف شرطي ودركي في فرنسا يومي 13 و14 يوليو لمواجهة خطر وقوع حوادث وأعمال عنف خلال الاحتفالات. فيما أعلن قصر الإليزيه الأربعاء أن ماكرون لن يُلقي خطابا في هذه المناسبة رغم أنه كان قد حدد هذا اليوم موعدا لتقييم "فترة التهدئة" التي دعا إليها إثر الاحتجاجات الاجتماعية، مشيرا إلى أنه سيتحدث "في الأيام المقبلة".


كما فضلت العديد من المناطق خصوصا في إيل دو فرانس (نانتير، جينفيلييه، سارتروفيل، سافينييه-سور-أورج) وفي الشمال (خصوصا روبيه ومونس-أون-بارويل) إلغاء عرض الألعاب النارية بل ومجمل الاحتفالات المخطط لها في بعض المناطق. وقالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الأربعاء إنها "فوجئت" بهذه الإلغاءات. 


الهند ضيف شرف 


و من ناحية أخرى تم الإعلان عن أن الهند ستحل كضيف شرف في العرض العسكري التقليدي الذي يُنظم في هذا اليوم هذا العام وسط رقابة مشددة. حيث سيحل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيفا للشرف خلال العرض العسكري. وذلك في صباح يوم الجمعة إلى جانب الرئيس الفرنسي في جادة الشانزليزيه قبل مأدبة عشاء رسمية في متحف اللوفر.


وكان قد صرح وزير الخارجية الهندي فيناي كوارتا قائلا، إن ماكرون ومودي اللذين تربطهما "علاقة شخصية وطيدة" و"رؤية مشتركة" سيدليان بإعلان مشترك عقب مقابلة في قصر الإليزيه. 


ومن ناحية أخرى تحتفل كل من باريس ونيودلهي بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لشراكتهما الاستراتيجية هذا العام. وكانت نيودلهي قد اشترت، وهي عميل رئيسي لصناعات الدفاع الفرنسية، 34 طائرة رافال و6 غواصات سكوربن، وقد تعلن عن عقد جديد لشراء 26 طائرة رافال مارين (مخصصة لحاملات الطائرات) وثلاث غواصات، وفقا لصحيفة لا تريبون. وسيفتتح العرض 240 فردا من القوات المسلحة الهندية على أن يشمل العرض الجوي ثلاث طائرات رافال هندية، بحسب الإليزيه.


احتفالات هذا العام

وفي المجمل، ستشمل نسخة هذا العام من الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي 6500 مشارك، بينهم 5100 سيرا على الأقدام، بالإضافة إلى أكثر من 60 طائرة من بينها طائرات أجنبية و28 مروحية و157 آلية و62 دراجة نارية برفقة 200 فارس من الحرس الجمهوري.

ونظرا لعودة الحرب إلى أوروبا من خلال الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، سيكون أحد أهداف هذا الاستعراض "التذكير بارتباط" فرنسا بـ"الوحدة الاستراتيجية مع حلفائها" وفق الحاكم العسكري لباريس الجنرال كريستوف أباد. 
كما سيكرم الاستعراض أيضا 15 دولة ساعدت فرنسا خلال عقد من الوجود العسكري في منطقة الساحل: الأمريكيون والكنديون والأوروبيون. ومن مظاهر التكريم الأخرى، سيسير طلاب من ست مدارس ثانوية عسكرية أفريقية شريكة (بنين والكونغو برازافيل والغابون وغينيا ومدغشقر وساحل العاج والسنغال) في العرض مع طلاب كليات عسكرية فرنسية.

وستستعرض مدافع سيزار ومدرعات AMX10-RC التي سلمت نسخ منها لكييف، أمام الباريسيين. وبالإضافة إلى ذلك، ستعرض مدرّعة "سيرفال" الخفيفة الجديدة ومروحية إيرباص H160. وستشكل "القوات الأخلاقية" لفرنسا موضوع العرض. وهو مفهوم عزيز على رئيس هيئة الأركان الجنرال تييري بوركارد. وسيتم أيضا تكريم جنود الاحتياط الذين سيتضاعف عددهم بحلول العام 2030 ليصل إلى 80 ألف متطوع.