رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تسبب بضحايا في العراق.. شبح الحمى النزفية يعاود الظهور مجددا

نشر
الأمصار

ظهرت حالات جديدة بالحمى النزفية في العراق، على مدى الأسابيع الماضية، وأعلنت وزارة الصحة العراقية، تسجيل عشرات الاصابات والوفيات منذ بداية 2023.

وكشف عنها المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر لوكالة الأنباء العراقية، إن "الوزارة سجلت منذ مطلع العام الحالي 67 إصابة بمرض الحمى النزفية، من ضمنها 10 وفيات في عموم العراق".

ذي قار جنوبي البلاد تصدرت المحافظات العراقية

ووفق المسؤول العراقي فإن ذي قار جنوبي البلاد تصدرت المحافظات العراقية بعدد الإصابات والوفيات، تليها محافظات البصرة والمثنى والنجف.

وبحسب خبير الرعاية الصحية العراقي جمال محمد، فإن وتيرة الإصابات بالحمى النزفية "تزداد في مثل هذا الوقت، وهذا مؤشر على أن الأسباب والعوامل المولدة لانتشار المرض بين البشر لا زالت قائمة مع الأسف، ولم يتم معالجتها كما يجب".

 

الذبح العشوائي للمواشي وعدم الالتزام بالأماكن المحددة

 

وأشار محمد إلى أبرز أسباب انتشار المرض قائلا: "هناك ظاهرة الذبح العشوائي للمواشي وعدم الالتزام بالأماكن المحددة لذلك، حيث تتم عمليات الذبح حتى وسط الأحياء السكنية وفي الأماكن العامة والشوارع داخل المدن والقرى، وهو ما يتسبب بتلوث بيئي خطير يساعد على ظهور مختلف الأوبئة والأمراض المعدية".

وأضاف: "يتم بيع اللحوم مجهولة المصدر بأسعار أرخص من قبل باعة متجولين، ولا تحمل الأختام الصحية فهي غير خاضعة للرقابة وتحمل غالبا أمراضا تعرض مستهلكيها لمخاطر كبيرة، وهو ما يستوجب تغليظ العقوبات بحق المخالفين للوائح وتعليمات دوائر الصحة والبيطرة".

وتابع: "من الضروري تكثيف الحملات الوقائية والتعريف بمخاطر هذه الحمى المميتة وطرق انتقال عدواها وتجنبها، وعلى رأسها الالتزام بقواعد النظافة العامة والشخصية وعدم مخالطة المواشي في مثل هذه الظروف الوبائية والابتعاد عنها، والأهم عدم شراء اللحوم إلا بعد التأكد من صلاحيتها للاستهلاك وخلوها من الأمراض، من محلات بيع موثوقة تتقيد باشتراطات الصحة العامة".

 

العراق يسجل 55 وفاة و299 إصابة بمرض الحمى النزفية في 2022

 

وفي أواخر عام 2022، أكدت وزارة الصحة العراقية، ارتفاع حصيلة الإصابات بمرض الحمى النزفية الفيروسية إلى 299 حالة مؤكدة في عموم البلاد.

وأفادت الصحة العراقية ، في بيان لها، بأن "هذه التطورات جاءت عقب تسجيل محافظة ذي قار حالة إصابة مؤكدة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات بهذا المرض إلى 299 حالة والوفيات إلى 55 في عموم البلاد".

وأشار البيان إلى أن محافظة ذي قار تعد من أكثر المحافظات التي ينتشر فيها مرض الحمى النزفية، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية للحد من انتشار هذا المرض في البلاد.

 

خطورة مرض الحمى النزفية

 

يذكر أن وزارة الصحة والبيئة العراقية حذرت في وقت سابق من خطورة مرض الحمى النزفية، الذي ينتقل من الحيوان إلى الانسان ويسبب الموت بنسبة 60 بالمئة، مؤكدة عدم وجود أي علاج أو لقاح له حتى الان.

وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العوائل الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش، لذا تظل الوقاية هي أفضل وسيلة للعلاج إلى أن يكتشف العلماء لقاحات إضافية لها.

 

ما هو الحمى النزفية

 


الحمى النزفية أو الحمى النزفية الفيروسية (بالإنجليزية: Viral Hemorrhagic Fevers (VHFs))، هي مجموعة من الأمراض المعدية تؤثر على العديد من أجهزة الجسم في نفس الوقت، وتؤثر على قدرة الجسم على تنظيم نفسه. كما قد تسبب تلف في الأوعية الدموية وخلل في عملية تجلط الدم.

تسبب بعض أنواع الحمى النزفية مرضاً خفيفاً نسبياً، بينما قد يسبب بعضها الآخر مرضاً شديداً مهدداً للحياة. وتختلف الأعراض باختلاف الفيروس المسبب، إلا أنه غالباً ما يصاحبها حدوث نزف داخلي أو خارجي، لكن نادراً ما يكون هذا النزف مهدداً للحياة. 

 

أنواع الحمى النزفية الفيروسية


يوجد العديد من أنواع الحمى النزفية، منها:

حمى الضنك، وهي حمى فيروسية تنتقل من خلال لدغة أنثى بعوضة من جنس الزاعجة المصرية، ومن أعراضها ارتفاع شديد للحرارة قد يصل إلى 41 درجة سيلسيوس.
حمى الإيبولا، وهي حمى يسببها فيروس الإيبولا، والذي من الفيروسات الخطيرة التي تصيب الإنسان والحيوان. تتميز بارتفاع حرارة الجسم، والتعب العام، والألم في العضلات.
حمى لاسا، وهي من أنواع الحمى الفيروسية النزفية، لكنها أقل عدوى من الأنواع الأخرى، وأقل شدة، حيث قد لا يعاني فيها المريض من أي أعراض أو قد يعاني من أعراض طفيفة.
حمى ماريورغ، وهي حمى يسببها فيروس ماربورغ، تنتقل من خلال خفافيش الفاكهة.
الحمى الصفراء، وهي من أنواع الحمى النزفية التي تنتقل من خلال البعوض، ويرافقها صداع، وألم في العضلات، والتقيؤ، وفقدان الشهية، واليرقان.