رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

للمرة الأولى منذ بدء الحرب الروسية.. أسباب زيارة وزير الخارجية الأوكراني للعراق

نشر
الأمصار

تعد زيارة وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا إلى العراق هي الأولى من نوعها منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا.

تربط العراق علاقات اقتصادية مع كل من روسيا وأوكرانيا، قد سعى منذ اندلاع الحرب إلى البقاء على الحياد في الصراع القائم بين الجارتين.

وأبرز العراق دوره كوسيط محتمل في الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد توسطه في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية.

وزير الخارجية الأوكراني يصل بغداد

وصل وزير الخارجيَّة الأوكرانيّ دميترو كوليبا، اليوم الاثنين، إلى بغداد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان، أن "وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا وصل إلى بغداد".

وأعلنت الخارجية العراقية، الأحد أن وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا سيزور بغداد يوم غد الاثنين في زيارة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا.

أهداف الزيارة

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن الزيارة تأتي "لبحث تعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور حول كيفية التعامل مع مُختلِف القضايا، والتحدِّيات الإقليميَّة والدوليَّة في المنطقة".

وسيلتقي كوليبا خلال زيارته رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة فؤاد حسين.

وذلك بعد أقل من أسبوع من تلقي السوداني اتصالا هاتفيا من الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي، حيث أكد رئيس الحكومة العراقية خلال الاتصال على "أهمية الوصول إلى حل سلمي في أوكرانيا، واتخاذ الحوار سبيلا لإنهاء هذه الأزمة التي تسببت بالكثير من المآسي".

دور العراق في حل الأزمة الروسية الأوكرانية

 يبرز العراق كوسيط محتمل في الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد توسطه في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية

وفي فبراير الماضي، استقبل القادة العراقيون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث شدد فؤاد حسين على موقف بلاده الداعم لـ "وقف إطلاق النار حتى تبدأ المفاوضات بين الطرفين".

كما استضافت بغداد في بداية العام وزيري الخارجية السعودي والإيراني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

في فبراير/شباط من هذا العام ، كرر وزير الخارجية العراقي دعم بلاده لوقف إطلاق النار والمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا ، وذلك على هامش زيارة قام بها إلى بغداد نظيره الروسي سيرجي لافروف.

وفي الأشهر الأخيرة، استضاف العراق مجموعة كبيرة من المسؤولين الأجانب، وشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا، بما في ذلك عدة جولات من محادثات المصالحة بين إيران والسعودية.

وجاء الاتفاق السعودي الإيراني الذي أعلن عنه في العاشر من الشهر الماضي، كثمرة لجهود وساطة قامت بها 3 دول هي العراق وسلطنة عمان بالإضافة إلى الصين التي استضافت توقيع الاتفاق.

وشارك العراق بجهود وساطة سياسية حثيثة للتقريب بين الرياض وطهران، واستضاف 5 اجتماعات بين الجانبين في بغداد.

ويرى مراقبون أن سياسة الحياد التي اتبعها العراق على صعيد العلاقات الخارجية، قد تؤهله للعب دور الوساطة في أزمات حول العالم.

العلاقات بين أوكرانيا والعراق

 تمتد العلاقات الدبلوماسية بين العراق وأوكرانيا إلى أكثر من 30 عاما، شهدت تعاونا عسكريا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا بين الجانبين، وتطورت هذه العلاقات بعد عام 2003 نحو الأفضل، بعد سقوط النظام السابق الذي كان حليفا للاتحاد السوفياتي الذي انفصلت عنه أوكرانيا بعدد انهياره عام 1991.

ورغم أن العراق أصبح لديه تمثيل دبلوماسي في العاصمة الأوكرانية كييف في كانون الأول/ديسمبر من عام 1992، إلا أن هذا التمثيل كان غير مقيم في أوكرانيا، وظلت العلاقات بين الجانبين إلى حد ما في مستوى خجول على مدى تسعينيات القرن الماضي، بسبب  العقوبات الدولية المفروضة على العراق لغزوه الكويت، فضلا عن أن بغداد كانت متمسكة بعلاقاتها الوطيدة مع روسيا، الوريث السياسي للاتحاد السوفياتي السابق، التي لم تكن تتمتع بأي علاقات وثيقة مع أوكرانيا.

التعاون التجاري والاقتصادي

قدم رئيس الوزراء الاوكراني دينيس شميكال تشكيلته التي من واجباتها الرئيسية تجاوز اثار انتشار COVID-19 في اوكرانيا.

كما أن المهمة الرئسية لهذا المجلس الخاص بالتنمية الاقتصادية هو اتخاذ حزمة من التدابير للتغلب على عواقب انتشار فايروس COVID-19 في اوكرانيا.

