رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

لجنة مبادرة الصحراء الواحدة.. هل تنهي أزمة الحدود المتفلتة بمنطقة الساحل؟

نشر
الأمصار

عقد اجتماع لجنة مبادرة الصحراء الواحدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، التي تضم دول كل من «بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر» وذلك لتعزيز التعاون الأمني على حدود تلك الدول.

وقال بيان البعثة الأوروبية على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه تم عقد لقاء صباح اليوم الخميس في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بدعم من بعثة الاتحاد الأوروبي الحدودية في ليبيا «يوبام» والخلية الاستشارية التنسيقية الإقليمية لمنطقة الساحل اجتماع  لجنة مبادرة الصحراء الواحدة .

الصحراء الكبرى

وتعد الصحراء الكبرى هي صحراء تحتل الجزء الأكبر من شمال أفريقيا، وهي أكبر الصحاري الحارة في العالم بمساحة تفوق الـ9 ملايين كم مربعا، وثاني أكبر صحراء في العالم بعد صحراء القارة القطبية الجنوبية.

تشمل الصحراء مُعظم شمال أفريقيا، باستثناء المنطقة الخصبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وجبال الأطلس في المغرب العربي، ونهر النيل في مصر والسودان. وتمتد من البحر الأحمر شرقاً والبحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، حيثُ تتغير المناظر الطبيعية تدريجياً من الصحراء إلى السهول الساحلية. يحدها من الجنوب منطقة الساحل، وهو حزام من السافانا الاستوائية شبه القاحلة حول وادي نهر النيجر وبلاد السودان في أفريقيا جنوب الصحراء، ويُمكن تقسيم الصحراء إلى عدة مناطق، وتشمل الصحراء الغربية وجبال الهقار وجبال تيبستي وصحراء تينيري والصحراء الليبية.

تغطي الصحراء أجزاء كبيرة من الجزائر وتشاد ومصر وليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر والصحراء الغربية والسودان وتونس، وهي تغطي 9 مليون كيلومتر مربع (3,500,000 ميل2)، أي ما يصل إلى 31% من أفريقيا. 

وتناول اجتماع  لجنة مبادرة الصحراء الواحدة  سبل تعزيز التعاون بين سلطات الحدود في المنطقة، بالتنسيق مع أصحاب المصلحة الدوليين.

فعاليات الإجتماع

وأشارت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى أنه من المقرر وضع خارطة طريق تأخذ في الاعتبار أفضل الممارسات في إدارة الحدود والتصدي للجرائم العابرة للحدود مع تعزيز التجارة والتنمية.

وعشية المؤتمر، قالت رئيسة وحدة التنسيق الاستشارية الإقليمية في موريتانيا سيمونيتا سيلفستري: «نتطلع إلى مناقشات مثمرة واجتماع  لجنة مبادرة الصحراء الواحدة  يركز على النتائج، ونتوقع معا تعزيز التعاون الإقليمي عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل، وتبادل أفضل الممارسات حول بعض الجوانب المتعلقة بالإدارة عبر الحدود، وتحديد مجالات التحسين المستقبلي للإدارة العابرة للحدود على المستويين الوطني والإقليمي»، وفق ما نقل موقع «يوبام» اليوم الإثنين.

وأشارت سيلفستري إلى أن «تبادل أفضل الممارسات بشأن إدارة الحدود والأمن على المستوى الدولي له أهمية قصوى لتحسين أداء السلطات المختصة، كما من المتوقع أن يهيئ الاجتماع الظروف لمزيد من الإجراءات والضوابط الفعالة واستخدام أفضل للموارد المتاحة».

بدورها، أشارت الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، إيمانويلا ديل ري، إلى التعاون عبر الحدود بين ليبيا والساحل في  لجنة مبادرة الصحراء الواحدة، مؤكدة الحاجة إلى زيادة تطوير البعد الإقليمي وتعزيز الحوار والتعاون عبر الحدود بين دول الساحل وليبيا.

وتشمل الأولويات الاستراتيجية الجديدة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل «الحاجة إلى نهج أكثر عالمية لمعالجة عدم الاستقرار الإقليمي، بينما يظل التركيز الجغرافي الأساسي على دول مجموعة الخمس في  لجنة مبادرة الصحراء الواحدة، حيث تركز الاستراتيجية على سياق إقليمي أوسع، بما في ذلك ليبيا». ويأخذ هذا أيضا في الاعتبار حقيقة أن استمرار انعدام الأمن الإقليمي له علاقة كبيرة بالديناميكيات التي جرى إطلاقها خارج منطقة الساحل نفسها.

رسمت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في ليبيا، ناتالينا شيا، صورة لكيفية الحدّ من ظاهرة الهجرة غير الشرعية في ليبيا. 

وقالت شيا في مقابلة مع وكالة «نوفا» للأنباء، إن مكافحة الإتجار غير المشروع بالبشر ومواجهة تدفق المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون الصحراء، يأتي بالتعاون المتكامل بين دول الساحل من خلال التدخل على مستوى منبع الظاهرة، قبل عبور وسط البحر المتوسط من ساحل شمال إفريقيا.

