رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع!!

نشر
الأمصار

عندما  سئل  برنادشو عن اقتصاد العالم قال كلمته المشهورة  (اقتصاد العالم  بين رأسي  ولحيتي غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع ).
في وصف دقيق لاقتصاد العالم  كونه كان كث اللحية واصلع  ولهذا ذهبت كلمة برنادشو مثلا يضرب في كل حالة مشابه على مستوى الاقتصاد سواء كان اقتصاد شركة او مجموعة  شركات  او بلد معين وحتى بلدان متعددة ونحن العراقيين تعودنا منذ ٢٠٠٣ وما بعدها ان نسمع عن ميزانيات انفجارية تبلغ مئات المليارات من الدولار او مئات الترليونات من الدينار العراقي وفي مقارنة لاحد الاقتصادين قال ان ميزانية العراق تعادل ميزانيات خمس دول  من المحيط العربي او الإقليمي  لكننا خلال العشرين سنة الماضية نرى ان هنآك بون شاسع بين الناس بين طبقة غنية مرفهة بأعلى درجات الرفاهية وطبقة اخرى معدمة لا تجد قوت يومها الا من خلال البحث في مكبات القمامة عن علب المشربات الغازية   او فضلات الطعام  .
وحتى لو افترضنا وجود طبقة وسطى فهي تكاد تكون اقرب الى خط الفقر او تحته في اكثر الاحيان وبالعودة الى الطبقة المرفهة عندما نبحث عن موضوع اثرائها السريع سنجدها انها في غالبيتها من محدثي النعمة ومن الذين اثروا على حساب جوع الفقراء بل هناك من شبهها بالطفيلية الاقتصادية التي اعتاشت على الصفقات المشبوهة والوهمية  وكونت نتيجة لذلك امبراطوريات مالية ضخمة بعشرات المليارات من الدولارات وهذا الموضوع  اصبح ظاهرة في المجتمع العراقي   فقد اصبح الفقر ظاهرة من جانب  والغنى الفاحش ظاهرة ايضا وعندما نبحث عن الطبقة الوسطى في المجتمع لا نراها وهنا تختل المنظومة الأجتماعية  والسبب التخبط وعدم التخطيط وعندما يأتي المتقاعد وهو احد اوجه الطبقة المعدمة اليوم ليطالب بتعديل الرواتب التقاعدية او زيادة الحد الادنى ينبري الكثيرون لينظروا  عليه من خلال شاشات التلفاز  او الصحف او مواقع التواصل الاجتماعي عن تأثيرات زيادة الحدود الدنيا لرواتب المتقاعدين على  ميزانية الدولة واقتصاد الوطن والبنى التحتية للبلد لكنهم نسوا او تناسوا ان  ميزانية الرئاسات الثلاث لوحدها في ميزانية هذا العام هي فقط ١٢ ترليون دينار عراقي !! فماذا تشكل زيادة رواتب المتقاعدين امام هذا المبلغ الكبير  والمهول؟ .
ورحم الله الدكتور احمد الوائلي القائل:
( يطغى النعيم بجانب وبجانب   يطغى الشقا فمرفه ومضيع)
ثم اليس  قول برنادشو ينطبق اليوم  على حال العراقيين ؟.