رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مبادرات دولية ومحاولات داخلية لإنهاء الصراع الدامي في السودان (تفاصيل)

نشر
الأمصار

تكثفت في الأيام الأخيرة محاولات انهاء الصراع من مستشار قائد قوات الدعم السريع لوزير المالية السوداني جبريل إبراهيم وغيره من السياسيين الذين قاموا بجولات خارجية.

دعا يوسف عزت مستشار قائد قوات الدعم السريع إلى “توحيد المبادرات” الساعية لإنهاء القتال في السودان، الدائر بين الجيش وقوات الدعم، وذلك بعدما واجهت مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا “إيغاد” انتكاسة، بإعلان وفد الجيش عدم حضوره.

وتعليقا على هذه التطورات، انتقد عزت، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في لقاء  قرار القوات المسلحة، قائلا: “لا أرى سببا يمنع الجيش، الذي بدأ الحرب المتسببة في كل هذا الدمار، من الحضور”.

وأضاف مستشار قائد قوات الدعم السريع: “تذرع الجيش لعدم حضور اجتماع على هذا المستوى، فيه الاتحاد الأوروبي ومصر وبريطانيا، لاعتراضه على من يرأس اللجنة التي تقود المحادثات بذريعة أنه غير محايد. هذه قضية يموت من أجلها الناس”.

وتابع مستشار قائد قوات الدعم السريع: “إذا كان أصلا هناك جيش لديه قيادة حريصة على الشعب السوداني، فإنه لن يطلق النار والدبابات ويدفع بالطائرات الحربية في قلب الخرطوم. مما تسبب بقتل مدنيين. هذا ما تسبب في هذه الحرب التي يقول (الجيش) عنها عبثية. إذا كان يعتبر أنها عبثية يجب أن يأتي ويجلس وينهي هذه الحرب”، وفق مستشار قائد قوات الدعم السريع.

وأضاف مستشار قائد قوات الدعم السريع: “لا يمكن أن تتهرب. هل تريد من رئيس اللجنة الرباعية أن يخدم قضيتك أم أن يخدم قضية الشعب السوداني؟ هذا السبب الواهي غير موضوعي، نحن في حرب والبلد في أزمة، ويجب على من يفاوض أن يكون على مستوى المسؤولية”.

وشدد عزت على ضرورة “توحيد المبادرات (الساعية لإنهاء القتال)”، قائلا: “هناك مبادرة إيغاد ومبادرة الاتحاد الإفريقي، ومبادرة السعودية وأميركا. توحيد المبادرات خطوة أولى وندعم هذا الاتجاه”.

واعتبر أن “تعدد المبادرات يؤدي لما يشبه التنافس بين الوسطاء، الذين يكمن دورهم في دعم الشعب السوداني وتحقيق السلام ووقف إطلاق النار”.

وأشار مستشار قائد قوات الدعم السريع، إلى أن “الاهتمام الدولي والإقليمي بما يجري في السودان طبيعي، لأنه يؤثر على المنطقة كلها”، مضيفا: “طبيعي أن تكون هناك عدة مبادرات. الآن وضع السودان يحتاج إلى تضافر كل هؤلاء”.

وتابع: “كل أصدقاء السودان الذين يريدون المساعدة يجب أن يوحدوا الجهود، وهذا ما تركزت عليه ورقتنا في الاجتماع، إذ شملت رؤيتنا لكيفية توحيد جميع هذه المبادرات في مبادرة واحدة، لديها رؤية وتصور كامل للحل الشامل في السودان”.

وأكد عزت على أن “الأزمة لم تعد حربا في الخرطوم أو دارفور، إنما أصبحت أزمة وطنية تستدعي حلا من الجذور، ومعالجة كافة أسباب الحرب في السودان، وهذه التي يجب أن يتوحد فيها الوسطاء”.


 

بينما قال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، الاثنين إنه أجرى محادثات مع الرئيس محمد ادريس ديبي في نجامينا ولم يجتمع بقائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.

ويتواجد وفد من قادة الحركات المسلحة في تشاد منذ الخميس الماضي لإجراء محادثات مع القيادة التشادية حول تطورات الأوضاع في السودان ودارفور على وجه الخصوص.

وترافقت الزيارة لقادة الحركات مع أنباء عن وصول متزامن لقائد ثاني الدعم السريع عبد الرحيم دقلو لتشاد لعقد اجتماع مشترك مع قادة حركات دارفور، والقيادة التشادية.