وشددت على ضرورة إشراك السكان العابرين للحدود في حل هذه الأزمة «لأن الملكية أمر أساسي للنجاح، لا سيما في العمليات المعقدة وفي المناطق التي غالبًا ما تشكو من التدخل الأجنبي».

استعادة وجود الدولة مهم لأمن السكان والمهاجرين


كما نبهت بأهمية استعادة وجود الدولة لضمان أمن السكان وكذلك المهاجرين وجميع من يعبرون الحدود، مضيفة أن هناك حاجة إلى جهد مشترك بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لتزويد السلطات المحلية بالوسائل اللازمة، خاصة الأنظمة التكنولوجية المتقدمة للمراقبة والتدخل، إلى جانب البنية التحتية والمعدات لضمان إنقاذ ومساعدة المهاجرين ودعم السكان الذين عليهم مساعدتهم.

وتعقد لقاءات خلال الأيام الجارية بين مسؤولين أمنيين في ليبيا والنيجر تحت إشراف الاتحاد الأوروبي.

وأضافت رئيسة البعثة الأوروبية أن ليبيا والنيجر يشتركان في حدود صحراوية، حيث تشابكت في السنوات الأخيرة أنشطة العصابات المسلحة والعنف والاتجار غير المشروع وذلك أيضًا بسبب غياب القوات الحكومية.

إرساء حد أدنى من الأمن ضرورة


ودعت إلى ضرورة إقامة تعاون وثيق بين البلدين لإعادة إرساء حد أدنى من الأمن في المناطق المشتركة عبر الحدود لصالح استقرار المنطقة وخلق فرص للتنمية.

وأشارت إلى تنظيم البعثة، التعاون مع بعثة أوروبا لبناء القدرات في النيجر (Eucap) مبادرات مختلفة لإعادة إطلاق التعاون بين سلطات البلدين على غرار زيارة ممثلين عن سلطات الحدود الليبية إلى العاصمة نيامي مؤخراً.

وذكرت أن عدد التقارير المبلغة عن الانتهاكات ضد المهاجرين في ليبيا والنيجر في ارتفاع منذ بدء عملية تعهيد حماية الحدود الأوروبية إلى الخارج بالتعاون مع ليبيا.

انخراط أوروبي في برامج في ليبيا والنيجر 


وتقول شيا إن الاتحاد الأوروبي منخرط بقوة في كلا البلدين، إذ يمول في الواقع، من خلال مختلف البرامج المنفذة مباشرة أو من خلال وكالات الأمم المتحدة، إجراءات المساعدة للمهاجرين واللاجئين، فضلاً عن قنوات إعادة الترحيل.

وأكّدت أن فعالية هذه الإجراءات تعتمد بشكل كبير على استعادة وجود الدولة في المناطق عبر الحدود في جنوب ليبيا وشمال النيجر أيضًا ومشاركة السكان المحليين.

وأضافت شيا أن البعثة تعمل على هذا الجانب لتعزيز قدرة السلطات الليبية على العمل في المناطق التي لا تسيطر عليها الدولة بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية.

لجنة «مبادرة الصحراء الواحدة»


وحسبما ذكر موقع «يوبام»، بالإضافة إلى امتدادها الجغرافي الأوسع، تهدف الاستراتيجية الجديدة أيضا إلى تعزيز الاستجابات المصممة خصيصا على المستويات الإقليمية والوطنية والمحلية لمراعاة الاحتياجات والأوضاع المحددة، والهدف العام هو إنشاء وتنفيذ لجنة «مبادرة الصحراء الواحدة»، المنصوص عليها في الإعلان المشترك للمؤتمر الإقليمي، الذي عقد في نوفمبر 2022 في تونس العاصمة.

وأكدت البعثة الأوروبية لليبيا أنها عززت دورها في الإدارة المتكاملة للحدود في ليبيا، مما سهل الحوار والتعاون بشكل أفضل بشأن إدارة الحدود والأمن بين ليبيا وبعض الدول المجاورة.

وكانت وحدة إدارة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية لدى ليبيا مع وفد ليبي (حرس الحدود الليبي وموظفو الجمارك الليبية) شاركت في مؤتمر الحدود العالمي 2023 في سكوبي شمال مقدونيا الأسبوع المنصرم.

وقال رئيس وحدة إدارة الحدود في بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية لدى ليبيا، لويس بويج، إن «حرس الحدود البرية الليبي لا يؤمن الحدود بالكامل حاليا، بسبب الافتقار إلى المعدات المناسبة والموظفين وإجراءات العمليات الخاصة». وأضاف في تصريح «حرس الحدود الليبيون يفتقدون إلى القدرات التشغيلية بما في ذلك المعدات، وتنقصهم تكنولوجيا الحدود الذكية التي لم يجر تزويدهم بها بعد».