رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

وقف إطلاق النار بالسودان..أسرار هدنة الـ24 ساعة بين الجيش والدعم السريع

نشر
الأمصار

بدأ سريان وقف إطلاق النار بالسودان وفق الهدنة الإنسانية التي طالبت بها الولايات المتحدة الأمريكية من كل من الطرفان المتحاربان سواء الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع.

أكد رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، أن الجيش السوداني سيلتزم ما أسماه بوقف إطلاق النار بالسودان المقترح من قوى دولية ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لمدة 24 ساعة.

وقال البرهان لشبكة “سي إن إن”: “لم نتفق على وقت البدء في وقف إطلاق النار بالسودان، لكننا بالتأكيد سنلتزم بمقترح الآلية الثلاثية بأن تمتد (الهدنة) لمدة 24 ساعة، ابتداءً من الساعة 6 مساءً الثلاثاء”.

والآلية الثلاثية، هي بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد”.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت في وقت سابق الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة واتهمت الجيش السوداني بخرق الهدنة.

وأكد قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” الموافقة على هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى تتضمن وقف إطلاق النار بالسودان.

وقال حميدتي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “ننتظر المزيد من المناقشات مع وزير الخارجية الأميركي حول معالجة الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني على أفضل وجه”.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن “شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بالسودان، للسماح بتسليم تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال، ولم شمل الأسر السودانية، والتأكيد على توفير الأمان لمنظمات المجتمع الدولي في الخرطوم”.

كما أعرب الوزير عن قلقه البالغ إزاء مقتل وإصابة العديد من المدنيين السودانيين بسبب القتال المستمر والعشوائي، وشدد على مسؤولية القائدين في ضمان سلامة ورفاهية المدنيين والموظفين الدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني.

وسط دوي الاشتباكات العنيفة وإطلاق النار الكثيف في محيط القيادة العامة وسط الخرطوم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، أعلن قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي أنه وافق على هدنة لـ 24 ساعة.

وقال في تغريدة على حسابه في تويتر، اليوم الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع أكدت موافقتها على هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، بعد مكالمة مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بوقت سابق اليوم.

كما أضاف أن قواته تنتظر المزيد من المناقشات مع وزير الخارجية الأميركي حول معالجة الانتهاكات التي يرتكبها الجيش السوداني على أفضل وجه، وفق تعبيره.

وكان بلينكن أعلن في وقت سابق، أنه اتصل بالبرهان ودقلو، ودعاهما إلى وقف إطلاق النار بالسودان لمدة 24 ساعة، محملاً الجانبين مسؤولية حماية المدنيين.

كما أشار إلى أنه تواصل مع نظرائه في الإمارات والسعودية وبريطانيا بشأن الوضع في السودان.

إلى ذلك، كشف أن قافلة دبلوماسية أميركية تعرضت لإطلاق نار أمس، لكنه أوضح أن جميع أفرادها بخير، ولم يصب أحد بأذى، مضيفاً أن التقارير الأولية تشير إلى تورط عناصر الدعم السريع، ومنددا بتلك التصرفات “الطائشة وغير المسؤولة”، وفق تعبيره.

تأتي تصريحات دقلو فيما لا تزال الاشتباكات تتواصل لليوم الرابع على التوالي في الخرطوم، بين القوتين، مع ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 144، ووسط محاصرة مئات الطلاب في جامعة الخرطوم، فضلا عن عشرات المرضى في المستشفيات.

وفيما تتعالى الدعوات لوقف العنف والإعلان عن هدنة فورية، بأن المبعوث الأممي فولكر بيرتس أبلغ مجلس الأمن، مساء أمس الاثنين، أن الطرفين غير مستعدين حاليا لوقف النار والتفاوض، مؤكدا أنهما بدأ بالتحشيد العسكري قبل أسابيع من حادثة قاعدة مروي.

يذكر أن تلك الاشتباكات الدامية كانت انطلقت أواخر الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه. لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.