رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم.. لو في أمنيات العراقيين

نشر
الأمصار

قال النحويون إن لو حرف شرط لامتناع بقولهم (لو عندي مال لتصدقت بنصفه)  ولو في اللهجة العراقية تعني التمني  وفي حياتنا اليوم نحتاج الى الاف من لو لكي تكون حياتنا معاشة  بشيء من الاستقرار والطمأنينة  والحياة الكريمة  وهذه لو جاءت حتى في الأمثال الشعبية فيقول أحدهم (لو تسوة العتب جا عاتبيتك)  وهكذا تدخل لو في مفردات لغتنا الفصيحة والدارجة بكثرة وتشعب وحتى انها تكون  بعد تعريفها بالألف واللام  ذات معنى مغاير فاللو تعني الباطل وما اكثر اللو اليوم فهو منتشر في مجتمعات المدينة والريف على حد سواء فاللو اليوم تمشي في دم وتصرفات  الكثير من الناس حتى اصبح الباطل في مجتمعنا هو القاعدة والحق هو الاستثناء وبنظرة سريعة لمشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية نرى الباطل هو البارز والمطل برأسه في اكثر هذه المشاكل ولا ادري هل هو الابتعاد عن طريق الحق لانه شائك ومحفوف بالمخاطر ام ان الناس تساوى لديها الحق والباطل فما عادت تميز بينهما فاختلط لذلك عليهم الامر رغم ان ان الحق بين والباطل بين الى قيام الساعة.
ما أردت الوصول إليه ان المجتمع الذي يعيش في التمني لا تقوم له قائمة وإنما تبنى المجتمعات بالجهد والعمل والمثابرة وليس بالتمني ولهذا قيل (اتمنى في الثريا مجلسي والتمني رأس مال المفلس)  وطبيعي أن المفلس يبقى يتمنى ولكن هذا التمني لا ينتج له رغيف الخبز إلا اذا عمل واجتهد  ونحن اليوم وامام أفواج العاطلين  وملايين من هم تحت خط الفقر هل نقول لهم لا يهمكم اذا ما كنتم عاطلين أو معوزين ما دام هناك بطون متخمة وشرهة تأكل خيركم وخير أبنائكم لا لانهم افضل منكم في شيء ولكن انها نزعة الاستحواذ والأنانية  المقيتة التي تجعل من هؤلاء الجشعين  وحوشا كاسرة  تأكل ما يقع تحت يديها وتترك الناس جياع.
فماذا لو عرفنا حقوقنا وحقوق الآخرين ووقفنا عند الحدود التي يريدها الله والضمير الإنساني فهل يبقى فقير أو معوز في بلد يعد من اغنى بلاد الله ؟
انها لو وليست اللو ففي الأولى حياة الناس وفي الثانية الباطل وما ينتج الباطل غير الكوارث والمآسي.