رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

شكري إلى تركيا.. مرحلة جديدة لاستعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة

نشر
الأمصار

شهدت العلاقات بين مصر وتركيا تطورًا كبيرًا بلقاء رفيع المستوى جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة القطرية الدوحة على هامش حفل افتتاح بطولة كأس العالم 2022، في شهر ديسمبر الماضي.

تبادل السفراء بين مصر وتركيا

وكشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أنه من الممكن الإعلان عن مسار تبادل السفراء بين مصر وتركيا خلال زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، لأنقرة هذا الأسبوع.

وأضاف وزير خارجية تركيا، أن التفاصيل ستنشر كاملا يوم الأربعاء المقبل، مؤكدا أنه "حان الوقت لاتخاذ خطوات ملموسة".

ويقول المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية الدكتور طه أوغلو عودة في تصريحات صحفية إن زيارة شكري لأنقرة تعكس الخطوات المتقدمة والمتسارعة في مسار العلاقات بين البلدين، لا سيما أنها تأتي بعد أسابيع من زيارة جاويش أوغلو لمصر".

وأكد المحلل السياسي التركي أن زيارة الرئيس المصري لأنقرة ستكون مقدمة لعودة سفيري البلدين، وتمهيدا لعقد قمة على مستوى رئاسة البلدين، مشيرا إلى أن أنقرة والقاهرة بصدد فتح صفحة جديدة من العلاقات، عنوانها التعاون والنظر للمستقبل.

وأشار إلى أن هناك آفاقا كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي بين البلدين، مضيفا أن "العلاقات ستشهد تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، سواء في حالة فوز أردوغان أم لا في الانتخابات القادمة".

محادثات شكري ونظيره التركي

وزار تشاووش أوغلو القاهرة الشهر الماضي، بعد 10 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2013، كما زار شكري تركيا قبل عدة أسابيع للتعبير عن تضامن مصر بعد الزلزال المدمر والهزات اللاحقة له التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وعكست المحادثات التي جمعت وزيرا خارجية البلدين مارس الماضي، والتي كانت "صريحة ومتعمقة وشفافة"، وفق تعبير الوزير شكري، عزم البلدين على إعادة الدفء إلى العلاقة بينهما وتطويرها على المستويات كافة، وذلك بعد زيارة أجراها شكري إلى تركيا الشهر الماضي بهدف إظهار تضامن بلاده مع أنقرة في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا والمصابين.

كما زار شكري تركيا قبل أسبوعين للتعبير عن تضامنه بعد الزلزال المدمر والهزات اللاحقة له التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا.

وعقب حدوث الزلزال المدمر بتركيا، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإرسال 5 طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة،  محملة بالمساعدات لدعم أبناء شعبي تركيا وسوريا، لتخفيف آثار الزلزال المدمر الواقع بالدولتين.

وكانت تحتوي أيضًا تلك الطائرات على عدد كبير من الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان إلى أبناء البلدين.

وقال شكري الشهر الماضي إن المحادثات مع تركيا بشأن استئناف سفيري كلا البلدين عملهما ستجري في الوقت المناسب.

وأوضح شكري، أنه "يحترم العلاقة الشخصية التي تجمعه بنظيره التركي وتواصلهما المشترك في الفترة الماضية"، مشدداً على وجود "الإرادة السياسية والتوجيهات من قبل رئيسي البلدين عندما اجتمعا في الدوحة لإطلاق المسار للوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات بعد تطورات الأعوام الماضية".

واعتبر الوزير شكري، أن العلاقات بين أنقرة والقاهرة "ممتدة وتاريخية"، معرباً عن "أمله في استمرار التواصل والتنسيق".

مشاورات التطبيع

وبدأت المشاورات بين كبار مسؤولي وزارتي الخارجية في أنقرة والقاهرة في 2021 عندما سعت تركيا إلى تحسين علاقاتها مع مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية، لكن تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة أخذ في التسارع بعد أن تصافح الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في الدوحة خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة لكرة القدم التي استضافتها قطر.

وقال جاويش أوغلو إن الرئيسيين قد يجتمعان وجها لوجه مرة أخرى بعد انتخابات 14 مايو/أيار في تركيا.

العلاقات بين البلدين

وشهدت العلاقات بين البلدين مشاورات سياسية على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية العام الماضي، كما ألمح الرئيس التركي عقب عودته من المشاركة في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، إلى استعداده لمراجعة علاقاته مع سوريا ومع مصر، وقال: "يمكننا إعادة النظر في العلاقات مع الدول التي واجهتنا معها صعوبات. ويمكننا حتى أن نبدأ من الصفر، خاصة بعد انتخابات يونيو".

وقبل استئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، كانت العلاقات التجارية مستمرة ولم تنقطع، حيث واصل حجم التبادلات التجارية نموه المطرد مسجلا معدلات مرتفعة للغاية، فهناك اتفاقية للتجارة الحرة وقعت عام 2005، ودخلت حيز التنفيذ في 2007، ولا تزال قائمة حتى اليوم.

حيث ازداد مجموع التبادلات التجارية بين البلدين ثلاثة أضعاف تقريبًا بين العام 2007 والعام 2020، ليصل إلى 11.14 مليارا.

وخلال فترة تراجع العلاقات السياسية بين مصر وتركيا، ازدهرت العلاقات الاقتصادية بينهما، فقد شكلت الصادرات المصرية إلى تركيا 6.2% من مجموع الصادرات المصرية، في الفترة بين 2013-2020، وكانت 3.5 % في الفترة بين 2005 و2012.

وارتفعت الصادرات التركية إلى مصر من معدل 3.37 % من مجموع الواردات المصرية في فترة 2005-2012 إلى 4.47 في المئة في فترة 2013-2020.
وفي عام 2020، احتلّت تركيا المرتبة الثالثة في قائمة الدول المستوردة للصادرات المصرية، والمرتبة الخامسة في قائمة الدول المصدّرة إلى مصر.

واحتلت مصر المرتبة الرابعة عشرة في قائمة الدول المستوردة للسلع التركية عام 2020.
وبحسب بيانات التجارة الخارجية المصرية، فقد ارتفعت القيمة الإجمالية للصادرات المصرية إلى تركيا بقيمة بلغت 381 مليون و244 ألف دولار في مايو الماضي، بزيادة بلغت 248 مليون و872 ألف دولار، عن نفس الشهر عام 2021.