وأوضح جبريل إبراهيم الذي يتقلد كذلك منصب وزير المالية في بيان صحفي إنه زار انجمينا في الفترة من 5-9 يوليو الجاري بدعوة من الرئيس التشادي وبصفته رئيسا لحركة العدل والمساواة، بعد استئذان رئيس مجلس السيادة والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء.

وأضاف ” التقيت الرئيس التشادي محمد ادريس دبي بمفردي ظهر يوم 8 يوليو وشكرته على زيارته واستقباله للاجئين من مأساة غرب دارفور في أدري”.

وجرى نقاش كذلك وفقا لجبريل حول الأوضاع في السودان ومآلات الحرب الدائرة وما يمكن ان تقوم به تشاد من أجل تحقيق الامن والاستقرار في السودان، وما يمكن ان يتمخض عنه لقاء دول الجوار في القاهرة يوم الخميس المقبل وامكانية تحقيق السلام عبره.

وتابع “كان حديثه منصبًا حول كيفية إيقاف الحرب وكان قلقًا بشأن الأوضاع الإنسانية في السودان عموماً كما أبدى مخاوفه من انتقال الحرب الى دارفور بصورة أشمل”.

وأفاد جبريل انه غادر انجمينا بعد الاجتماع وأن ديبي “لم يطلب منه لقاء أحد”.

وشارك في الاجتماعات مع الرئيس دبي كل من رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي الهادي إدريس ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر ونائبه عبد الله يحيي وحاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي.


 

وفي نفس الصدد، قال عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث ان استمرار الحرب في ظل الجهود التي بزلت لحل الأزمة يعكس ان هناك عامل رئيسي غائب وهو الي اي مدي يمكن ان يقتنع طرفي الحرب بان الحرب استخدمت لحل قضايا سياسية وصراع حول السلطة ، ولفت الي ان المفتاح الرئيسي لحل الأزمة هو لابد ان يقتنع طرفي الحرب بأن أزمة السودان لا تحل بالعنف وإنما بحل سياسي سلمي.

واَضاف هل يمتلك الاجتماع الموسع اي اليات وقدرة حتي يدفع الطرفين لهذه القناعة الراسخة والتي تعززها أكثر مما يقارب ثلاثة شهور من عدم الحسم العسكري وقال لابد ان نستحضر تجارب القوات المسلحة في حروباتها المتعددة ، مبيناً ان الحرب في نهايتها تحل عن طريق الحوار والحل السياسي.

وأكد ان منبر ( ايقاد ) يواجه بعض التعقيدات التي وضعتها الخارجية السودانية والقوات المسلحة في مسار الحل ، مشيراً الي ان الخارجية السودانية والقوات المسلحة ترفض رئاسة كينيا لمنبر إيقاد باعتبار كينيا طرف غير محايد ومنحاز لصالح الدعم السريع وتشير الي ارتباطات قاعد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي برئيس كينيا وليم روتو اقتصادياً وسياسياً ومالياً ، مبيناً ان القوات المسلحة لديهم موقف سلبي فيما يتعلق برئيس بعثة اليونتامس فولكر بيترس.

وقال فيما يتعلق بموقف الخارجية السودانية من موقف الاتحاد الافريقي الداعي للأطراف لبحث حل للأزمة السودانية فان الخارجية السودانية متمسكة بموقف الاتحاد الافريقي الذي جمد عضوية السودان في الاتحاد بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 وهذا يضعف موقف السودان في التعاون مع جهة تعلق عضويته وهو عضو بالاتحاد.

وقال إن الطرف المدني وبعد ظهورهم مع الرئيس اليوغندي سارت ردود فعل متعددة وهناك من يري ضرورة توحيد الجبهة الداخلية باعتبار تجربة السودان مر بحلول وجهود واتفاقيات بضمانات دولية لكنها تبددت أدراج الرياح ، مؤكداً ان العامل الحاسم هو وحدة الإرادة الوطنية السودانية في الداخل عبر أوسع مظلة هي التي تشكل الأساس في تقديرنا لاي حلول.

وشدد علي ان اي حل لن يستوعب هذه الحقيقة هي نوايا حسنة في مقابل واقع مرير متمثل في وحدة وتماسك السودان.

وقال ان الجيش يعتقد ان المكون المدني هو من تسبب بالحرب حسب روايتهم ، مشيراً الي ان كل تلك العوامل قد تقف حجر عثرة في الوصول الي صيغة تساهم في حل الأزمة السودانية.

وأكد ان العامل الحاسم في ان تثمر الجهود الاقليمية والدولية هو يجب علي القوي المدنية ان تزيل كل هذه العقبات وبأعجل ما يكون.