وسجل حجم التبادل التجاري بين اوكرانيا والعراق في العام 2018 مبلغ ال 644 مليون دولار امريكي، والخدمات 25 مليون دولار امريكي مع ميزان تجاري ايجابي للغاية لصالح اوكرانيا.

وأن مجموعة المنتجات المصدره من أوكرانيا إلى العراق والتي لها وزن محدد في هيكلية التصدير هي الدهون والزيوت الحيوانية او ذات المنشأ  النباتي (  42,2%  ) والمعادن الحديدية (   40,5% ) واللحوم الصالحة للاكل.

( 6,9% ) والحليب ومنتجات الالبان وبيض المائدة والعسل ( 2,8% ) ومنتجات الحبوب ( 1,6% ) والسكر والحلويات (   0,8% ) والفواكه والمكسرات الصالحة للاكل (  0,7% ) .

وفي مجال الخدمات فقد قدمت اوكرانيا للعراق في العام 2018 خدمات متعلقة بالسياحة   3,4%   وخدمات النقل –  2,3%

ويحتل العراق المرتبة السادسة التصنيف من بين اكثر 15 دوله نمت فيها صادرات البضائع من اوكرانيا اكثر من غيرها والتي تبلغ 164,9 دولار امريكي، كما يحتل العراق المركز 11 من بين اكثر البلدان ال 15 كشريك  في تصدير البضائع من اوكرانيا.  

العلاقات السياسية بين أوكرانيا والعراق

في 11 أغسطس 2003-9 ديسمبر 2008 - هي مشاركة الوحدة الوطنية للقوات المسلحة الأوكرانية في القوة متعددة الجنسيات في العراق.

وفي 15-18 مارس 2012 ، قام وفد من لجنة التعليم العالي والبحث في مجلس النواب (البرلمان) في جمهورية العراق بزيارة أوكرانيا.

وجرت مشاورات سياسية منتظمة بين وزارة خارجية أوكرانيا ووزارة خارجية جمهورية العراق في بغداد في 28 مايو 2012.

و قام وزير خارجية أوكرانيا كي هريشينكو بزيارة رسمية إلى جمهورية العراق في 20-22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

وعقدت جولة أخرى من المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية الأوكرانية ووزارة الخارجية العراقية على مستوى نواب الوزراء في كييف في 8 مارس 2017.

وفي 21-24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 ، زار بغداد وفد من مجموعة نواب البرلمان الأوكراني للعلاقات البرلمانية مع جمهورية العراق.

وزار وزير النقل العراقي كاظم الحمامي أوكرانيا في 27-29 تشرين الثاني 2018.

وفي 15 نيسان 2019 قام نائب وزير الخارجية الأوكراني إي. بوزوك بزيارة عمل إلى بغداد.

وتم إنشاء مجموعة نائب العلاقات البرلمانية الدولية مع جمهورية العراق في برلمان أوكرانيا في 18 كانون الأول (ديسمبر) 2019.

وفي كانون الأول 2019 ، تم الانتهاء من تشكيل المجموعة البرلمانية حول التعاون البرلماني الدولي مع أوكرانيا في مجلس النواب بجمهورية العراق.

وأجرى رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميجال ، في 15 أيار / مايو 2020 ، محادثة هاتفية مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاديمي.

كما قام وزير الدفاع العراقي جمعة سعدون الجبوري في 2-6 أيلول 2020 بزيارة إلى أوكرانيا.

وجدد رئيس البرلمان الأوكراني دميترو رازومكوف في 12 أكتوبر 2020 دعوة رئيس مجلس النواب (البرلمان) العراقي للقيام بزيارة رسمية إلى أوكرانيا.

ومن 11 أغسطس 2003 إلى 9 ديسمبر 2008 ، كانت الوحدة الوطنية للقوات المسلحة لأوكرانيا جزءًا من القوة متعددة الجنسيات في العراق.

اتفاق عسكرى

تعاقدت وزارة الدفاع العراقية مع أوكرانيا عام 2009 على تزويد العراق بـ(420) مدرعة من طراز " BTR-4" بقيمة مليارين و400 مليون دولار، واعتبرت الحكومة العراقية آنذاك الصفقة التي شملت أيضا معدات وقطع غيار لطائرات وذخائر موجهة أكبر صفقة موقعة بين البلدين منذ إعلان أوكرانيا الاستقلال عن السوفيات، لكن الصفقة لم تنجح بسبب التأخر في تسليم المدرعات، التي وصلت إلى العراق بعد مرور 4 سنوات على توقيع العقد 40 مدرعة كوجبة أولى، لكن السلطات العراقية أعلنت "إعادتها إلى أوكرانيا بعد أشهر من الاستلام لوجود عيوب تصنيعية فيها ولعدم مطابقتها مع المواصفات المذكورة في الصفقة الموقعة".