رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد محاولة تمردهم على بوتين.. من هم قوات فاغنر الروسية؟

نشر
الأمصار

قام قائد مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجن، بإطلاق النار على الجيش الروسي يوم السبت الماضي، واتهم وزارة الدفاع بقصف قواته. 

أعلن “بريغوجن”،  التمرد على الجيش الروسي، وحث الناس على النزول إلى الشوارع وحمل السلاح ضد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي هدده بالإعدام في الميدان الأحمر ودفنه في ضريح لينين. 

 

وهدد “بريغوجن”، بالانتقام من الجيش الروسي، وأكد أن لديه 25 ألف مقاتل على الأراضي الروسية. وعلى الرغم من تصريحاته بأن ما يقوم به ليس محاولة انقلاب عسكري، إلا أن تحركاته تثير مخاوف بشأن الأمن الوطني في روسيا.

ويواجه “بريغوجن”، اتهامات بالقتل والإرهاب في روسيا، ولكنه لا يزال يتمتع بشعبية بين بعض الروس الذين يرونه بطلًا يحارب الفساد والظلم في البلاد. في الوقت نفسه، يشعر المجتمع الدولي بقلق بشأن الوضع في روسيا وتأثيره على الأمن الدولي.

وفي هذا الصدد، نستعرض في السطور التالية أبرز المعلومات عن قوات فاغنر ونشأتهم وأماكن انتشارهم.

 

قوات فاغنر.. من هم وما هي مهامهم؟

تعد قوات فاغنر Wagner Group ، شركة أمنية خاصة روسية، من أكثر الشركات انتشاراً في العالم في الآونة الأخيرة، وتعتبر هذه الشركة مثيرة للجدل نظراً لطبيعة عملها ومهامها المرتبطة بالأمن والدفاع.


نشأة قوات فاغنر

 

تأسست قوات فاغنر في عام 2014، وتُعرف أيضاً باسم "الجيش الخاص"، وهي تابعة لرجل الأعمال الروسي إيفان فاغنر، وتتخذ من مدينة سانت بطرسبرغ مقراً لها.


وتشتهر الشركة بتقديمها خدمات الأمن والحماية للشخصيات العامة والخاصة، وتدريب الجيوش والميليشيات في الدول التي تسعى روسيا لتعزيز تواجدها فيها.

 

ومع ذلك، فإن قوات فاغنر لا تتبع الحكومة الروسية رسمياً، ولكن هناك تقارير تشير إلى أنها تتمتع بدعم من بعض القيادات الروسية العليا.


وتمتلك الشركة ما يقرب من 5 آلاف مقاتل يتم نشرهم في عدة دول حول العالم، حسبما ذكرت بعض التقارير الصحفية.

مقر شركة فاغنر

وعلى الرغم من أن بدايات فاغنر ظهرت عام 2014، إلا أنها افتتحت رسميا أول مقر لها في مدينة سان بطرسبرج الروسية، بتاريخ 4 تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2022، وقال بريغوجن في الافتتاح إن مهمة مركز فاغنر الرئيسي، توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة لتحسين القدرة الدفاعية لروسيا وفقا لـ"يورونيوز".


قيادة فاغنر

وعلى الرغم من أن الاسم الأبرز لقيادة فاغنر حول العالم هو يفيغيني بريغوجن، وهو سجين جنائي سابق إبان حقبة الاتحاد السوفييتي، فإن هناك شخصية أخرى تشكل اسما كبيرا في المجموعة وهو ديميتري أوتكين، القائد السابق للقوات الخاصة في المخابرات العسكرية الروسية.

وتقاعد أوتكين من مفرزة سبيتسناز (قوة الاستخبارات الخاصة) رقم 700 عام 2013، واتجه إلى العمل الخاص في مجموعة موران للأمن، إضافة إلى شركة سلاف الأمنية.


قوات فاغنر

وتشتهر قوات فاغنر بتورطها في العديد من النزاعات والحروب في الدول العربية، ومن بينها سوريا وليبيا والسودان. وتعتبر هذه الشركة مثيرة للجدل بسبب تورطها في تلك النزاعات المسلحة، حيث يتهمها البعض بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

ومع ذلك، فإن الشركة تنفي هذه الاتهامات، وتقول إنها تقوم بتوفير الخدمات الأمنية والعسكرية بشكل قانوني وبترخيص من الحكومات المحلية في الدول التي تعمل فيها.

ويبدو أن قوات فاغنر ستستمر في العمل في العديد من الدول حول العالم، وسط تصاعد الجدل حول دورها وتورطها في النزاعات المسلحة، ويتوقع الكثيرون أن تظل هذه الشركة في صلب الاهتمام الدولي في المستقبل القريب.

تسليح قوات فاغنر


تتمتع القدرات القتالية لعناصر مجموعة فاغنر بتنوع أشكال التسليح ورغم أنهم مقاتلون خفيفو الحركة، إلا أنهم في الحرب بأوكرانيا ظهرت معهم أسلحة ثقيلة.

ويمتلك عناصر فاغنر الرشاشات الخفيفة من طراز كلاشينكوف، وبنادق رشاشة متوسطة، وقاذفات الهاون وبطاريات مدفعية خفيفة ومتوسطة وثقيلة خاصة في أوكرانيا، وفقا لموقع "سمول وور جورنال".

