رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

ألمانيا توقف تصدير الأسلحة إلى الجزائر

نشر
الأمصار

أفاد موقع “مغرب أنتلجنس” بأن العلاقات بين السلطات الجزائرية والألمانية، تعرضت لتوتر شديد منذ الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا في يونيو الماضي ومواقفه تجاه زعيم الكرملين فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن برلين لم تقدر على الإطلاق، اصطفاف تبون المنهجي والخطير مع سياسة بوتين العدوانية والمعادية للغرب.

وقال الموقع ذاته إن النظام الجزائري، الذي عوّد ألمانيا والشركاء الأوربيين الآخرين على سلوك أكثر حيادية تجاه النزاعات بين روسيا والغرب، أثار هذه المرة السخط والمخاوف لدى القادة الألمان الذين شرعوا، بشكل واضح، في مراجعة العلاقات مع الجزائر لتحدي تمسك صناع القرار في هذا البلد بمعسكر بوتين.

وقف تصدير الأسلحة إلى الجزائر

وفي هذا السياق، قامت ألمانيا بوقف تصدير الأسلحة إلى الجزائر، وتم تجميد الاتصالات التي بدأتها وزارة الدفاع الجزائرية مع العديد من المجموعات الصناعية الألمانية المتخصصة في تسليم وإنتاج الأسلحة المتطورة، إن لم تكن قد توقفت نهائيا، وفق مصادر أمنية جزائرية التي أشارت إلى أن الشركاء الألمان اختاروا، فجأة، النأي بأنفسهم عن الجيش الجزائري.

“مغرب أنتلجنس”، قالت إن الموقف الألماني أثار مخاوف كثيرة في الجزائر العاصمة، لأن قادة عدة إدارات حساسة في وزارة الدفاع يخشون فرض حظر ألماني لم يعلن عنه بعد، لكن المؤسسة العسكرية أصبحت ترى مؤشراته بالفعل.

من الواضح، أن ألمانيا لا ترغب في تزويد دولة حليفة لروسيا بالأسلحة وتدعم علانية العدوان الروسي على أوكرانيا. علما أن ألمانيا تعد واحدة من الدول التي تعمل بنشاط على دعم المقاومة الأوكرانية.

وأضاف الموقع أن من شأن الحظر الألماني المحتمل أن يلحق ضررا كبيرا بالجزائر. إذ أصبحت برلين في السنوات الأخيرة واحدة من ثلاثة موردي أسلحة للدولة الجزائرية، لا سيما في مجال القوات البحرية حيث تشتري الجزائر معدات مصنوعة في ألمانيا على نطاق واسع منذ 2013/2014.

ومنذ عام 2017، كانت الجزائر في قائمة أفضل 10 زبناء للأسلحة في ألمانيا. بل أصبحت، وهي التي تُعرف بالعميل التقليدي للأسلحة الروسية والصينية، المشتري الرئيسي للأسلحة الألمانية على مدى السنوات الأربع الماضية، وفق المعهد الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) ومقره ستوكهولم.

وخلص المصدر ذاته إلى أنه أمام غياب إمدادات الأسلحة من روسيا الغارقة في الصراع الأوكراني، فإن الحظر الألماني من شأنه أن يتسبب بالتأكيد في إلحاق خسائر كبيرة بالأمن القومي في الجزائر من خلال حرمان جيش البلاد من مصدر آخر للإمداد. هذا السيناريو هو الذي يغذي أسوأ مخاوف القادة العسكريين في الجزائر العاصمة.