وامتلكت عناصر فاغنر أثناء الحرب في أوكرانيا أسلحة دفاع جوي محمولة على الكتف من طراز ستريلا الروسية ودبابات مدرعة وناقلات جنود مجنزرة.

كما أن المجموعة طورت قوات باستخدام الطائرات المسيرة المفخخة الانتحارية، وأخرى لإلقاء قنابل على القوات الأوكرانية.

الدول التي تعمل فيها قوات فاغنر

تعمل قوات فاغنر في العديد من الدول حول العالم، وتشتهر بتقديم خدمات الأمن والحماية والتدريب العسكري؛ ومن بين الدول التي تعمل فيها قوات فاغنر:

- سوريا: حيث يشارك مقاتلون من قوات فاغنر في النزاع المسلح هناك، إلى جانب القوات الحكومية السورية.

- ليبيا: حيث تشارك قوات فاغنر في النزاع المسلح هناك، إلى جانب القوات الموالية للجيش الوطني الليبي.

- السودان: حيث تشارك قوات فاغنر في تدريب الجيش السوداني وتقديم الخدمات الأمنية والحماية.

- جمهورية أفريقيا الوسطى: حيث تشارك قوات فاغنر في توفير الأمن والحماية والتدريب العسكري.

- مالي: حيث تشارك قوات فاغنر في تدريب الجيش المالي وتوفير الخدمات الأمنية والحماية.

- الكونغو: حيث تشارك قوات فاغنر في توفير الخدمات الأمنية والحماية والتدريب العسكري.

وتوجد أيضاً تقارير تشير إلى تواجد قوات فاغنر في بعض الدول الأخرى مثل فنزويلا ومصر والعراق، إلا أن الشركة لم تؤكد هذه التقارير رسمياً.

الخدمات التي تقدمها قوات فاغنر

 

تعمل قوات فاغنر على تقديم خدمات الأمن والحماية والتدريب العسكري في الدول التي تعمل فيها. ومن بين الخدمات التي تقدمها الشركة:

- الحماية الشخصية: حيث تقوم قوات فاغنر بتوفير الحماية الشخصية للشخصيات العامة والخاصة، وتوفير الحراسة والتأمين على الممتلكات.

- التدريب العسكري: حيث تقوم قوات فاغنر بتدريب الجيوش والميليشيات في الدول التي تعمل فيها، وتقديم الخبرات العسكرية والتكتيكات الحديثة.

- الدعم اللوجستي: حيث تقوم قوات فاغنر بتوفير الدعم اللوجستي للقوات العسكرية والأمنية في الدول التي تعمل فيها، وتوفير الإمدادات الغذائية والطبية والمعدات العسكرية.

- الاستشارات الأمنية: حيث تقوم قوات فاغنر بتقديم الاستشارات الأمنية للحكومات والشركات والأفراد في الدول التي تعمل فيها، وتقديم النصائح والحلول لتحسين الأمن والحماية.

- النشر العسكري: حيث تقوم قوات فاغنر بنشر مقاتليها في الدول التي تعمل فيها، وتشارك في النزاعات المسلحة إلى جانب الجيوش والميليشيات المحلية.

كيف رأت القوى المناوئة لموسكو تمرد قائد قوات فاجنر الروسية

وتعتبر قوات فاغنر مثيرة للجدل نظراً لطبيعة عملها ومهامها المرتبطة بالأمن والدفاع، وتثير تساؤلات حول أهدافها وتورطها في النزاعات المسلحة وعلاقتها بالحكومات المحلية والدولية في الدول التي تعمل فيها.

الوضع داخل روسيا، وأصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج بيانًا قال فيه “إننا نراقب الوضع وسنستشير الحلفاء والشركاء بشأن هذه التطورات.”

وأخبر مسؤولان آخران في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض سيستمر في مراقبة ما يحدث داخل روسيا عن كثب وأنهم يتوخون الحذر حتى يتضح بالضبط ما يحدث بين زعيم المرتزقة الروسي يفغيني بريغوجين ووزارة الدفاع الروسية.

وصف المستشار الرئاسي الأوكراني ميهيلو بودولياك، السبت، التصرفات التي يقوم بها قائد قوات فاجنر الروسية يفغيني بريغوجين بأنها "عملية لمكافحة الإرهاب"، وقال إن "كل شيء بدأ للتو في روسيا".

وأضاف ميهيلو بودولياك في تغريدة: "الانقسام بين النخب واضح للغاية، الاتفاق والتظاهر بأن كل شيء قد تمت تسويته لن ينجح".

وقال: "يجب أن يخسر شخص ما بالتأكيد: إما بريغوجين (مع نهاية قاتلة)، أو من هم ضد بريغوجين".

وأردف: "كل شيء بدأ للتو في روسيا".

وأثارت هذ الأزمة ردود فعل دولية، حيث قال حلف الناتو والذى يعتبر الخصم الأبرز لبوتين، إنه يراقب الوضع عن كثب، فيما أعربت الحكومة الألمانية والخارجية السويدية، عن متابعتها للتطورات في روسيا، ووصفت الخارجية السويدية الوضع بـ«الخطير».